عندما غادر النجم الدولي السابق حسين عبدالغني (33 عاماً) النادي الأهلي على رغم عشقه له، وحط الرحال في نادي النصر لم يكن يطمع سوى في مواصلة ممارسة هوايته في الركض على المستطيل الأخضر، وربما كان يؤمل في الإسهام في إعادة النصر لسابق عهده، فالأمور المالية لم تكن هدفه الرئيسي فهو حقق الكثير من المال والشهرة وحب الجماهير في فريقه السابق. عبدالغني... المحارب في الكتيبة الصفراء يسعى مع رفاقه الجدد بضراوة لإعادة الذهب إلى دولاب النصر، ومنذ أن وطأت قدمه الملعب «الأصفر» وهو مثل «الماكينة» التي تعمل بتواصل ولا تهدأ، سعياً منه لإسعاد الجماهير التي رحبت بقدومه وأحبها وأحبته. «الفتي الذهبي» كان أحد أبرز وأميز اللاعبين الذين صالوا وجالوا وسطعوا في سماء النجومية، قبل أن يصاب بالقطع في «الرباط الصليبي» ويصيب الجماهير الرياضية بالحزن والإحباط بعدما فقدوا خدمات «القائد» الذي كان بمثابة روح الفريق، ولم تمنعه تلك الإصابة من مواصلة الركض بحثاً عن تحقيق الطموح بعد أن نجح في تجاوز مرحلة العلاج الطويلة التي دفع ثمن تكاليفها المادية من حسابه الخاص، ليعود من جديد بعد انطلاقة الموسم الحالي وهو أكثر تألقاً وتوهجاً وإصراراً على تحقيق ما يسعى إلى تحقيقه مع بقية زملائه في النصر. تدرج اللاعب القتالي حسين عبدالغني المولود في الأول من كانون الثاني (يناير) 1977 مع ناديه السابق الأهلي من الدرجات السنية، وكذلك مع منتخبه من الناشئين إلى الشباب إلى الأولمبي إلى الأول، وبدأ بصناعة تاريخه مع المنتخب الأولمبي أمام المنتخب العراقي في التصفيات النهائية المؤهلة إلى أولمبياد أتلانتا، وبينما كان الجميع في انتظار ركلات الترجيح جاء ليطلق ضربة رأسية هزت الشباك العراقية كهدف ذهبي أهّل «الأخضر»، وهو ما جعل النقاد يطلقون عليه لقب «الفتى الذهبي»، ليقوم بعدها بتغيير رقم قميصه الذي اشتهر به (13) إلى الرقم (24) بحكم أن عيار 24 هو أغلى عيارات الذهب. ويمتاز اللاعب الأنيق بموهبة عالية ودقة في التمرير فضلاً عن القتالية على الكرة حتى آخر لحظة. وعلى صعيد الألقاب الشخصية، نال الفتى الذهبي جائزة أفضل لاعب عربي عام 1997، إضافة إلى ترشيحه من «الفيفا» للعب مع منتخب نجوم العالم مرتين (1998-2000).