استطاع سوق الأسهم السعودية خلال جلسات الأسبوع الماضي تعويض معظم خسائر الأسبوعَين الماضيَين، حيث فاقت المكاسب نحو 209 نقاط أي بنسبة 3.2 بالمائة، وذلك بعد تأكد الأنباء المطمئنة عن الحالة الصحية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، و قد أعطى ذلك الأمر دافعًا جيدًا لأداء المؤشر العام بالإضافة إلى غياب الأخبار السلبية العالمية ولو لفترة قصيرة وقد تجاوزت السيولة للأسبوع المنصرم 27.4 مليار ريال مقارنةً بسيولة بلغت 23.9 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، ولكن حسب النظرة التحليلية الفنية فإن هذا التحسّن مؤقت ما لم نعُد فوق مستويات 6,900 نقطة، فالصعود الحالي هو مجرد ارتداد فقط وليس إعلانًا بانتهاء موجة الهبوط السابقة. أهم الأحداث الخارجية ما زال موضوع «الهاوية المالية» في الولاياتالمتحدةالأمريكية هو محور حديث الساسة هناك، فقد عبّر الرئيس باراك أوباما يوم الخميس الماضي عن إمكانية التوصّل لحل حول موضوع فرض ضرائب إضافية على الأثرياء الذين يزيد دخلهم على 200,000 دولار سنويًا والذي تعارضه الأكثرية الجمهورية في الكونجرس الأمريكي وذلك لتفادي إقرار خطة «الهاوية المالية» كحل أخير لأزمة الدين العام في البلاد، ومفهوم الهاوية المالية يعني خفضًا كبيرًا في الإنفاق مع رفع الضرائب على جميع طبقات الشعب الأمريكي وهو ما سيتسبب في خفض الناتج المحلي الأمريكي 1.6 بالمائة وسيدخل الاقتصاد العالمي في حالة من الركود تتحوّل في نهاية المطاف إلى كساد قد يكون كارثيًا على كثير من الدول ذات الاقتصاديات الهشة كحال كثير من دول أوروبا وبعض الاقتصاديات الآسيوية ذات المشاكل المالية كاليابان. ولدى الحكومة الأمريكية والكونجرس الأمريكي أربعة أسابيع فقط للتوصّل إلى حلٍّ حول ضرائب الأثرياء أو ستكون الهاوية المالية هي الحل. من ناحية أخرى نجد أن المسار العرضي ما زال هو المسيطر على تحركات أسواق النفط، وهو ما جعل التحرّكات تنحصر بين سعري 90.20 -87.40 دولار، لكن يجب التنويه إلى أن تراجع خام وست تكساس دون مستوى 84 دولارًا يعني تسارع الهبوط إلى ما دون دعم 80 دولارًا. أما تحرّكات أسواق الذهب فقد بدأت بالهبوط فعلًا، فحتى يوم الخميس الماضي تراجع المعدن الأصفر من مستوى 1725 دولارًا حتى 1686 دولارًا ليقترب بذلك من الدعم التاريخي 1672 دولارًا، والذي يتسارع الهبوط بكسره حتى منطقة 1635 دولارًا. أهم الأحداث الداخلية من أهم أحداث الأسبوع موافقة هيئة السوق المالية على طرح 90 مليون سهم من أسهم شركة اسمنت المنطقة الشمالية للاكتتاب العام، وهذه الكمية تمثّل نسبة 50 بالمائة من أسهم الشركة وذلك بسعر 10 ريالات للسهم وسيبدأ الاكتتاب من يوم الثلاثاء 26/2/1434ه الموافق 8/1/2013م وحتى يوم الاثنين 2/3/1434ه الموافق 14/1/2013م. كما وافقت الجمعية العمومية غير العادية لشركة سافكو على زيادة رأس مال الشركة بواقع 33 بالمائة، وذلك بمنح سهم مجاني لكل ثلاثة أسهم، كما أقرّت الشركة توزيع أرباح عن النصف الثاني من عام 2012 بواقع 6 ريالات للسهم. أيضًا أقرت شركة الصحراء للبتروكيماويات توزيع أرباح عن العام 2012 وذلك للمرة الأولى في تاريخ الشركة بواقع نصف ريال للسهم، وستكون الأحقية لمالكي السهم بنهاية الجمعية العمومية والمقرر عقدها في مارس 2013. كما أقرّت شركة البابطين توزيع أرباح عن الأشهر التسعة الأولى من العام 2012 بواقع ريال واحد للسهم وستكون الأحقية للمساهمين المقيّدين بسجلات تداول بنهاية تداول يوم الاحد 2/12/2012م. التحليل الفني من خلال النظر إلى الرسم البياني لسوق الأسهم السعودية نجد أن المؤشر تمكّن من الارتداد بقوة بعد الثبات فوق مستوى 6,630 نقطة، لكن حتى نحكم بانتهاء المسار الهابط لابد من العودة فوق قمة 6,900 نقطة، وهذا ما أراه صعبًا في الفترة الحالية وذلك في ظل تصاعد التوترات السياسية في دول الجوار كسوريا ومصر والكويت وأيضًا بسبب المؤثرات القادمة من أوروبا وأمريكا وهو ما سيبثّ القلق بين المستثمرين في أسواق المال حول العالم وليس في المملكة فقط، لكن في حال تجاوز المؤشر العام قمة 6,900 فهذه إشارة إيجابية قوية، أما في حال العودة دون دعم 6,660 فهذه إشارة أولية على الهبوط. أما من حيث القطاعات فنجد أن قطاع الصناعات البتروكيماوية قد أعطى إشارة على بدء التصحيح بعد فشله في تجاوز مقاومة 5,800 وذلك بعد فشل سهم سابك في الوصول إلى مستوى 90 ريالًا رغم محاولاته المستمرة طوال جلسات الأسبوع الماضي، وذلك ما أعطى زخمًا بيعيًا لبقية شركات القطاع ليتجه بعد ذلك إلى مستويات 5,640 نقطة، وهذا السلوك كان واضحًا أيضًا على قطاعات المصارف والطاقة والزراعة والاتصالات والتأمين والاستثمار المتعدد والاستثمار الصناعي والتشييد والبناء والفنادق. في المقابل نجد أن قطاع الاسمنت لم يُعطِ إلى الآن أي إشارة تنبئ على انتهاء صعوده وذلك ما يرشّحه لمزيدٍ من العطاء خلال هذا الأسبوع، كذلك الحال على قطاعات التجزئة والتطوير العقاري والنقل والإعلام.