عندما تواجه الشركات أزمات مالية أو إدارية تهزها فإنها قد تفلس إذا لم يكن هناك من يوجهها ويقودها وبنقذها منها بخطة مدروسة ناجحة. وغاًلباً ما تكون الأزمات المالية نتيجة سوء الإدارة أو الفساد، ولنا في شركة انرون الأمريكية مثال واضح فقد ساهم الفساد المالي في إفلاسها في 2003م ونتج عن ذلك خسائر فادحة لدول أبرمت مع الشركة عقوداً للطاقة مثل قطر والهند، بل تأثر صغار وكبار المستثمرين في أسهم شركة إنرون في سوق الأسهم الأمريكية. ولقد كان عام 1982م أسوأ الأعوام بالنسبة لشركة كرايزلر الأمريكية لإنتاج السيارات، حيث تدنى حجم المبيعات والأرباح وأوشكت الشركة على إعلان إفلاسها حسب قانون الإفلاس الأمريكي أو ما يعرف بالفصل الحادي عشر من قانون الإفلاس. المعروف أن السيد لي آياكوكا قيادي حازم وذكي لا يقبل الفشل ولا يتنازل عن النجاح مهما كانت التحديات. فهو شخصية كرزماتيكية مؤثرة يجذبك إليه تعامله المتميز مع الآخرين سواءً كنت تحت إدارته أو مجرد إنسان تعشق التميز وتحب معرفة صفات المتميزين ولقد كانت حكومة الأمريكية برئاسة رونالد ريجان أمام خيارين لا ثالث لهما فإما أن تترك شركة كرايزلر تعلن إفلاسها كبقية الشركات الأمريكية التي لا تستطيع الاستمرار على هذا النحو من الأداء الضعيف أو أن تتدخل الحكومة وتنقذ الشركة من خلال تمويلها حتى لا تنتهي الشركة العملاقة وتسرح ما يقارب من مائة وعشرين الف موظف ليصبحوا عبئًا ثقيلاً على الضمان الاجتماعي الأمريكي الذي يوفر لهم دعماً مالياً ميسورا في المدة التي يبحثون خلالها عن عمل جديد. استشار الرئيس رونالد ريجان مستشاريه الاقتصاديين والقانونيين لإنقاذ الشركة من خلال تمويلها بعد تغيير القيادة الإدارية في أعلى الهرم الوظيفي، بحيث يتم البحث عن قيادي مؤثر يستطيع الخروج بها من عباب البحر الهائج إلى شاطئ السلام وبر الأمان فكان الخيار الموفق هو السيد لي آياكوكا Lee Iacocca الذي أنقذ العديد من الشركات الأمريكية من إفلاس كبير والعودة بها إلى قمة الأداء المتميز، كما حصل لشركة بيبسي كولا. والمعروف أن السيد لي آياكوكا قيادي حازم وذكي لا يقبل الفشل ولا يتنازل عن النجاح مهما كانت التحديات. فهو شخصية كرزماتيكية مؤثرة يجذبك إليه تعامله المتميز مع الآخرين سواءً كنت تحت إدارته أو مجرد إنسان تعشق التميز وتحب معرفة صفات المتميزين. وإذا كان العالم يسميه مهندس النجاح فإنني أصفه بمهندس التغيير الناجح في وقت الأزمات. إن توافر قيادة مؤثرة في الشركات تدعم الموظفين نفسياً، بل تزيد حوافزهم النفسية للبقاء معها قي وقت الأزمات. وهذا ما وجده الموظفون في السيد لي أياكوكا الذي قاد شركة كرايزلر لصناعة السيارات خلال الأزمة المالية التي كادت تؤدي إلى إفلاسها. وسأواصل الحديث في هذا الموضوع في العددين القادمين. [email protected]