تتمتع جزيرة فرسان أو كما سماها البعض ب«هاواي السعودية» بمياه صافية تعكس على وجهها لوحة فنية بلون السماء الأزرق، تخترقها أشعة الشمس لتعطي جوا من الدفء، فيما تلاعب أمواجها بلطف وهدوء الرمال البيضاء للجزيرة، لتستحق أن تكون من أجمل الجزر السياحية المبهرة على مستوى العالم، لما تتمتع به من هبات طبيعية تظهر في تضاريسها، رغم أنها لم تنل حقها على المستوى العالمي في التسويق والدعاية لها. » مهرجان الحريد في هذا الشهر تحتفي الجزر بالعديد من الفعاليات السياحية، التي تجذب الزوار من داخل المملكة وخارجها، ومنها مهرجان صيد سمك الحريد خلال الفترة من 25 إلى 27 أبريل، وتستقبل مدينة جازان خلاله آلاف الزائرين من داخل المملكة وخارجها؛ للاستمتاع بلحظات الصيد والسباق المثيرة في الشاطئ، وتأتي أسماك الحريد في شكل مجموعات بين شهري أبريل ومايو من كل عام، فيما يقيم الأهالي فعاليات احتفالية من الموروث الشعبي خلال المهرجان الذي يعد فرصة استثمارية واعدة في شتى المجالات السياحية والاقتصادية. » مبادرات تطوير بدأت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في العام الماضي تنفيذ مبادرات تطوير جزر فرسان، وذلك ضمن برنامج التحول الوطني 2020 عبر مشاريع ستنقلها لتصبح أحد أهم خمس وجهات سياحية على مستوى المملكة، وتستهدف المبادرة تطوير الجزيرة من حيث توفير المنتجات السياحية كالمنتجعات الفاخرة وتهيئة المواقع السياحية وإنشاء المرافق الترفيهية. وأشارت الهيئة إلى أن المبادرة تسعى لاستغلال ميزات جزر فرسان من وفرة الشعاب المرجانية والشواطئ الخلابة والتراث الحضاري الغني والخصائص الثقافية الفريدة والمياه النقية والموقع الجغرافي المميز، إلى جانب وفرة غابات المانجروف والكائنات البحرية المتنوعة والحيوانات والطيور النادرة. » استثمارات بالملايين ومن المتوقع أن تسهم المبادرة في تحقيق إيرادات سنوية تقدر بنحو 531 مليون ريال، ووصول نحو 375 ألف سائح سنويا للجزيرة، وتوفير 1760 غرفة فندقية، وخلق فرص عمل تقدر بنحو 6212 وظيفة مباشرة. وصنفت فرسان من أجمل مواقع الغوص؛ وذلك لنقاء مياهها وصفائها، التي تمكنك من التمتع برؤية الأسماك، فيما ترسم الشعاب المرجانية لوحة فنية تمتزج بزرقة المياه الصافية، ما يجعل من فرسان الوجهة الأولى لممارسي رياضة الغوص. » عبق التاريخ في مزيج خلاب بين الآثار التاريخية والطبيعة، تقف جزيرة فرسان كشاهد على العقود السابقة، ففي بعض زواياها ستشاهد آثارا تعود للعهد العثماني، بالإضافة لآثار إسلامية، وقلاع أثرية قديمة، من بينها قلعة لقمان، وقلعة غرين، وقلعة القصّار، ووادي مطر الشهير بآثاره الممتدة في أعماق الزمن، والتي يعود تاريخ بعضها إلى عصر ما قبل الإسلام بكثير، كما تظهرالنقوش التاريخية لتؤكد ارتباط جزر فرسان بعدد من الحضارات، التي خلفت آثارا تاريخية تستحق الاهتمام على الصعيدين المحلي والدولي في وقت واحد.