لثقتي بما كان في جعبة أحد أبرز الشعراء من إبداع رغم انقطاعه التام بعد أن كان ملء السمع والبصر في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بالإضافة لارتباط اسم الشاعر بأبرز الفنانين السعوديين والخليجيين بتعاونات رائعة ونصوص مغناة ذائعة الصيت، دعاني فضولي الإعلامي أو (مفارقة الحضور والغياب) لاستفزازه بسؤال بعد أن انصرف عن الشعر لأعماله التجارية ونجح نجاحاً باهراً فقلت: لماذا يبرزكم الشعر ويعرِّف الناس بكم وتبادلونه كل هذا الفضل والجميل بقلة الخاتمة؟! فأجابني «بانفعال»: الشعراء الشعبيون - في جيلنا - هم من لاحقوا وسائل الإعلام لتقديم (الشعر الشعبي قبل أنفسهم) وصبروا على صلف بعض المحررين الشعبيين حيناً واستعلائية بعض من لا يستهويهم الشعر الشعبي لأسبابهم في الإعلام المرئي حيناً آخر، وصبروا على تهميش وتحجيم غير منصف في بعض الأندية الأدبية آنذاك لا يستند إلا لشيء من الحساسية النحوية وذرائع هشة، ومع هذا واصلنا المشوار وتحدينا المصاعب إيماناً بمواهبنا ورسالتنا ومضت الأيام تتبعها السنين ووصل بعض الشعراء الشعبيين إلى مناصب إدارية عليا يستطيعون من خلالها أن يخدموا الشعر وينظموا بعض حضوره كما يجب في المجتمع السعودي (فاسألهم لماذا لا يقدمون للشعر الشعبي بعض ما قدمه لهم)؟! وحتى أهدئ انفعاله لئلا ينحو حديثه عما هدفت إليه قلت: أنت مليونير الآن فماذا قدمت للشعر الشعبي؟ قال: نعم أنا مليونير ولكن ليس من الشعر الشعبي. فقاطعته: أنت بإجابتك هذه لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء وإن كنت أتفق معك أن (المهنة النافعة تساوي منجماً من ذهب A useful trade is a mine of gold). واختتم ما في خاطره بقوله: الجيل الذي أتى بعدنا وتحديداً الحالي (يقصد بعض شعراء الألفية الثالثة الجدد) هم من أعطاهم - إعلام الشعر - ما يفوق شعرهم من ضوء ومع هذا فشلوا ونجحنا نحن.. وأتساءل هنا: أهي المفارقة؟ أم اختلاف أصالة المواهب وجزالة الشعر بتفرعات حرب أجياله؟! أو (قلة الخاتمة)؟! وقفة: للشاعر الكبير بدر الحويفي الناس قدر اعقولهم مستواهم وعند العوارف ما تميل الموازين