الوطني عزيز شامخ، فطموحاته بحجم وطنه تطاول عنان السماء، والمصلحي متدني الاهتمامات، فطموحه بقدر مصلحته، حتى ولو كانت شيئا زهيدا لا يساوي التفريط بالكرامة. الوطني يسعد بكل إنجاز من إنجازات وطنه، بل يفخر به ويفاخر حتى ولو لم ينل منه نفعا مباشرا، أما المصلحي فلا يمكن أن يسعد إلا بما يتحقق له من مصالح شخصية، إذا أُعطي رضي وإذا لم يُعط انقلب. الوطني يفرح بالناجحين من أبناء وطنه، ويسعى لدعمهم بكل ما يستطيع، أما المصلحي فيتآكل قلبه بالحسد مع نجاح كل ناجح، ظانا أن في ذلك تأثيرا على مصالحه الشخصية، ولذلك يجند كل ما يملكه من أجل البحث عن سلبيات الناجحين ومحاولة تدميرهم. الوطني ثابت على مبادئه وحبه لوطنه لا يتغير ولا يتبدل، يدرك أن يد الله مع الجماعة، أما المصلحي فكل عام له توجه، ومع كل موجة له شعار، لا يتوقف عن جلد ذاته ومحاولة إسقاط ضعفه على وطنه. الوطني صاحب مشروع في هذه الحياة، فالمحب في رفعة من يحب مجتهد، أما المصلحي فمشروعه الثرثرة وتصيد الأخطاء. الوطني يعمل من أجل وطنه بمقابل وبلا مقابل، تحت الضوء ومن خلف المسرح، بينما المصلحي لا يمكن أن يعمل إلا ويسأل: كم المقابل؟ وأين الكاميرا؟! الوطني يعيش في أمن وأمان مستمد من راحة ضميره، وأن الله سيعطيه على قدر عمله من أجل وطنه، فخير الناس أنفعهم للناس، بينما المصلحي يعيش في قلق واضطراب وخوف دائم على مصلحته. الوطني يسعى أن يكون خير سفير لبلده في كل مكان توجه إليه، أما المصلحي فعلاقته بوطنه ما دام داخل حدوده، وإذا خرج قدم أسوأ صورة لوطنه! الوطني يحافظ على كل ممتلك من ممتلكات وطنه، فالوطن هو بيته، بينما المصلحي دمار هو وأولاده على كل مكان يحل فيه. الوطني ولاؤه لوطنه، يحب كل جزء من أجزائه، ويسعى في رفعته، لأنه يدرك أن صلاح الكل بصلاح الجزء، والمصلحي ولاؤه لمدينة أو قبيلة أو منطقة وما شابهها، حتى ولو كان ذلك على حساب مصلحة وطنه. وهنيئا لنا المملكة العربية السعودية، قيادة وشعبا.