كنا متقابلين.. أنا وكلماتي.. نمنمات أحرف تدندن.. وسلالات من الصمت تعلو.. وما بينهما ذاكرة لا تغفو.. تنتفض ليشتعل بركان الجنرال الذي ترك بصمة زاهية في إنجازات الكرة السعودية.. ليبقى في ذاكرة المكان والزمان.. عملاقًا لم يسحب البساط من تحت أقدامه حتى بعد مغادرته القاعة الخضراء وهو في مجده وعنفوانه.. فقد ظل جنرالًا في قلوب الهلاليين.. لقوة شخصيته الفذة.. وقيادته المتميّزة التي ما زالت حاضرة في ذاكرة الجميع.. !! ## كلماتي تصرخ.. تستغيث فلا مغيث.. وتستجير فلا مجير.. عبثًا حاولت أن تملأ المكان.. باعتقادها أن الجنرال كان في عِداد المنسيين الذين اعتزلوا، فوضعوا في خانة "النسيان".. لكن ظنوني تاهت في وحل الهذيان.. فالنجم صاحب "الكاريزما" لا يكون في عِداد المنسيين.. ونجم بحجم صالح النعيمة.. تظهر قيمته عند أول وجع يصيبه حتى ولو كان بعيدًا عن ساحة الرياضة والرياضيين..!!
## نعم حتى الكلمات صمتت إيمانًا منها بروعة الفارس الذي "انزلق".. لكنها ذهبت ترسم فوق جباه المشاعر تفاعل الناس.. كل الناس في هذا البلد بتعاطفهم مع النجم الكبير .. تهافتوا للسؤال.. نسوا كل الميول.. رغم حملهم ذاكرة الزمان والمكان.. يقرؤه أولئك الذين لا يمكنهم نسيان صالح النعيمة فارس الأخلاق والفن والمهارة والأناقة، وكل الأشياء الجميلة لنجم صاحب بصمة قوية.. فكان قدوة للآخرين .. يحبّه الصغير والكبير .. ويحترمه الجميع على اختلاف ميولهم ومشاربهم ..!! النعيمة غادر ساحة الإبداع مبكرًا.. فاشتعل صوت من أحبّه بتعلقهم به.. فما زال الجميع يتذكّره قويًا في الملاعب لم يمرّ بحالة ضعف وترهّل.. ولم يلعب باسمه على حساب غيره ## هو صالح النعيمة.. هو الإنسان الهادئ .. الذي سكن القلوب فلم يخرج منها .. واستقر في عقولنا .. ليتعلم منه الكثير من الأجيال المتعاقبة.. إن النجومية ليست فنًا داخل المستطيل الأخضر فقط.. بل هي فن في التعامل مع الآخر .. فن في الأخلاق.. فن في الثقافة .. فن في القيادة .. فن في إعطاء الفرصة للجيل الجديد .. فقد اشتهر إبان قيادته الأزرق وأيضًا للمنتخب بتشجيعه للوجوه الشابة لأخذ مكانهم.. !!
## لقد ركّز النجم النعيمة قيم القيادة وشارة الكابتنية في نفوس من يمتلكون هذه الموهبة .. فقد كان قدوتهم .. وكانت شخصيته محل أنظار كل كابتن يستلم شارة القيادة في المنتخب والفرق المحلية .. وحرص عليها، وتفاعل معها، وكان بحق نموذجًا لنجم صاحب تفرّد وتميّز، لذلك أحبه الجميع .. واعترف حتى خصومه بتفرّده وتميّزه في قيادته للمنتخب والهلال..!!
## ولأن النعيمة متفرّد بخصال قلما توجد في نجم آخر.. فلم ينتظر حتى تطالبه الجماهير بالاعتزال.. وكانت الأضواء تستحثه لإحداث برق هنا وأمطار هناك في الإعلام المرئي والمقروء.. وذلك في الاستمرار بالملاعب.. لكنه خالف محبيه وأنصاره، رغم العاطفة المتوقّدة من عشاقه باعتراضهم على قرار رحيله.. وكان يعي بعمق وإدراك أن الركض بقوة في المستطيل الأخضر ينبغي أن يكون بالعطاء .. لا بالاسم.. وكان يعرف أنه سيلعب أساسيًا مهما تراجع مستواه.. ففضّل الانسحاب وهو في قوته حتى لا يعطل بزوغ نجم جديد لفريقه وللمنتخب.. وهذا ما جعل النعيمة كبيرًا في كل شيء..!!
## النعيمة غادر ساحة الإبداع مبكرًا.. فاشتعل صوت من أحبّه بتعلقهم به.. فما زال الجميع يتذكّره قويًا في الملاعب لم يمرّ بحالة ضعف وترهّل.. ولم يلعب باسمه على حساب غيره.. فهو واحد من العمالقة في الوطن العربي.. للأسف تذكّرناه في محنته الأخيرة.. شفاه الله من كل مكروه..!!