لا أفهم كيف يتنادى المتنادون لمنع نحر العفة والفضيلة لأن دكاترة دخلوا على طالبات تمريض، بينما يطبق عليهم الصمت حين تقتل لقمة عيش 400 معلمة في جامعة نورة، وحين (تتبهدل) على الأرصفة قرابة 9000 معلمة من البديلات المستثنيات. تنتفض التغريدات وتدبج المقالات وتستدعى كل قواميس اللغة والأشعار طربا واستحسانا لإشاعة استقالة عميدة كلية التمريض بجامعة الأميرة نوره، بينما تدخل الألسنة جحورها لتنزوي، عامدة متعمدة، عن المطالبة برفع الظلم عن المظلومات، اللاتي يكابدن شقاء الحياة والمعيشة والمستقبل القريب الغامض لهن ولأولادهن. قد أتفهم اندفاعهم خلف ما يريدون، حتى لو كان ذلك الاندفاع خلف دكاترة دخلوا لتعليم البنات وليس (لترقيمهن). لكنني لا أستطيع أن أتفهم غياب هؤلاء الكامل عن قضايا الناس الحقيقية ويومياتهم الممضة والمرهقة والمزعجة. تقول لي إحدى البديلات المستثنيات، وقد بلغت قضيتهن ثامنة داود، إن أحدا من (هؤلاء) لم يفعل لقضيتهن شيئا ألبتة، بل إن بعضهم استكثر حتى عملية (ريتويت) لبعض ما كتبن على تويتر من مطالبات ومناشدات واستعطافات. إذا أين الفضيلة.. فضيلة الوقوف بجانب الفقير والعاطل والمحتاج والمضطر والمغلوب على أمره؟ أم أن الفضائل انتقائية، نعرفها حين توافق هوانا وأجنداتنا.. ونجهلها، أو نتجاهلها، حين لا يكون لها علاقة بهذه الأهواء؟ المرأة ليست فقط حجاب أو نقاب أو يد ورِجل بائنة.. وليست هذه، على كل حال، مقاييس العفة أو موازينها المحكمة.. هذه مظاهرها فقط. لكن، أيضا وللعلم، المرأة كائن بشري يمشي على قدمين ويحتاج لتعليم صحيح ووظيفة مناسبة وعيش كريم.. وحقوق متعددة مستحقة. وعلى هذا نريد (همتكم) في شؤون حياتها العادية لتكون مثل همتكم إذا دخل عليها دكتور ليفقهها في دروس التمريض أو أي من دروس الحياة.. كما كانت نساء المسلمين عبر كل القرون يغشين حلقات العلم ليتفقهن في شؤون دينهن ودنياهن. تويتر: @ma_alosaimi