كثر الجدل والأخذ والرد حول جودة الشعر الشعبي الذي يكتبه شعراء ساحتنا الشعرية الحالية مقارنةً بما كتبه شعراء ساحة الزمن الماضي الشعرية, فهناك من يصرّ على ان شعراء الزمن الماضي كانوا اكثر تميّزاً من شعراء هذا الزمان ويستشهد أهل هذا الرأي ببعض القصائد الخالدة لشعراء الماضي, وانا هنا وفي هذا المقال لست مع هذا الرأي ولا مع ذاك ولكنني سأطرح مقارنةً بين الساحتين وسأستخدم ميزانا موحّدا وهذا الميزان أو المقياس هو “القصيدة”. شعراء اليوم واجهوا مشكلة أستهلاك الأفكار من قبل من سبقوهم ومع ذلك أبدعوا، فالأفكار التي يمكن للمبدع اقتناصها سبقهم عليها الاولون فالقصيدة المميزة كانت تكتب في الماضي وتحفظ وبالتالي وصلت الينا بينما القصيدة الرديئة كانت تكتب وكانت موجودة ولكنها لم تكن تحفظ لرداءتها وبالتالي لم تصل الينا, لان ما وصل الينا من انتاج ساحة الزمن الماضي الشعرية هو ما دونته الكتب او ما حفظته وتناقلته صدور الرواة وبالتأكيد من يدوّن ومن يحفظ لا يهتم الا بالمميّز من الشعر. وهنا اعتقد ان الكثير يتفق معي في ان ما وصل الينا من انتاج ساحة الزمن الماضي الشعرية هو الشعر المميز والمميز فقط, وهنا مربط الفرس فهناك من المقارنين بين الساحتين من يأخذ هذا الشعر المميز الذي وصل الينا مما كتب الاولين ويقارنه بكل ما في ساحتنا الشعرية الحالية من مميز ورديء وهذا ظلم لساحتنا الحالية. ولو استخدمنا نفس الميزان “القصيدة” لقياس جودة ما يطرح من شعر حالياً لوجدنا ان القصيدة المميزة لا زالت تكتب وتحفظ والشواهد والأسماء كثيرة والقصيدة الرديئة لا تزال تكتب ولكن لا تحفظ بالرغم من التطبيل الاعلامي لبعض من يكتبونها, وهنا تشابه كبير بين الساحتين ولكنني اعتقد ان شعراء اليوم واجهوا مشكلة استهلاك الأفكار من قبل من سبقوهم ومع ذلك ابدعوا، فالأفكار التي يمكن للمبدع اقتناصها سبقهم عليها الاولون. فالمبدع مثل من يقطف من أزهار الحديقة كلما دخل الحديقة قبل غيره كانت فرصته في الاختيار أفضل ممن يأتي بعده. من أبياتي يابو نيّتين اللي قضيت اللزوم ورحت عن الوصل نلقى فالزمن مايصبّرنا ليا ضاعت نجوم المساء فالسماء وأصبحت تجينا وتلقانا على منت خابرنا نصارح على وضح النقاء وانت ماصارحت ونلبس خوي المرجلة من مشاعرنا