قدم السيد لي آياكوكا إلى شركة كرايزلر وتحدث في أول اجتماع مع الموظفين عن خطة شاملة لإنقاذ الشركة من الإفلاس. وكان خطابه موجهاً ومحدداً وهادفاً، حيث قال من يريد البقاء معي في هذه الشركة يجب عليه أن ينسى الماضي ويتحمل تحديات النجاح إذا يرغب في البعث الجديد لشركة كرايزلر، بل ويحافظ على وظيفته التي يكسب منها معاشه. وكان قد تخلص من الأشخاص الذين كانوا أساساً في تعثر الشركة عندما شعر أنهم يحاولون مقاومة خطة التغيير الشاملة للشركة. كانت الشركة قد اقترضت من بنك كونتيننال بألينوي الذي أوشك على إعلان إفلاسه بسبب عدم استطاعة الشركة الوفاء بسداد ديونها للبنك والتي شكلت حجماً كبيراً في السيولة النقدية المتعثرة، لكن السيد لي أيا كوكا استطاع بعد مضي عام فقط تسديد القرض للبنك وتسديد القرض الفيدرالي الذي حصل عليه من الحكومة الأمريكية لدعم استمرار الشركة في سوق صناعة السيارات. الصفات القيادية التي تميز السيد لي اياكوكا فهي الجدية والحزم والنظرة الاستراتيجية والقيادة المتعاونة والمصغية لكل فرد في الشركة لقد امتطى السيد كوكا التحديات بشموخ عندما أعلن للشركة أن راتبه للسنة الأولى سيكون دولاراً أمريكياً واحداً فقط، لكنه اشترط نجاحه في إنقاذ الشركة براتب مجزٍ في السنوات التالية وكان له ذلك عندما حصل على عشرين مليون دولار سنوياً. حيث غيّر في الكثير من تصاميم سيارات كرايزلر وركز على تقليص أحجامها وتوفيرها للوقود وغير في ديناميكية التصميم وغيرها لتعود كرايزلر عملاقة كما كانت من نجاح وسمعة قوية. ولقد غير السيد لي أياكوكا الثقافة السائدة في شركة كرايزلر التي كانت تقوم على صناعة السيارات الكبيرة الحجم والتحول إلى صناعة السيارات الصغيرة الحجم لتنافس السيارات اليابانية لأنه أدرك رغبة المشتري في سيارة اقتصادية تستهلك كمية وقود أقل وتتحرك بمرونة وسهولة على الطرق السريعة والشوارع اليابانية، بل تستطيع الوقوف بسهولة في مواقف السيارات. ولم يكن اسم السيد لي أياكوكا غريباً على الأمريكيين فقد كان علماً من أعلام القيادة الفذة في العالم، بحيث توقع الكثيرون منهم ترشيح نفسه للانتخابات الأمريكية قبل 20 سنة كمنافس للرئيس بيل كلنتون، لكنه لم يفعل ذلك لأسباب شخصية خاصة وبطلب من الحزب الديموقراطي حتى لا يستحوذ على اصوات تضر بفوز الديموقراطيين. وهو اليوم يطوف الجامعات الأمريكية وغيرها من جامعات العالم ليتحدث فيها عن تجاربه الغنية بالنجاح سواء في شركة كرايزلر للسيارات أو شركة بيبسي كولا أو غيرها من الشركات التي ارتبطت عمليات إنقاذها باسمه. وإذا اردنا معرفة الصفات القيادية التي تميز السيد لي اياكوكا فهي الجدية والحزم والنظرة الاستراتيجية والقيادة المتعاونة والمصغية لكل فرد في الشركة حتى وإن كان مركزه الوظيفي متواضعا أو من غير مركز وظيفي. ومن الصفات التي تميز السيد لي اياكوكا عن غيره من قادة الأزمات الشجاعة والهدوء والتفاؤل.