النقد البناء من أهم عوامل التطور الذي لا يأتي إلا بعد ملاحظة دقيقة، لكن ما نراه هو انتقاد دائم من الشعب على كل شيء بلا استثناء خصوصا (كثيري السفر منهم) وأغلب هذه الانتقادات لاتتعدى إطار الكماليات. ولكي أكون منصفة فإن البعض ينتقد فيما يتعلق بالأساسيات، وما يجب توضيحه في هذا الأمر أن السائح له نظرة معينة عائدة لسبب سفرته وهو إما للترفيه أو للإطلاع على حضارات أو ثقافات البلدان الأخرى، وبناءً على ذلك فإن مقارنته لن تكون عادلة. أما إن أردتم ان تسمعوا مفاضلةً منصفة فاسمعوها ممن أقام في بلد آخر لمدة ولاحظ الفرق، فالدول التي نقارن بلدنا معها دول تخضع لسياسة مختلفة وأنظمة مالية مغايرة عن نظامنا الإسلامي وسر نهضتها هو نشاط أفرادها وقطاعاتها الخاصة بالدرجة الأولى ومن ثم يأتي دور الحكومة الذي يتضح في التنظيم وسن القوانين المناسبة، لكن جل ما يتعلق بالمرافق العامة وخدماتها والمساهمة في تطوير المجتمع والبلد هو من صنع المنظمات والمؤسسات الخاصة. أما في وطني فالحكومة التي توفر الخدمات الأساسية وبلا مقابل أو ضرائب تقصم الظهر لا سيما (الصحة والتعليم العالي) وإن كان بهما قصور، بل وتكافئ طلبتها وتبتعث بناتها وأبناءها، فنظرة السائح تظل قاصرة عن رؤية جوهر الأشياء. خلاصة القول : نحن نمتلك الأساسيات لكننا بحاجة إلى مقومات ووعي مؤسساتي أكثر. [email protected]