للشعر العربي الفصيح مرجعياتٌ علمية تمثل الإطار المعياري له وتمكن الناقد الحصيف من الوقوف على أرضية صلبة بخلاف الشعر الشعبي الذي ليس له مرجعية باستثناء العُرف السائد الذي ربما يكون في بعض الأحيان خطأً شائعاً، ولذلك يُعزى سبب طول الجدالات النقدية وعدم جدواها في إطار الشعر الشعبي إلا فيما ندر. إيجاد مرجعية متفق عليها ليس أمراً مستحيلاً كما يروَّج البعض من المهتمين بالشعبي، فهو في نهاية المطاف كلامٌ عربي متفرعٌ من اللغة العربية، وكل فرعٍ ينبغي أن يُعاد إلى أصلهِ، فلو أسقطنا النحو والصرف من جعبة شاعر الشعبي وناقده وأبقينا البلاغة وغيرها من المرجعيات التي يحتكم إليها في الفصيحِ، وعممنا ذلك من خلال الممارسة الممنهجة لاستقام الأمر وأصبح للشعبي معيار يعضد شاعره وناقده! يجابهون بحجة لا تستند إلا على نرجسية الشاعر الشعبي مضمونها “الشعر الشعبي ليس كالفصيح” وهذه الحجة ستتلاشى شيئاً فشيئاً هناك العديد من النقَّاد الذين يتعاملون مع القصيدة الشعبية وكأنها قصيدة فصيحة آخذين في الاعتبار عدم التزامها بقواعد النحو والصرف، ومع ذلك فهم يجابهون بحجة لا تستند إلا على نرجسية الشاعر الشعبي مضمونها «الشعر الشعبي ليس كالفصيح» وهذه الحجة ستتلاشى شيئاً فشيئاً بقدر انتشار هذه الممارسة. الأمر لا يتطلب أكثر من تضافرٍ في الجهود بين الأكفاء من الشعراء والنقَّاد والإعلاميين المهنيين والمؤسسات المجتمعية التي تُعنى بالشعر الشعبي وما يتصل به. يقول غازي القصيبي رحمه الله: «الشعر الشعبي جزء لا يتجزأ من أدبنا المعاصر» خاتمة افتح شبابيك الأمل واطرد الياس وتنفس أحلامك وعشها حقيقة لا أرضيت رب الناس وأحسنت للناس كل الأمور الباقية في حريقة