أهفو إلى تلك المحطة .. أحاول فك طلاسمها .. وأمضي بين النجوم .. أفتش عن قمر مونديالي .. شغل الناس آنذاك بمده وجزره عبر المستطيل الأخضر .. فهو الوحيد من الساحل الشرقي الذي سبح في جزيرة المونديالات ..!! * يباغتني هذا المساء اسمه من جديد .. حين يندس في دفتر الذاكرة .. ويرتمي من جديد في محبرتي بعد غياب دام أكثر من عقد من الزمان .. يأخذني لمرحلة الإبداع الأخضر في أمريكا .. ويجرني للغة كانت لا تعترف إلا بنجوم الشباك .. كان هو واحدا منهم .. عندما بدأ الجمهور المحلي للتو يتعرف على خانة ما يسمى الظهير العصري ..!! هذا المساء .. هو عنوان الوفاء لنجم قدم الكثير ولم يأخذ إلا القليل .. لنجم حاور عقولنا وقلوبنا داخل المستطيل .. لكن لغته كانت الصمت .. فلم يركض خلف الأضواء يوما ما .. فهل تعطيه جماهير الاتفاق كل الأضواء في أمسية وداعه ..!! * هو واحد من أولئك النجوم العصاميين .. الذين طرزوا تاريخهم بأحرف من ذهب مع منتخب بلاده وناديه ..!! * عندما هممت بالكتابة عن المونديالي عبد الله صالح تفجرت كل الينابيع من أصابعي .. وراحت تلك الأنامل تصدح بقلمها لمطلع الثمانينيات عندما كان الصالح يرسم قمرا ضئيلا في سماء نجوميته .. وطافت بأحرفها وكلماتها وجملها لموقعة الرشيد في الشارقة .. وتوقفت كثيرا عند محطة الأمريكان .. حيث عجزت اللغة عن وصف التوهج للعصامي عبد الله صالح ..!! * رحلة .. أحدثت برقا .. وهطلت مطرا .. في الاتفاق والمنتخب .. نافس كبار النجوم شهرة .. وجعل لخانة الظهير الأيمن رونقا .. وأتفق على حبه واحترامه الجميع .. خصوم فريقه قبل محبيه .. وكان علامة فارقة في اتفاق الجميع حوله وعليه ..!! * صوته المباح .. لمهرجان الاعتزال .. صدح في أكثر من مناسبة .. حتى دخل اليأس قلبه .. لأكثر من عقد من الزمان ..!! * الأبواب التي أغلقت .. فتحها الاتفاقيون بوفائهم .. فالصالح جلس في فؤادهم لسنوات طوال .. كان ينتظر .. وكانوا ينتظرون .. حتى أنفرجت بتوفيق الله الذي أحب عبده .. وبوقفة الذهبي الرمز .. والمحب المسحل .. والمساندة من رجالات الاتفاق .. وهمة أصحاب العطاء والأيادي البيضاء في الساحل الشرقي الشهيل والزامل .. والدينمو الشاب خالد الدبل الذي شكل ثنائيا مع محمد المسحل في قيادة هذا المهرجان لبر الأمان .. !! * عبد الله صالح .. اسم كلما ذكر .. عادت بنا الذاكرة للزمن الأجمل في مشوار الكرة السعودية .. وهل هناك أجمل وأفضل من كوكبة العام (94) ؟! * عبد الله صالح .. لغة بريئة .. وكتاب مفتوح .. وقلب لم يعرف الكره .. وعقل لم يستخدم الدهاء .. ظاهره لا يختلف عن باطنه .. هكذا تشكلت صورته في أذهان جميع الرياضيين .. خصوصا من أولئك الذين عاصروه وعرفوه عن قرب ..!! * عبد الله صالح .. رسم الكثير من الابتسامات على شفاه عشاق فارس الدهناء .. حول بكاءهم في حالات كثيرة لفرح هستيري .. عندما كان يرسل كلماته المغلفة في ظرف "الكرة" لجمال وسعدون وغيرهما لهز الشباك ..!! * كان الجندي المجهول في حالات كثيرة .. يصنع ويطبخ .. يتقدم ويتأخر كأنه عداء داخل المستطيل الأخضر .. لكنه في نهاية المطاف يقدم الوجبة الدسمة لزملائه ..!! * وهذا المساء .. هو عنوان الوفاء لنجم قدم الكثير ولم يأخذ إلا القليل .. لنجم حاور عقولنا وقلوبنا داخل المستطيل .. لكن لغته كانت الصمت .. فلم يركض خلف الأضواء يوما ما .. فهل تعطيه جماهير الاتفاق كل الأضواء في أمسية وداعه ..!!