هناك فهم خاطئ لدى كثير من رواد الساحة والمتابعين ساهم ترسيخه عدد من الشعراء ومنظمي الأمسيات الشعبية ، فمع كثرة الأمسيات والمهرجانات الشعرية التي تقام في كل مكان اصبح الكثيرون يعتقدون ان الحضور الجماهيري الكبير وامتلاء القاعة هو المقياس الأساسي لنجاح أو فشل الأمسية دون النظر إلى اي اعتبارات أخرى، ومتناسين أن الحضور الجماهيري ليس هو المقياس الأول للنجاح، خصوصاً وأن هناك الكثير من المهرجانات تقام وتكون الأمسيات ضمن فعالياته وقد يجد الجمهور نفسه أمام أمسية على وشك ان تبدأ فيحضر عل وعسى أن يجد ما يرضى ذائقته الشعرية، هذا من جانب أما الجانب الآخر وهو الملاحظ بكثرة هو تواجد جمهور الفزعة الذي يذهب خلف الشاعر لحضور أي أمسية يشارك بها من أجل الوقوف إلى جانبه ومساندته وإيهام الجميع بأنه شاعر جماهيري مع أن الواقع يقول إن العكس هو الصحيح، الشاعر المبدع سيحضر له الجمهور المتذوق دون الحاجة إلى دعوة حضور عاجلة من هواة تقديم الدعوات ولا فزعة من جمهور يحضر من أجل التشجيعوهذه النوعية من الجماهير ساهمت وبشكل كبير في إفساد الذوق العام من خلال دعم أنصاف الشعراء الذين لا يستحقون كل ما يحصلون عليه من هالة إعلامية ، وهو الأمر الذي ساهم أيضاً في خداع أغلب منظمي الأمسيات الذين كان يجب عليهم اختيار الشعراء الذين يستحقون دون اي اعتبارات أخرى بدلا من توجيه الدعوات لشعراء يعتمدون على جمهور الفزعة وتقديمهم في هذه الأمسيات التي تسجل أغلبها عبر الفضائيات الشعبية لتقوم ببثها في أوقات الفراغ مع العلم وحسب متابعتي أن اغلب أوقات تلك الفضائيات فراغ في فراغ مما اتاح الفرصة لعرض الأمسيات واحدة بعد الأخرى وبشكل مكثف وغير مبرر. إن المقياس الحقيقي لنجاح أو فشل الأمسيات بشكل عام هو نوعية الشعراء المشاركين الذين يستطيعون تقديم ما يرضي ذائقة الجمهور الواعي الذي يحضر من أجل الشعر وليس من أجل الفزعة لشاعر دون آخر، فالشاعر المبدع سيحضر له الجمهور المتذوق للشعر دون الحاجة إلى دعوة حضور عاجلة من هواة تقديم الدعوات ولا فزعة من جمهور يحضر من أجل التشجيع. [email protected]