تلقيت عددا من الاتصالات من شعراء معروفين، اتفقوا جميعا على ما ذكرته في مقالتي الأسبوع الماضي عن بعض الشعراء الذين يعتمدون على جمهور “فزعة” يحضر لتشجيعهم في الأمسيات الشعرية التي تحولت بين ليلة وضحاها إلى دعوات عاجلة من أجل الحضور والمساندة بغض النظر إن كان هذا الشاعر مبدعا ام العكس ما جعل الأمر يظهر وكأننا في مباريات كرة القدم، هؤلاء الشعراء أكدوا على ما واجهوه أثناء مشاركاتهم في امسيات شعرية مختلفة من بعض الحضور الذي يحضر من اجل رفع معنويات شاعر معين حتى وإن كان مبتدئاً في كتابة الشعر ولا يملك الحضور المميز ولا سيرة شعرية تستحق الوقوف عندها، بل ان الشاعر المعروف وافق على المشاركة من أجل أن يدعمه، ليفاجأ بأمور مختلفة تحدث اثناء الأمسية، أحد الشعراء الذين اتصلوا بي شبّه صعود شاعر غير معروف إلى امسية شعرية شارك بها بدخول لاعب كرة إلى ارض الملعب بسبب الصيحات التشجيعية من قبل الجمهور ، حيث يقول ذهبت لإحياء أمسية شعرية دعيت لها وبعد صعودي للمنصة صعد الشاعر الآخر وهو شاعر مبتدئ ولكن مع التشجيع الكبير الذي لقيه من الجمهور توقعت أني أمام لاعب كرة مشهور !! ويتساءل هذا الشاعر لماذا يحدث كل هذا، وهل يستحق الأمر كل هذا التشجيع. أحدهم شبّه صعود شاعر غير معروف إلى منصة الأمسية بدخول لاعب مشهور إلى ارض الملعب بسبب صيحات التشجيع من الجمهوروالأمثلة على مثل هذا الفعل كثيرة وقد نشبت العديد من المشاكل بين الشعراء بسبب جمهور الفزعة، الذي استطاع أن يرفع “ضغط” من لا يحتمل من الشعراء، خصوصاً من كانوا يتوقعون أنهم سيحضرون من أجل جمهور متذوق يعشق الشعر والكلمة الجميلة ليصدموا بواقعٍ آخر لم يصدقوه ولم يستطيعوا الصبر عليه من دون أن تكون لهم ردة فعل واضحة على ما يحدث، ما جعلهم يدخلون قفص الاتهام بكل سهولة باعتبارهم “يغارون”، ولا يريدون أن يكون النجاح إلا لهم وحدهم وهذا الأمر غير صحيح وفيه ظلم كبير. عموماً الكثير من الشعراء اصبحوا يؤكدون حرصهم على معرفة الاسماء الشعرية التي ستشارك معهم في إحياء أي أمسية منعا للوقوع في أي مطب مستقبلاً وأعتقد أن هذا من حقهم بما أن الأمسيات تحولت إلى مباريات. [email protected]