بسم الله القائل: (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارجعي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) .. صدق الله العظيم.رحمك الله يا شيخ سلطان فبوفاتك فقدت الأمة قامة بارزة من قاماتها فقدت فيك المدافع القوي عن حياض دينها والخطيب المفوه الذي طالما صدع صوته بالحق عاليا. إن حب الناس لحسن خلقك وطيب معشرك لشهادة - إن شاء الله - يوم الحساب الذي أرجو الله - جل شأنه - أن يجعلك ممن قال فيهم: ((فأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ)).. صدق الله العظيم. حيث شرفت أنت أيها الأخ الفقيد الغالي ولأول مرة منذ عشرات السنين بامامة المسلمين في هذه المدينة التي كانت تفتقر حتى الى مسجد واحد وصدح صوتك تخطب في مسلمي اشكودرا رافعا اسم الله عاليا في أرجاء هذه المدينة المسلمة التي طالما حنت الى صوت قوي مسلم مثل صوتك. عرفتك صديقا صادقا وفيا عرفتك أكثر عندما سافرنا سويا مع نخبة من أبناء الوطن الى جمهورية البانيا المسلمة في قلب أوروبا، حيث قمت بافتتاح مسجد مدينة اشكودرا في البانيا، حيث شرفت أنت أيها الأخ الفقيد الغالي ولأول مرة منذ عشرات السنين بامامة المسلمين في هذه المدينة التي كانت تفتقر حتى الى مسجد واحد وصدح صوتك تخطب في مسلمي اشكودرا رافعا اسم الله عاليا في أرجاء هذه المدينة المسلمة التي طالما حنت الى صوت قوي مسلم مثل صوتك. في تلك الخطبة التي أذكرها جيدا دعوت مسلمي اشكودرا ومن ورائهم مسلمو البانيا كافة الى التمسك بدينهم ودعوة الموسرين من أبناء الأمة المسلمة ببناء المساجد في هذه الدولة المسلمة، ثم انك يا فقيد العلم والمساكين لم تنس ان تجتمع مع مفتي الديار الالبانية لبحث أمور مسلمي البانيا في محاولة منك للمساهمة في مساعدتهم وتفقد أحوالهم والمشاركة في التخفيف من آلامهم. رحمك الله يا شيخ سلطان رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، وألهم أهلك وأولادك، وألهمنا جمعياً الصبر والسلوان .. (إنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).