بعد مرور أزمة الهاوية المالية في الولاياتالمتحدةالأمريكية استطاع سوق الأسهم السعودية بالرغم من حالة القلق التي عمّت الأسواق العالمية تسجيل أعلى مستوى له في شهرين خلال الأسبوع المنصرم وتلك كانت أفضل نهاية للمؤشر العام خلال 2012م، فقد استطاع أن ينهي السوق جلسات الأسبوع المنصرم على ارتفاع بمقدار 75 نقطة أي بنسبة 1% وبقيَم تداولات بلغت 24.9 مليار ريال أي أقل بمليار ريال مقارنةً بالأسبوع الذي قبله، وهذا التراجع أتى جرّاء توقف العديد من المستثمرين عن اتخاذ أي قراراتٍ استثمارية سواءً بالبيع أو الشراء حتى اتضحت معالم أزمة الهاوية المالية في أمريكا. لكن بالرغم من ذلك إلا أنه من المتوقع أن يستمر المسار العرضي عدة جلسات أخرى نتيجة انتظار العديد من المستثمرين بعض القرارات المتوقع صدورها من مجلس الوزراء والتي ستنظم العمل في القطاع العقاري في المملكة عن طريق إقرار اللائحة التنظيمية لقانون الرهن العقاري. أهم الأحداث العالمية كان إقرار قانون الضرائب على الأثرياء في أمريكا أهم أحداث الأسبوع، فبعد مفاوضات ماراثونية استمرت طوال شهرين أقرّ مجلس الشيوخ الأمريكي قانون فرض الضرائب على الأثرياء الذين يتجاوز دخلهم السنوي أكثر من 400 ألف دولار وبذلك تمّ تجنّب قانون الهاوية المالية الذي حذّر منه الكثير من الخبراء الاقتصاديين، وهذا القانون الجديد من شأنه تخفيف حدة ارتفاع الدين العام الأمريكي الذي فاق 16.4 تريليون دولار، كما أن إقرار قانون الضرائب الجديد أعاد الثقة للأسواق مجددًا فمنذ إقراره يوم الثلاثاء الماضي ارتفع مؤشر داوجونز أكثر من 5% خلال ثلاثة أيام وهذا الأمر يعكس حالة الاطمئنان التي سادت أوساط المستثمرين. أيضًا نجد أن أسعار النفط قد تفاعلت إيجابًا مع التطورات الإيجابية الحاصلة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فبعد الثبات فوق مستوى 86 دولارًا للبرميل استطاع الذهب الأسود تحويل مساره الهابط إلى صاعد وتحقيق مستوى 94 دولارًا في جلسات الخميس الماضي مجسّدًا بذلك حالة التفاؤل العارمة في الأسواق الدولية. أما تداولات الذهب فقد شهدت ارتفاعًا طفيفًا لم يرق إلى تطلعات المستثمرين في هذا السوق وذلك بسبب تأثير انخفاض مشتريات الصين لهذا المعدن وذهاب حالة القلق لدى المستثمرين مؤقتًا. الجدير بالذكر أن الذهب لا يجد رواجًا كبيرًا لدى المتداولين إلا في حالات الهلع من أوضاع الاقتصاديات الكبرى كما حصل في بداية أزمة الديون السيادية الأوروبية. أهم الأحداث المحلية أهم حدث ينتظره المتداولون في سوق الأسهم السعودية هذا الأسبوع هو بدء اكتتاب شركة اسمنت الشمال، فقد أعلنت هيئة السوق المالية صدور قرار مجلس الهيئة المتضمّن الموافقة على طرح (90,000,000) سهم للاكتتاب العام تمثل (50%) من أسهم شركة أسمنت المنطقة الشمالية بسعر (10) ريالات للسهم الواحد خلال الفترة من 26/2/1434ه الموافق 8/1/2013م إلى 2/3/1434ه الموافق 14/1/2013م. أيضًا من أهم إعلانات الأسبوع الماضي إعلان كل من بنك سامبا وزجاج وعسير واسمنت الجنوب وحلواني والخزف والبنك الفرنسي والكيميائية السعودية عن توزيع أرباح لمساهميها عن الفترة الماضية. التحليل الفني من خلال النظر للرسم البياني للمؤشر العام نجد أنه تمكّن من الثبات فوق دعم 6,800 نقطة بالرغم من الضغوطات العديدة التي واجهها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية وهذا الأمر يعطي مزيدًا من الثقة في الأداء على المدى المتوسط، أيضًا من المهم فنيًا متابعة مقاومة 6,960 نقطة والتي باختراقها لأكثر من يومين وبسيولة تتجاوز 7 مليارات ريال يتأكد الخروج من المسار العرضي إلى مسار صاعد رئيسي، أما العودة دون مستوى 6,800 نقطة فتعني فشل السيناريو الإيجابي وانتظار أهداف سلبية جديدة قد تستهدف 6,500 نقطة وهذا أمر مستبعد حاليًا. أما من حيث تحليل القطاعات فنجد أن قطاع الصناعات البتروكيماوية استطاع اختراق مستوى 6,000 نقطة وهذا الأمر يعني أن هذا القطاع سيعطي المؤشر العام دفعة قوية للأمام وأن السلبية التي كانت تسيطر عليه نتيجة تراجع أسعار النفط وأسعار المنتجات البتروكيماوية قد تلاشت.. لذا من المتوقع أن يستهدف مؤشر القطاع مستوى 6,140 نقطة. أما في حال كسر دعم 6,000 نقطة مرةً أخرى فذلك يعيد القطاع إلى السلبية مجددًا. في المقابل نجد أن قطاع المصارف بدأت تتأكد مظاهر موجته الصاعدة الجديدة بعد القيعان الصاعدة التي بدأ بتشكيلها منذ أسبوعين، وهذا الأمر يجعل هذا القطاع داعمًا إيجابيًا للمؤشر العام مع قطاع الصناعات البتروكيماوية. وهذا السلوك يدلّ على أن النتائج السنوية للمصارف بشكل عام ستكون إيجابية. أيضًا من القطاعات الايجابية قطاع الاسمنت وذلك في ظل اكتتاب شركة اسمنت الشمال يوم الثلاثاء القادم، أيضًا نجد أن الايجابية ظاهرة على قطاع التجزئة والطاقة والزراعة والاتصالات والاستثمار الصناعي والتشييد والبناء والتطوير العقاري والنقل والإعلام والفنادق والسياحة. أما أكثر القطاعات السلبية فقد اقتصرت لهذا الأسبوع على قطاعيّ التأمين والاستثمار المتعدد. محلل أسواق مالية