لا أحد ينكر دور الإعلام في التنمية، التطوير، تحقيق أهداف الدولة والمؤسسات الهامة، رفع المستوى الاقتصادي للبلدان، تغيير فكر وقناعات الفرد والتسلية. بدليل أن التلفزيون الأمريكي نجح في تصيير الشعب إلى مستهلكين من الدرجة الأولى خصوصا العاملين منهم الذين ينتهي دوامهم آخر النهار ويفضلون الاستلقاء مقابل الشاشة في الساعات المتبقية من يومهم، فيروا صنوفاً من الإعلانات «الذكية» التي تغريهم بمنتجات حديثة تناسب أسلوب حياتهم المتسارع وتدفعهم للشراء أكثر وأكثر. لماذا؟ لتجاوز الأزمة المادية وتحسين اقتصاد البلد، كيف؟ بالذكاء والتنافس الممتع في مجال الإعلانات. أما على الصعيد السياسي والفكري والاجتماعي والترفيهي فترى الاختلاف والتجدد والجرأة لكن ضمن منظومة متناغمة فاعلة لصالح البلد. بينما شاشاتنا العربية رغم كثرتها وتنوعها إلا أنها محدودة التأثير باستثناء الجانب الترفيهي المقتبس في كثير من الأحيان. حتى البرامج الحوارية والناقدة لم تستطع إيجاد حلول لمشاكلنا فضلاً عن أن بعضها أصبح منبراً للخلاف والجدال ومخدراً لبعض آلامنا. والدور التوعوي تقليدي وروتيني جداً غير قادر على جذب الناس. أما الإعلانات فحدث ولاحرج أو كما نقول بالعامية:(ياكثرها وياقل بركتها) والتحدي فيها بين الشركات المتنافسة أصبح مملاً وغير مرض للمشاهد المتطور الواعي. باختصار: نحن بحاجة لشاشة تفاعلية تخدم المصلحة العامة قبل مصالح المحطات و الشركات وبعض الجماعات. [email protected]