أدهشتني ظاهرة الطوابير الطويلة في الأماكن الترفيهية والعامة في أمريكا خصوصا في أول أيامي هنا والتي قد تصل مدتها إلى أكثر من ساعة وكوني قادمة من مجتمع لم يعتد الانتظار كنت أتضايق وبالمقابل كان الغربيون مستمتعين بانتظارهم لأنهم اعتادوا عليه، فلا مانع لديهم من (الانتظار) ساعة من أجل لعبة مدتها أقل من خمس دقائق ، ولأن هدفهم المتعة فهم مستعدون للانتظار من أجلها مهما طال (الانتظار). أما نحن فقد يكون هدفنا حجزا مهما أو مراجعة لطبيب ومع ذلك لا نطيق الوقوف أو الانتظار في الطابور محاولين تجاوز غيرنا ومختلقين أعذارا واهية وتجد بعضنا متوترا وأعصابه تحترق كلما طال وقت الانتظار في الوقت الذي تجدهم فيه يستغلون الوقت بقراءة كتاب أو مداعبة الأطفال أو بتبادل النكات مع من حولهم. وهذا هو الاختلاف في فن ثقافة الانتظار بين مجتمعنا المتعجل على "لاشيء" ومجتمعهم الذي يحرص على الوقت لكنه لا يقع فريسة له. الوقوف في الطابور يعلم الإنسان احترام النظام ويروض أعصابه. وفن الانتظار يمنحنا وقتا مستقطعا قد يكون فرصة لنا لشغله بما نحب ومع من نحب لأنه واقع لابد من التعامل معه في كل مجالات الحياة فاحترام الآخرين هو المفتاح لاحترامهم لنا. [email protected]