اليابان: سابع أقوى زلزال في التاريخ

لقي مئات الأشخاص حتفهم إضافة إلى جرحى ومفقودين في اليابان بعد ساعات من حدوث زلزال قوى تسبب في مد بحري «تسونامي» في سواحل اليابان الشمالية الشرقية. وضرب أقوى زلزال في تاريخ اليابان السواحل الشمالية الشرقية للبلاد بقوة 8,9 درجات في مقياس ريختر لقياس الزلازل الجمعة عند الساعة 14,46 (05,46 تغ).
أدخنة وركام منازل وسيارات وقوارب قرب مطار سنداي
وامتد تأثير الزلزال، من مركزه على بعد مئة كلم تقريبا قبالة سواحل مياجي وتلته عدة هزات ارتدادية بعد ساعات، إلى العاصمة اليابانية حيث أعلن عن مقتل ثلاثة أشخاص.
وتسبب الزلزال في تسونامي هائل بأمواج وصل ارتفاعها عشرة امتار وجرفت منازل وسفنا بالاضافة الى حرائق احدها في مصنع نووي. وعثر على مئات الجثث في سواحل سنداي.
واعلنت السلطات عن عشرات القتلى او المفقودين بعد الزلزال الذي قالت الهيئات الاميركية واليابانية لرصد الزلازل: انه الخامس من حيث القوة في العالم منذ 1900, والسابع في التاريخ.
وقالت ساياكا اوميزاوا وهي طالبة جامعة في ال22 كانت تجلس في مرفأ هاكوداتي الذي ضربته امواج بعلو مترين «كان اقوى زلزال اشهده. ظننت انني سأموت».
واطلقت انذارات بوقوع مد بحري في مختلف انحاء المحيط الهادئ. وجرفت المياه سفينة يابانية على متنها مئة شخص ودمرت اكثر من 300 منزل في مدينة اوفوناتو، بحسب التقارير.
اندفعت الأمواج بعلو 10 أمتار بالقرب من مدينة سنداي حيث جرفت المياه السوداء مستوعبات للشحن وسيارات وركام الى شوارع المدينة، مدمرة كل ما اعترض طريقها. وعثر على مئات الجثث في سواحل سنداي
المياه السوداء المدمرة
واندفعت الامواج بعلو 10 أمتار بالقرب من مدينة سنداي حيث جرفت المياه السوداء مستوعبات للشحن وسيارات وركام الى شوارع المدينة، مدمرة كل ما اعترض طريقها.
واعلنت السلطات ان التسونامي والزلزال (الذي شعر به السكان في بكين) على بعد 2500 كلم تسببا «بأضرار جسيمة» بينما اظهرت لقطات من الجو فيضانات غمرت المدن في الشمال.
وفي سنداي، اظهرت صور التلفزيون مدا من الوحل يتحرك بسرعة فائقة ويجرف منطقة سكنية بالقرب من نهر ناتوري.
وقال كين هوشي المسؤول المحلي في مرفأ ايشينوماكي في منطقة مياجي حيث تقع سنداي: «لم ار شيئا مماثلا في حياتي».
وبلغ المد البحري مطار سنداي فغمر المدرج بينما تحولت اجزاء من الارضية الى سائل بسبب قوة الاهتزاز.
توغل 5كم وأمواج عالية
وذكر مسئولون في منطقة سوما بمقاطعة فوكوشيما أيضا أن موجة تسونامي توغلت لمسافة نحو خمسة كيلومترات من اليابسة هناك.
وقالت هيئة الارصاد الجوية: إن أمواجا بارتفاع مترين ربما تضرب مناطق واسعة من الساحل الشرقي لليابان.
ناطحات السحاب تمايلت وجرحى وخسائر
واعلنت الشرطة في طوكيو حيث أخلى ملايين السكان المباني المتمايلة بفعل الزلزال، سقوط العديد من الجرحى عندما انهار سقف قاعة خلال مراسم تخرج.
كما تصاعدت سحب الدخان من عشرة مواقع على الاقل في المدينة حيث انقطع التيار الكهربائي عن اربعة ملايين منزل. كما اندلعت النيران في مصفاة للنفط بالقرب من طوكيو.
وضربت الهزة الاولى على بعد 400 كلم شمال شرق طوكيو بحسب المعهد الجيوفزيائي الاميركي. وتلاها ما لا يقل عن 40 هزة ارتدادية بعضها بقوة 7,1 درجات.
وقالت مسؤولة في بلدية كوريهارا في منطقة مياجي الاكثر تضررا: «لقد كان الاهتزاز عنيفا إلى حد أننا كنا بحاجة للتمسك بأي شيء لنتفادى السقوط».
واضافت في اتصال هاتفي: «لم نتمكن من مغادرة المبنى على الفور لان الاهتزازات لم تتوقف... مسؤولو المدينة في الخارج يجمعون المعلومات حول الاضرار».
وشهدت منطقة واسعة شمال شرق اليابان انقطاعا شاملا في الكهرباء.
واستدعى رئيس الوزراء ناوتو كان حكومته على الفور بعد الزلزال، وارسلت السلطات سفنا بحرية الى مياجي.
واهتزت ناطحات السحاب المبنية وفق معايير خاصة مقاومة للزلازل طويلا بعد الزلزال الذي استمر قرابة دقيقتين في العاصمة.
وانهار سقف مبنى في وسط طوكيو حيث كان 600 طالب يشاركون في مراسم تخرج مما أدى الى سقوط العديد من الجرحى بحسب رجال الإطفاء ووسائل الاعلام.
وداخل المكاتب والمنازل سقطت اغراض من على الرفوف واوقفت المصاعد تلقائيا في الوقت الذي هرع فيه ملايين الاشخاص الى الشوارع.
