شهد سوق الأسهم السعودية الأسبوع المنصرم أسوأ أداء له منذ خمسة أشهر , فقد تراجع السوق ما يقرب من 216 نقطة أي بنسبة 3.16 بالمائة و بقيَم تداولات فاقت 22.8 مليار ريال أي أقل بحوالي 2.1 مليار ريال مقارنةً بالأسبوع الذي قبله , لكن هذا الأداء انعكس بشكل قوي على بعض الشركات و التي فقدت ما يربو على 10 بالمائة من قيمتها السوقية خلال أسبوع واحد مثل أسهم الدرع العربي ونادك والمتكاملة , وقد يرجع هذا الأمر إلى الظروف السياسية المتصاعدة في المنطقة العربية بالإضافة إلى تهاوي أسعار النفط بداية الأسبوع الماضي ما خلق نوعاً من الارتباك لدى المتداولين ودفع البعض إلى إغلاق مراكزهم الاستثمارية المفتوحة , وهذا ما جعل السيولة البيعية تتفوّق على السيولة الشرائية خاصة في كثير من الأسهم القيادية والتي ساهمت بشكل رئيسي في التراجعات الحاصلة. أهم الأحداث الخارجية كانت التطمينات التي وجهتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حول عدم تخلّي ألمانيا عن دعم منطقة اليورو في أزمتها المالية و عدم السماح لليونان بالخروج من منطقة اليورو الأثر الكبير على الأسواق الأوروبية التي صعدت خلال الأسبوع الماضي بشكل ملحوظ , و كان لهذا الأمر مردود إيجابي على أداء اليورو أمام الدولار الأمريكي , فقد صعد اليورو لأعلى مستوى له خلال أسبوعين ما عكس حالة التفاؤل التي يعيشها المستثمرون الأوروبيون خلال الفترة الحالية , لكن الناظر لحال القارة الأوروبية من تظاهرات شبه يومية و تجاذبات سياسية وتحذيرات متكررة من صندوق النقد الدولي يرى أن حالة الاطمئنان خلال هذه الأيام هي عبارة عن مرحلة هدوء وقتي ولا يعني ذلك انتهاء المشكلة أو أن الحلول الآنية قد آتت أكلها فعلياً. أيضاً في المقابل شهدت أسواق السلع حالة من التحسّن بعد حالة الهدوء التي تعيشها القارة الأوروبية , فقد ارتفع خام وست تكساس نهاية الأسبوع الماضي بعد أن تراجع بشكل قوي خلال جلسات بداية الأسبوع إلى دعم 84 دولارا وقد وصل الخام بعد ذلك إلى مقاومة 89 دولارا والتي تُعتبر حجر عثرة أمام عقود الذهب الأسود. في المقابل نجد أن أسعار الذهب قد قلّصت القليل من خسائرها خلال جلسات بداية الأسبوع بعد أن واصلت هبوطها حتى دعم 1704 دولارات , لكن هذا التقليص لا يعني شيئاً بدون العودة فوق قمة 1740 دولارا, أما في حالة الهبوط دون القاع الخير عند 1672 دولارا فسنرى أسعاراً دنيا جديدة للمعدن الأصفر. أهم الأحداث الداخلية من أهم أحداث الأسبوع الماضي هو البدء في اكتتاب شركة دلة الصحية القابضة و التي طرحت 30 بالمائة من أسهمها أي حوالي 14.2 مليون سهم منها 7.1 مليون سهم للمؤسسات و7.1 مليون سهم للأفراد وذلك بسعر 38 ريالا للسهم وبعدد 10 أسهم كحد أدنى للاكتتاب للشخص الواحد , و قد أعلن مدير الاكتتاب « سامبا كابيتال « أنه قد تمت تغطية 101 بالمائة من عدد الأسهم حتى يوم الخميس الماضي , و اتوقع أن تتم تغطية الاكتتاب حتى يوم غد الأحد - وهو آخر يوم للاكتتاب – بنسبة تُقارب 200 بالمائة, لذلك قد يتم تخصيص عدد 7 أسهم للفرد الواحد بالحد الأعلى بحسب توقعي الشخصي , علماً بأنه سيتم رد الفائض الأسبوع القادم يوم الأحد 18\1\1434ه الموافق 2\12\2012. من ناحية أخرى نجد أن تراجعات أسعار المنتجات البتروكيماوية في السوق الدولية قد يؤثر سلباً على الأداء المالي و التوسّعي لشركات قطاع الصناعات البتروكيماوية , فقد تراجع منتج الايثيلين لأدنى مستوى خلال ثلاثة أشهر عند 1205 دولارات , و قد تأثرت منتجات البروبلين و الميثانول بنفس الصورة تقريباً. التحليل الفني بالنظر إلى الرسم البياني للمؤشر العام نجد أنه خلال الأسبوع المنصرم قد كسر دعماً تاريخياً مهماً عند 6,630 نقطة و أغلق دونها لأكثر من يومين و بكمية تداولات عالية فاقت 4.8 مليار ريال عند الكسر , و هذه الأمور تؤكد أن الموجة الهابطة الحالية هي موجة هابطة رئيسية تستهدف مستوى 6,513 كدعم أول ثم 6,313 كدعم ثانِ , أما عند العودة فوق قمة 6,700 و الإغلاق فوقها لأكثر من يومين فذلك يلغي الفرضيّة السلبية السابقة و لكن التأكيدات السلبية التي وضّحتها سابقاً توحي بأن المؤشر في طريقه إلى التراجع . أما من حيث القطاعات فنجد أن قطاع الصناعات البتروكيماوية قد كسر دعما مهما جداً عند 5,667 نقطة والذي كان معولاً عليه بشكل كبير في كبح جماح التراجعات الحاصلة في القطاع منذ أكثر من شهر , و قد ساهم في سلبية القطاع فشل سهم سابك في البقاء فوق مستوى 90 ريالا ما كان له الأثر الكبير في الضغط على أداء القطاع ككل , لذلك من المتوقع أن تستمر تراجعات القطاع حتى منطقة 5,380 نقطة , أما الايجابية فتعود إليه بالعودة فوق مقاومة 5,800 نقطة , كذلك الحال على قطاع المصارف و الاسمنت و التجزئة و الزراعة والاتصالات و التأمين و الاستثمار المتعدد و الاستثمار الصناعي و التشييد و البناء و التطوير العقاري و الاعلام و الفنادق. في المقابل نجد أن قطاع الطاقة احترم دعماً تاريخياً عند 4,700 نقطة , لذلك قد يخفف هذا الأمر من قوة تراجعات بعض القطاعات القيادية على المؤشر العام بالرغم من أفقية هذا القطاع و رتابة أدائه , كذلك الحال على قطاع النقل.