ظهرت لنا وفي الآونة الأخيرة فرق تسمى بالفرق الإستعراضية , وهي عبارة عن فرقة تحتوي على مجموعة من الأطفال ما دون سن البلوغ (وأخص بالبنات صغيري السن) , تستعرض وتتمايل يمينا ويسارا وتتراقص على تغاريد الأناشيد وألحان الكلمات , والتي ليس لها أي معنى أو فائدة , بل تشكل مضحكة وتفاهة لكل من يسمعها , إن من يقف خلف هذه الفرقة إنما هم منضمين أو مؤسسين لها أو حتى داعمين , فلم يلتزموا لفرقتهم بالطابع التقليدي أو المعتاد أو بالحياء العام , من حيث مظهر وملبس هؤلاء الأطفال , والذي أصبح بلا رقابة , ومن دون أن يخفى عن أعين الجميع ليكون مصدرا للفتن والإثارة والإغراء , كذلك استعراضا لأجسادهن البريئة وإرخاصها , وليس استعراضا لمواهبهن , ليوحي مستقبلا بظهور أمور , أوبالتفكير الجدي عن ما قد يخبأه لهم من خبايا قد لاتحمد عقباها. فعجبي على كل مؤيد لهذه الفرق , أومدعي لعالم الإنفتاح والانفتاحية , ولكل من يقف أو وقف معها , ليدعي في الظاهر فقط بأن لدى هؤلاء الأطفال مواهب جميلة وبريئة ويحاول بأن يخرجها وينميها لهم ويحافظ عليها , أو أن يكون راعيا ليستولي على عقولهن التي لم تنضج بعد , فلو أن أحدا ممن قد ذكرتهم كان لديه طفلة (بنت) مادون سن البلوغ لما رضي بها , وحتى وإن رضي فقد يرضاها على طريقته , وبحضوره أو تحت إشرافه التام , دون أن تكون على طريقة أو إشراف غيره , وهم بذلك يعلمون جيدا وخاصة وإن كان هؤلاء وممن يقفون خلف الكواليس (رجالا , وليسو بنساء) ليعلمونهم ويدربونهم ويصنعونهم وعلى طريقتهم الخاصة بهم , ويسافرون بهم مدنا وبلدانا في داخل المملكة وخارجها , فكيف يرضاها على غير بناته , لأناس قد أغرتهم المادة , وأوهموهم بالشهرة , ولعالم الإبداع والتميز تحت مظلة (موهبة). ومقارنة مع زمننا الماضي .. إذ كانت الطفلة (البنت الصغيرة , أو مادون سن البلوغ) تغني وتنشد , وكنا نشاهدها في قناة السعودية الأولى في برامج جميلة وبريئة مثل الفوازير والمسابقات وغيرها من البرامج منها التعليمية والترفيهية وغيرها , إلا أن القائمين على تلك البرامج لم يكونوا إلا معلمين ومربين حقيقين لجيلنا نحن , وليس للجيل الذي قد أتى بعدنا (الجيل الحالي) , فلم يخدشوا الحياء العام , فعلموهم وتعلمنا أيضا معهم التربية السليمة والتي قد زرعوها ونشأوا عليها , فكانوا محافظين حتى على ملبسهم ومظهرهم العام بعيدا عن (الماكياج الكامل أو الملابس المثيرة) فكانت بالنسبة لهم ما هي إلا موهبة حقيقية. إن كلمة موهبة أصبحت اليوم شماعة تعلق عليها كل شي من الخارج ومع الأسف فالكل لا يشاهدها إلا من الخارج ولهم الظاهر فقط , ولكنهم لا يعلمون لما يدور في داخلها , أو خلفها أو ما يحدث في باطنها , من تجاوزات دون أية رقابة , أو حتى التزام بالعادات والتقاليد , وحتى لا تنشأ معهم ويتربى عليها وتغرس في عقولهم وينمى بمالم نكن نعلمه , لتتحول مواهبهم قبل سن البلوغ إلى ما هو أخطر , و لن تظهر نتائج هذه الأخطار إلا بعد بلوغهم. أذكر لكم عن أحد الكتاب وصاحب النظرة المنفتحة والذي مازال يكتب ويتحدث هنا وهناك وفي عدة مواقع إلكترونية كالمنتديات أو غيرها عن كل أنواع الإنفتاح وتأيده لذلك , فمن أقواله وإدعاءاته الظاهرة فقط والتي يغرد لها دائما ويدعوا ويحرض عليها , ومنها على سبيل المثال : على المرأة ومن حقها بان تكشف وجهها , وأن تخرج وأن تقابل وأن تستقر .. إلخ , وعلى الأطفال ومن حقهم أن يكونوا مستقلين حتى بأفعالهم ومن دون أية رقابة عليهم لأنهم أطفالا أبرياء , وعندما قابلته صدفة في مجمع تجاري , وجدت المفاجأة والصرخة بالنسبة له , بأن زوجته كانت معه مغطاة وبالكامل حتى يديها , من الأعلى إلى الأسفل , بالجونتي والعبائة المحجبة , وله بنتين أكبر بقليل من بنتي التي لم يتجاوز عمرها الثماني سنوات , لابستين العبائة (البالطوا) والطرحة من على رأسيهما , ويعاملهم بكل قسوة وأوامر , فعرفت بعدها وتأكدت فعلا بأن هؤلاء المنفتحين يرضون بكل الأخطاء والتجاوزات والخراب إن صح الأمر على كل أهالي الناس عامة , ويعتبرون ذلك بأنه أمر عادي وطبيعي , وكحق واجب ومشروع ويجب تنفيذه وتطبيقه , ولكنهم لا يرضونه بتاتا وعلى أهاليهم خاصة. لقد كثرت وفي جيلنا الحالي الكثير من الفتن , ومن المصائب المخيفة منها والمحزنة , والتي قد نقلتها لنا بعض وسائل الإعلام المتنوعة , عن ما هو خطير وينتشر انتشارا سريعا , وهو (التحرش بالأطفال) , ولكن بأسلوب جميل وراقي وحديث ربما لم يخطر على البعض منا تصوره أو لمجرد التفكير به , فبداية الشرارة تبدأ منا أو فينا , لهذا فالتحرش بالأطفال لا يرحم وليس له أي سن معين أو محدد , وظواهر الاغتصاب قد تحدث من القريب وهذا ما نسمعه دائما أو نشاهده , فكيف هو الحال بالبعيد. لهذا أفيقوا أيها الأسر الكرماء , ويا أولياء أمور هؤلاء الأطفال , اعتبروا واتعظوا , وتعلموا الدرس جيدا , فالموهبة ليست حجة تمرر عليكم لإستغلال أطفالكم , فلذات أكبادكم , والتربية الصحيحة هي البداية الحقيقية لموهبتهم , وبإشرافكم ومتابعتكم الخاصة لهم فهو أيضا الطريق الحقيقي لأن يصلوا وتصلوا بهم إلى درب النجاة والأمان , لا إلى درب الانحراف ومن ثم العصيان والضياع , وأعلموا بأن أطفالكم أمانة في عنقكم , فإن أحسنتم تربيتهم فسير فعوا بكم وبرؤوسكم , وإن لم تحسنوا تربيتهم فحتما سيأتي يوم لأن تكونوا مضحكة وفرجة مثلما قد رضيتم عليهم الآن لأن يكونوا مضحكة وفرجة لأعين الناس , لأنكم أنتم من قد فتحتم عليهم أبوابا من المهالك والمخاطر , وجلبتم لهم ولأنفسكم لكل هذه المصائب وبيديكم.