واشير إلى اندلاع ستة حرائق في العاصمة حيث افادت وسائل الاعلام عن سقوط العديد من الجرحى.
توقف الملاحة والنقل البري والبث الحي
وتوقفت الملاحة الجوية لبعض الوقت في مطار ناريتا على مشارف العاصمة (الأكبر في الارخبيل) حيث تقرر إخلاء المباني، الا انها استؤنفت للرحلات المغادرة فقط في وقت لاحق.
واوقفت قنوات التلفزيون البث لنقل مشاهد حية للمباني وهي تتمايل في طوكيو.
وروت هوريكان ساكي الموظفة في حي غينزا والتي نزلت مع زملائها بعد دقائق على وقوع الزلزال: «كنت في المكتب في الطابق العاشر من المبنى. بدأت الجدران بالاهتزاز ثم الأثاث. لم اشهد مثل هذا لقد شعرت بالخوف».
وكان آلاف السكان والموظفين في الحي لا يزالون متجمعين في الشوارع بعد اكثر من ساعة ونصف الساعة على وقوع الزلزال تخوفا من هزات ارتدادية.
وتقع اليابان على «حزام النار في المحيط الهادئ» وفيها عدد من البراكين ويعتبر موقع طوكيو الجغرافي من الاكثر خطورة.
واضافت وكالة كيودو ان حركة النقل الجوي والبري والقطارات توقفت في قسم كبير من البلاد.
وعلى الاثر تراجع سعر العملة الوطنية الى 83,30 ين للدولار الاميركي بالمقارنة مع 82,81 قبل وقوع الزلزال.
واعلن مسؤول ان «الاضرار جسيمة بحيث نحتاج الى المزيد من الوقت لجمع مختلف العناصر».
وتبذل الحكومة كل جهودها لتنسيق جهود الاغاثة «انطلاقا من احتمال ان الزلزال تسبب باضرار جسيمة»، بحسب يوكيو ايدانو المتحدث باسم الحكومة.
واعلنت وزارة الدفاع ان سبع مقاتلات ومروحية تابعة لسلاح البر أقلعت على الفور لمعاينة الاضرار في المنطقة المنكوبة.
التسونامي يجرف سفينة بركابها
ذكرت تقارير إخبارية أن موجة مد التسونامي جرفت سفينة كانت تقل حوالي مئة شخص قبالة السواحل الشمالية الشرقية المنكوبة.
وذكر مسئولون محليون أن السفينة تابعة لشركة محلية لبناء السفن بالقرب من منطقة سينداي في مقاطعة مياجي. وجرف المد قوارب وسيارات وغمر الوحل والانقاض مناطق سكنية ومزارع.

30 فريقاً أممياً لمساعدة اليابان
ذكرت إليزابث بيرس المتحدثة باسم مكتب الأمم
المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) ان المكتب لديه 30 فريقا للتعامل مع الكوارث على أهبة الاستعداد وجاهز للمساعدة في اليابان في حال الحاجة إليهم. وقالت بيرس: «خبراؤنا على اتصال وثيق ب (مسؤولي) إدارة الكوارث في
اليابان، وحتى الان، تشارك كل الأجهزة اليابانية الوطنية بكامل قوتها تماما في التعامل (مع الكارثة)».
وينسق مكتب أوشا لعمل شبكة من فرق الإغاثة الدولية التي تستطيع المشاركة في حال الحاجة إليها.
وأضافت بيرس«الفرق الدولية على وضع الاستعداد ومتأهبة، إلى جانب 30 فريقا دوليا جاهزا ويمكن إرسالها وقت طلب
اليابان», مؤكدة ان «هذا (موقف) خطير واليابان تتولى الأمر».
ويستخدم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مكاتبه الإقليمية في بانكوك وأي مكان في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لمراقبة الوضع، مع التركيز على نحو خاص على إمكانية حدوث أمواج مد بحري عاتية (تسونامي)
نتيجة للزلزال الذي وقع في عرض البحر. ومن المتوقع ان تكون تايوان أول من يتأثر بأمواج تسونامي.
إغلاق موانيء اليابان
قال سماسرة شحن ان جميع الموانئ اليابانية أغلقت وتوقفت عمليات التفريغ بعد الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد وأمواج المد العاتية /تسونامي/ التي أعقبته.
وذكر سمسار شحن //إنها فوضى كبيرة. كل عمليات التفريغ توقفت في المنطقة.//
وقال سمسار آخر في طوكيو: إن لقطات تلفزيونية أظهرت سفينة كبيرة واحدة على الاقل متوقفة في شمال اليابان بسبب التسونامي
طوكيو تطلب مساعدة أمريكية
طلبت الحكومة اليابانية المساعدة من القوات الاميركية المتمركزة في اليابان لنجدة المنكوبين، بحسب وكالة كيودو.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اكد أمس استعداد بلاده لمساعدة اليابان.
وقال: إن «الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة الشعب اليابان في ازمته» مشددا على عمق «الصداقة والتحالف» بين البلدين.
من جهتها، تعهدت دول الاتحاد الاوروبي ال27 الجمعة بتقديم «كل المساعدة اللازمة» الى اليابان، وذلك في بيان صدر عن القمة المنعقدة في بروكسل.
وأعلن تاكياكي ماتسوموتو وزير الخارجية الياباني أن بلاده طلبت من الولايات المتحدة تقديم القوات الأمريكية المتمركزة في اليابان المساعدة في جهود عمليات الطوارئ لمواجهة أثار الزلزال المدمر.
ويتمركز 47 ألف جندي أمريكي في الأراضي اليابانية في اطار معاهدة امنية بين البلدين.
دوامات مدمرة من الأمواج في شاطيء مدينة أيواكي