في البلد الذي نشأ بميثاق بين المصحف والسيف، بين العالم والحاكم، بين الدعوة والحكم، لا يستغرب أن يحتفي الحكام بالدعاة وأئمة المساجد والخطباء، فالشيء من معدنه لا يستغرب. في بلدي تتقارب النفوس الصالحة؛ حتى تصبح نفسًا واحدة، وتلتقي القلوب الطيبة؛ حتى كأنها قلب واحد، وتتوحّد المناهج السليمة؛ حتى وإن اختلفت الوسائل، فالمصدر واحد لا غير، كتاب الله وسُنة رسوله «صلى الله عليه وسلم»، على عقيدة واضحة صافية نقية. في بلدي ليس بناء المساجد والجوامع سوى أمنية لكل فرد، يسعى لتحقيقها مدى الحياة في حيّه أو بلده أو حتى بلاد الله الواسعة؛ حتى أضحت المساجد التي بنتها أيدي رجالات ونساء المملكة منتشرة كالنجوم في كل أرض، ولكن جائزة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود للدعوة والمساجد تجاوزت ذلك؛ لتحتفي بالمسجد المتميّز بالحفاظ على جودة بنائه، وصيانته، وتهيئته باستمرار لضيوف الرحمن في كل فرض، والمتميّز أيضًا في إدارة النشاط الذي يحقق جزءًا من رسالة المسجد؛ من محاضرات ودروس وحلق للقرآن الكريم للذكور والإناث، والاهتمام بجماعة المصلين والسعي في قضاء حاجاتهم، والخطيب المتميّز في أدائه ومضامينه. وفي بلدي أصبحت الدعوة جزءًا من حياة كثير من الناس؛ تحقيقًا لقول الله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)، ففي المدارس لجان التوعية الإسلامية، وفي المشافي قسم للتوعية الدينية، وفي السجون برامج للبناء الإيماني، وفي كل مكان اهتمام بالدعوة إلى الله، أليست بلادنا من أكثر البلاد التي يدخل الناس فيها في دين الله أفواجًا، من الجاليات التي تفد بأديانها، ويعود كثير من وفودها بدين الإسلام الخاتم؟ أليست إدارات الدعوة الرسمية ومكاتب الدعوة التعاونية معلمًا في كل مدينة، وأحيانًا في كل حي؟ إن جائزة الأمير محمد للدعوة والمساجد حقل من حقول المعروف، وتشجيع تتبناه الدولة التي تقيم شريعة الله تعالى، لتجرد أصحاب المعاذير من العمل من أجل دين الله تعالى، من أعذارهم الواهية، بين يديكم سُبل مشرعة لخدمة دينكم، والدفاع عن شريعتكم، والدعوة إلى دين الله بكل الطرق الناجحة؛ قديمها وحديثها، بدعم كبير، وتأييد مشكور، واحتفاء بالمحسن على أعلى المستويات.ولكن جائزة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود للدعوة والمساجد كللت هذه الجهود بتتويجها بجوائز هي عاجل بشرى المؤمن إن شاء الله تعالى، فكفى ذلك إشعارًا من أولياء الأمور حفظهم الله ووفقهم لإصلاح رعاياهم بأنهم يتبنون الدعوة إلى الله في أُطُرها السليمة، بوسطية الإسلام الراشدة، دون غلو أو تهاون. إن جائزة الأمير محمد للدعوة والمساجد حقل من حقول المعروف، وتشجيع تتبناه الدولة التي تقيم شريعة الله تعالى، لتجرد أصحاب المعاذير من العمل من أجل دين الله تعالى، من أعذارهم الواهية، بين يديكم سُبل مشرعة لخدمة دينكم، والدفاع عن شريعتكم، والدعوة إلى دين الله بكل الطرق الناجحة؛ قديمها وحديثها، بدعم كبير، وتأييد مشكور، واحتفاء بالمحسن على أعلى المستويات. هذه الجوائز في الأمور الشرعية محفزة، وذات دلالات عظيمة، ولكنها أيضًا تذكر بالأجر الأخروي، والحرص على الإخلاص في العمل؛ حتى ينال المحسن الأجر الباقي عند الله تعالى، بل إن هذه الجائزة تحمِّلُ مَن ينالها مسؤولية عظيمة أمام الله تعالى، أن يستمر على نشاطه وعمله؛ فإن دلالة قبول الحسنة استمرارها. شكرًا لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود أمير المنطقة الشرقية، وصاحب الجائزة على ما قدَّم ويقدِّم من أجل دين الله تعالى، وبيوته، والدعوة إليه. والشكر موصول لفضيلة أمين عام الجائزة الشيخ عبدالله بن محمد اللحيدان، ولأصحاب الفضيلة والسعادة أعضاء مجلس لجنة الجائزة الموقرة، ولفريق العمل الذي يعمل بجودة تستحق الإشادة.