إذا كانت طالبة كلية الآداب ببلجرشي، الموهوبة والفنانة التشكيلية، هند الغامدي، ستقيم دعوى على العميد الذي مزق لوحاتها فأنا مستعد للمساهمة معها في التكلفة، لأنني أعتبر نفسي مثل كل المواطنين مسؤولا عن فضح هذا (التخلف) الذي ينخر في أوصال مجتمعنا. لا أصدق ولا يصدق عاقل أن (عميد) كلية يفعل هذا وكأنه من عامة الناس، الذين تحركهم أهواءهم وعصبياتهم و(عضلاتهم) التي يستقوون بها على حقوق الآخرين. ليس هذا العميد، بفعلته هذه، سوى مسمار من المسامير التي دقت في جدران التعليم ببلادنا منذ سنوات وظلت هناك تمارس ما يحلو لها من التصرفات الشخصية التي لا تخضع لرقيب أو حسيب. ولذلك لا نستكثر أبدا أن يدوس العميد الهمام على موهبة إحدى طالباته، لأن (المواهب) في مقاييسه لا يعكسها الإبداع ولا تتمثل في الرسم والألوان. المواهب التي يعرفها ويصفق لها، فيما يبدو، هي تلك التي توافق هواه وأجندته الخاصة المغلفة على ما يتصور ويعتقد هو فقط. أما مدير جامعة الباحة، سعد الحريقي، الذي أراد (لملمة) الموضوع فقد وضع نفسه هو الآخر في خانة المسامير البائدة. أراد أن يكحلها فعماها حين قال أمس: «إنه عند حضور العميد شاهد ملاحظاتٍ على اللوحات ونوعاً من الخدش للحياء وبعض التلميحات غير المناسب وجودها في المعرض، وقام بتمزيقها» وقال، لا فض فوه: « بلا شك العميد أخطأ بأنه مزّق الصور، ولكنه اعترف بالخطأ واعتذر للطالبة، وأكد أن ما حدث نتيجة انفعاله من الصور وغيرته على الطالبة.» هذه، أيها العميد ويا أيها المدير، هي المصيبة: تضربني وتبكي وتسبقني وتشتكي.. يعتدي عميدكم على موهبة طالبة فتتهمونها بخدش الحياء وتمزقون لوحاتها غيرة عليها!! ليتكم تستحون وتغارون على مستوى التعليم بالجامعة وتنشغلون بتطوير مناهجكم ومخرجاتكم.. ياليت. أما العميد فلا أقل من فصله ليتعظ غيره بأن حرم الجامعات للتعليم ودعم المواهب وليس للأجندات الشخصية التي تمزق وتقتل هذه المواهب. @ma_alosaimi