أكد العميد الركن مصطفى الشيخ رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر موافقته على وقف القتال خلال عيد الأضحى إذا التزم النظام السوري فعليًّا بذلك. وقال الشيخ في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية من القاهرة: «إذا أوقف النظام القتال فسنوقفه نحن أيضًا من جانبنا تلقائيًا .. النظام هو مَن يستخدم الأسلحة الثقيلة وليس نحن». وتابع: «لقد اتصل بنا الأخضر الإبراهيمي وقلنا له إذا أوقف النظام القتال فسنوقفه.. ولكني أعتقد أن النظام كاذب ولدينا شك كبير في التزامه، فقد سبق وأعلن موافقته على مبادرة المبعوث الأممي السابق كوفي عنان ومبادرات الجامعة العربية ثم تراجع في وعوده واستمر في القتل، ولذا أرى أن موافقته هذه المرة أيضًا مجرد مراوغة». قال: «نطالبه بحصر جهوده لحشد الدعم الدولي نحو تشكيل ائتلاف عسكري دولي خارج مجلس الأمن من أجل التدخّل السريع بسوريا». وتابع: «حتى لو تمت الهدنة فستكون بمثابة فرصة أمام الأسد كي يلتقط أنفاسه ويستجمع قواه ويرتكب المزيد من المجازر». من جانبه، أعلن فهد المصري المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحُر بالداخل، والتي تمثل 12 فصيلًا عسكريًّا يقاتل على الأراضي السورية وفقًا للمصري، أن قيادة الجيش السوري الحُر لم تتخذ بعد قرارها في موضوع الهدنة وننتظر قرار النظام السوري والآليات التي سوف يتخذها لتطبيقه. وأوضح المصري: «النظام السوري أعلن امس الاربعاء أن قراره بشأن الهدنة سيكون اليوم لذا نحن سننتظر لنرى قراره وآلياته». وأعرب المصري عن شكّه في جدية التزام النظام بهذه الهدنة، مطالبًا الإبراهيمي بعدم إضاعة الوقت والجهد والمزيد من دماء الشعب السوري. وقال: «نطالبه بحصر جهوده لحشد الدعم الدولي نحو تشكيل ائتلاف عسكري دولي خارج مجلس الأمن من أجل التدخّل السريع بسوريا». وتابع: «حتى لو تمّت الهدنة فستكون بمثابة فرصة أمام الأسد كي يلتقط أنفاسه ويستجمع قواه ويرتكب المزيد من المجازر». كما أعرب الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون عن عدم ثقته في التزام النظام السوري بوقف القتال خلال أيام عيد الأضحى. وقال في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية: «قرار الموافقة على الهدنة من عدمه متروك للجيش الحر لأنه هو الذي يدير الوضع على الأرض.. لكن من جانبنا قلنا إنه إذا كان هناك التزام من النظام فستكون هذه فرصة لأن يمرّ العيد بما يستحقه من تكريم وفرصة لإراحة الناس». وتابع: «ولكن ليس لدينا أي ثقة بالنظام فهو لم يلتزم بأي وعد من وعوده خلال 48 عامًا .. نرى أن النظام يكذب وغدًا سنعرف ذلك من عدمه». مجزرة للنظام في ريف دمشق من ناحية ثانية عثر على اكثر من عشرين جثة في ريف دمشق امس الاربعاء بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي وصف الحادث بالمجزرة، قائلًا ان القوات النظامية نفذتها. وافاد المرصد في بيان عن العثور على عشرين جثة في مبنى في حي تكسي حيدر في مدينة دوما في ريف دمشق، بينها اربع لأطفال وثمان لنساء. ونقل عن ناشطين في البلدة ان الضحايا قتلوا على ايدي القوات النظامية فجرًا. وكان المرصد افاد عن مقتل 27 شخصًا الثلاثاء في بلدة معضمية الشام في ريف دمشق بينهم «14 رجلًا اعدموا ميدانيًا برصاص حاجز للقوات النظامية قرب مطار المزة العسكري و13 منهم ثلاث سيدات وستة اطفال اثر سقوط قذيفة على مكان تواجدهم». وفي مدينة حرستا في المنطقة ذاتها، قتل امس تسعة اشخاص بينهم اربعة مقاتلين، بحسب المرصد، في قصف واشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تحاول منذ ايام اقتحام المدينة. في محافظة ادلب، (شمال غرب)، تدور اشتباكات بين القوات النظامية «ومقاتلين من جبهة النصرة في محيط معسكر وادي الضيف» الذي يحاول المقاتلون المعارضون السيطرة عليه منذ فترة بعد استيلائهم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية القريبة. واشار الى قصف على المنطقة ومعلومات «مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين جارٍ توثيقها». كذلك قتل خمسة اشخاص على الاقل في «قصف من طائرة حربية تعرّضت له بلدة كفرومة» الواقعة في المنطقة ايضًا. وفي حلب (شمال)، تدور اشتباكات عنيفة في محيط مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري، بحسب المرصد، بينما تتعرّض احياء في المدينة ومناطق في ريفها للقصف. في محافظة الرقة (شمال)، قتل ما لا يقل عن ثمانية عناصر من القوات النظامية في انفجار سيارة مفخخة «استهدف حاجز القنطري للقوات النظامية على طريق الرقة الحسكة»، بحسب المرصد. وفي محافظة حماة (وسط)، قتل ثلاثة اشخاص من عائلة واحدة هم طفلان في الثانية عشرة والرابعة عشرة وسيدة، في قصف على قرية الحواش من القوات النظامية. وبلغ عدد القتلى في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا امس 57 شخصًا. ويأتي ذلك غداة يوم دام آخر قتل فيه 164 شخصًا هم 89 مدنيًا و34 مقاتلًا معارضًا و41 عنصرًا من قوات النظام. كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطائرات الحربية السورية نفذت غارات جوية صباح امس الأربعاء على قرية معرشمشة ومدينة معرة النعمان بريف إدلب وشوهدت سحابة كبيرة من الدخان تتصاعد في سماء المنطقة بعد القصف بثلاث قذائف ولم ترد بعد أنباء عن إصابات.