صورة المعاناة الصادقة، هي تلك التي جسدها شعراؤنا القدامى في قصائدهم العذبة ومن هنا فإننا عندما نقرأهم ،نجد صورتهم وهم يحملون معاناتهم في المشاعر والأحاسيس الصادقة دون تكلف ودون تمثيل .. وهم بلاشك إلى عالم من الجمال والإبداع الذي يتكئ على روح الشعر الحقيقي لكونهم يكتبون بإحساسهم المتفرد ليصوروا لنا مدى تلك المعاناة التي تطغى عليهم، وهذا يغلب بالطبع على قصائدهم العاطفية التي فيها يصورون آلامهم وأحلامهم بعكس القصيدة اليوم التي لم تعد تصور ذلك بالشكل المبدع والرائع وهذا بالطبع يعود لعدة أسباب لعل منها البيئة الآن التي لم تعد تمثل بيئة الشعر قديماً والتي تمتاز بالمصداقية والعاطفة الحقيقية للشاعر. النص المبدع هو ذلك الذي يظهر بشكلٍ متكامل في بنائه وصياغته ومفرداته بمعنى أنه النص المستوفي جميع أسس بنائه ، وهنا نستطيع القول بأنه شعر ينقل المعاناه والإحساس في صوره تجعل القارىء يتلذذ بها وبمايحتوي عليها. الآن ومع تطور أدبنا الشعبي كنقل وتوصيل إعلامي فقط ، لم نعد نرى النص الجيد إلا في النادر،ولعل السبب وراء ذلك كثرة الشعراء ،بل كثرة الشعر وكثرة القصائد التي تتناثر هنا وهناك وعبر كل تلك القنوات الإعلامية الشعرية سواء ماكان منها مسموع أو مقروء أو مرئي، إضافة إلى مواقع الشعر في الإنترنت والتي نرى فيها جميع أشكال النص الشعري الردىء والجيد .. وعلى أننا نقول تطور أدبنا الشعبي ،فهذا لايعني تطور في جودة مايطرح بقدر ماهو تطور في كثرة مايطرح وهذا هو سبب بعد روح القصيدة عن الحقيقة وهذا مايهمنا فيما يخص النص الشعري،ولذلك عندما نتمعن في القديم من النصوص الشعرية للمبدعين من الشعراء نجد فيها روح القصيدة الحقيقي الذي فقد الآن والدليل على ذلك أن معظم القصائد القديمه مازالت متداولة حتى وقتنا الحاضر ولايزال الأغلبية يرددها دائماً ، بل وعند قراءتها نشعر بأنها للتو قيلت وهذا ماجعلها تبقى مبدعة وجميلة وراقية. الآن وعلى ساحة أدبنا الشعبي الحالية لدينا مبدعون من الشعراء ولكنهم لم يعد لهم ظهور مميز كما كان في السابق عندما كانت لدينا صحافة مبدعة يديرها محررون شعراء استطاعوا في تلك الفتره النهوض بالقصيدة المبدعة . يبقى تجسيد المعاناه في النص الشعري علامة بارزة في كتابته التي من خلالها ترتسم ملامح الإبداع الكتابي للنص والتمسك بروح الإبداع فيه في ظل ظهور العديد من الشعراء والنصوص الشعرية المختلفة. أخيراً : كبرنا والزمن موحش .. وصحنا صوتنا مبحوح بكينا والندم .. ينزف .. تعاسة حظنا والويل