دعا الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي بعد لقاء مع الرئيس السوري بشار الاسد الاحد في دمشق كل طرف في النزاع في سوريا الى وقف القتال "بقرار منفرد" خلال عيد الاضحى، على ان يبدأ متى يريد الاحد او الاثنين. وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي "اوجه النداء الى الجميع لان يتوقفوا بقرار منفرد عن استعمال السلاح اثناء العيد"، مشيرا الى ان كل طرف يمكن ان يبدأ بهذا "متى يريد". واوضح الابراهيمي انه سيعود الى دمشق بعد عيد الاضحى الذي يوافق اول ايامه الجمعة المقبل. وقال ان دعوته موجهة الى "كل سوري سواء كان في الشارع او القرية او مسلحا في جيش سوريا النظامي او من هم معارضون للدولة السورية". انفجار يوقع 42 بين قتيل وجريح في باب توما واكد ان دعوته لوقف القتال خلال العيد "مبادرة شخصية وليست مشروعا مطولا او جزءا من عملية سلام"، معبرا عن امله في ان يكون "العيد هادئا اذا لم يكن سعيدا". في المقابل، نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن الاسد تأكيده خلال الاجتماع ان "سورية تدعم جهود المبعوث الاممي ومنفتحة. الى اي جهود مخلصة لايجاد حل سياسي للازمة على اساس احترام السيادة السورية ورفض التدخل الخارجي". واضاف ان "اي مبادرة او عملية سياسية يجب ان تقوم في جوهرها على مبدأ وقف الارهاب وما يتطلبه ذلك من التزام الدول المتورطة في دعم وتسليح وايواء الارهابيين في سورية بوقف القيام بمثل هذه الاعمال".وزار الابراهيمي دمشق للمرة الثانية منذ بدء مهمته في الاول من سبتمبر كموفد خاص لحل الازمة السورية على أمل التوصل الى هدنة في المعارك خلال عيد الاضحى بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة. واعلن الابراهيمي انه اجرى اتصالات مع عدد من مسؤولي المعارضة السورية في الداخل والخارج، موضحا انهم ابدوا "تجاوبا كبيرا جدا". واضاف "ستكون لنا عودة بعد العيد. واذا تم الهدوء فعلا فسنحاول البناء عليه، اذا لم يحصل فسنسعى رغم ذلك اليه". ورفض المبعوث العربي والدولي إلى سورية الكشف عن رد الرئيس السوري على موضوع هدنة عيد الأضحى، وذلك بعد لقاء جمعهما الأحد في دمشق. وأوضح الإبراهيمي في تصريح للصحافيين عقب اللقاء: لن أتكلم عما دار بيني وبين الرئيس من حديث، تكلمنا بهذا الموضوع (هدنة العيد) وأعتقد هو فاهم القصد من كلامنا وهو وحكومته سيقولون رأيهم بهذه الفكرة". ووصف الإبراهيمي لقاءه مع الأسد بأنه "صريح ومسؤول"، وأضاف: "تطرقنا إلى كل الأمور المتعلقة بالشأن السوري، متطلعين إلى المستقبل وإلى ما نأمل أنه حل للأزمة السورية وعودة الوئام إلى هذه الربوع". وتابع المبعوث الدولي: "تكلمت مع الرئيس الأسد بهذا الشأن كما تكلمت مع كل من قابلته في سورية وفي خارجها". ميدانيا قتل 13 شخصا واصيب 29 آخرون بجروح في انفجار قرب قسم للشرطة في حي باب توما المسيحي في دمشق الاحد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) من جهتها ان الانفجار نتج عن عبوة ناسفة وضعتها مجموعة ارهابية مسلحة تحت سيارة في ساحة باب توما بدمشق. كما افاد المرصد وناشطون عن قصف واشتباكات في مناطق اخرى من الريف قتل فيها ستة في مدينة حرستا. بينما قتل وجرح تسعة عناصر من قوات النظام في انفجار عبوة ناسفة بشاحنة كانت تقلهم قرب مدينة التل. ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي ومجموعات معارضة في حي العسالي في جنوب العاصمة، بحسب المرصد الذي اشار ايضا الى العثور على جثتي رجلين في حي القابون (جنوب) مصابين برصاص مباشر. وكان حي تشرين في المنطقة نفسها شهد ليلا وفجرا اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين. وفي حلب افاد المرصد عن انفجار سيارة مفخخة في حي السريان في المدينة ما ادى الى سقوط جرحى. واشار الى اشتباكات في حي بستان القصر سقط فيها مقاتل معارض وقنص قتل فيه رجل. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان اشتباكات عنيفة وقعت ايضا بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في حي الميدان (وسط حلب). في محافظة ادلب (شمال غرب)، تستمر الاشتباكات، بحسب المرصد، عند المدخل الجنوبي لمدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون وتحاول القوات النظامية استعادتها.