هو هكذا.. تاريخ.. نجومية.. ابتسامة.. علامة فارقة منذ أن كان يحمي الخشبات الثلاث في ناديه الأخضر.. وبنفس الشعار مع المنتخب.. هو الذي اختار العلم في وقت "الغفلة"، فترك الشهرة والنجومية من أجل "الشهادة العليا"..!! هو إنسان عصامي.. عانى في صِغره من الحرمان.. هكذا كان يقول.. لكن برّه بوالديه فتح له دروب الحياة للشهرة والنجومية في كل مراحل حياته العملية والكروية..!! هو واحد من أولئك الذين أبدعوا في المستطيل الأخضر.. وقدّم رؤية إدارية منفتحة على الجميع.. وشكّلت خبرته اسمًا كبيرًا في عالم كرة القدم بحكم علاقاته وصداقاته ومشواره وإنجازه..!!
كنا متقابلين.. أنا وكلماتي.. نمنمات أحرف تدندن.. وسلالات من الصمت تعلو.. وما بينهما ذاكرة لا تغفو.. تنتفض ليشتعل بالرجل الذي جاء لرئاسة اتحاد الكرة عبر صناديق الاقتراع.. وهو أهل للمنصب، فالرئيس الجديد رجل عصامي لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب.. لكنه حفر في الصخر حتى وصل لما وصل إليه.. لقد ترك بصمة زاهية في ملاعب كرة القدم السعودية.. ليبقى في ذاكرة المكان والزمان.. عملاقًا لم يسحب البساط من تحت أقدامه حتى بعد مغادرته القاعة الخضراء وهو في مجده وعنفوانه.. فقد فضل الابتعاد وهو في قمة عطائه من أجل دراسته الجامعية..!! كلماتي تصرخ.. تستغيث فلا مغيث.. وتستجير فلا مجير.. عبثًا حاولت أن تملأ المكان.. باعتقادها أن العصامي سيكون في عِداد المنسيين الذين اعتزلوا فنسيهم الجمهور.. ولكن أحمد عيد لم يكن حارسًا عملاقًا فقط.. بل تسلّح بالعلم.. وتدرّج في مناصب عديدة مع الكرة السعودية.. ونجح في أن يكون رجلًا وسطيًّا يشعّ الحياد من عمله وجهده.. وإن حاول البعض تشويه هذه الصورة..!! أحمد عيد لم يغادر ساحة الإبداع.. فاشتعل صوت مَن أحبّه بتعلقهم به إيمانًا بقدراته وإمكانياته.. فما زال الجميع يتذكّره قويًا في الملاعب لم يمرّ بحالة ضعف وترهّل
نعم حتى الكلمات صمتت إيمانًا منها بروعة الرئيس المنتخب.. الذي أقنع الجميع بإمكاناته.. وصفق له الجميع لحياديته.. وأعجب به الجميع للباقته وخبرته وسلاسة حديثه ومنطقه..!! هو أحمد عيد الحربي.. الإنسان الهادئ.. الذي سكن القلوب حارسًا فلم يخرج منها.. واستقر في عقول العقلاء.. ليتعلم منه الكثير من الأجيال المتعاقبة لاعبًا وإداريًا وحاليًا رئيسًا.. إن النجومية ليست فنًا داخل المستطيل الأخضر فقط.. بل هي فن في التعامل مع الآخر.. فن في الأخلاق.. فن في الثقافة.. فن في القيادة.. وعيد تجتمع فيه هذه الصفات..!! لقد ركّز أحمد عيد قيم «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية» في نفوس من يمتلكون الحوار.. فقد كان واحدًا من أولئك الذين لا يتخذون موقفًا ضدك لسبب خلافك معه في الرأي والرؤية.. وكانت شخصيته محل أنظار المتابعين في أحلك الظروف.. حتى وهو يتهم بأهلاويته في القرارات.. كان يبتسم لجهل البعض.. وكان يرسم لهم صورة للمستقبل المشرق لاتحاد الكرة..!! ولأن أحمد عيد متفرّد بخصال قلما توجد في شخصية رياضية أخرى.. فهو لا يعترف بالميول.. ولا يعترف بمن يقف ضده ليبعده فيما بعد.. ولا يعترف بصغائر الأمور التي تبعد الكرة السعودية عن مسارها.. هو شخص وسطي لا ينفعل ولا يتآمر ولا يضرب من تحت الحزام.. هو شخص "نظيف" بمعنى الكلمة..!! أحمد عيد لم يغادر ساحة الإبداع.. فاشتعل صوت مَن أحبّه بتعلقهم به إيمانًا بقدراته وإمكانياته.. فما زال الجميع يتذكّره قويًا في الملاعب لم يمرّ بحالة ضعف وترهّل.. وإداريًا فطنًا لم يدخل في نزاعات واحتكاكات.. وهو بحق رئيس للجميع ولكل الأندية في اتحاد الكرة..!! مبروك لعيد.. ومبروك للعزيز خالد المعمر.. فقد كان أنيقًا حتى في خسارته.. بل ومثقفًا أضاف للنجاح العملية الانتخابية.. بارك وهنّأ.. وصافح وعانق في جو ديمقراطي.. لم يحاول أثناء العملية الانتخابية تشكيل جبهة عداء لأحمد عيد.. ولم يخرج عن النص.. دخل ساحة الانتخابات مرفوع الرأس.. وغادرها أيضًا مرفوع الرأس.. فقد تحصل على 30 صوتًا متخلفًا بصوتين على الرئيس المنتخب وهو برأيي إنجاز للأنيق خالد المعمر..!! أخيرًا.. مبروك للجميع العملية الانتخابية ونجاحها وحضاريتها.. !!