قبل أربع سنوات عندما استولت العصابات الحوثية الإيرانية على العاصمة اليمنية صنعاء ومن ثم اتجهت نحو عدن كآخر معقل للرئيس هادي، في تلك الفترة اسودت الدنيا أمام عيني وأعين جميع شعوب المنطقة، فنحن نعلم أن تلك العصابات الانقلابية تأتمر بأجندات إيرانية ولا تراعي عهودا أو مواثيق، وتحولت صنعاء كما قال نائب الرئيس الإيراني متبجحا في تلك الفترة، إن إيران استولت على أربع عواصم عربية يقصد بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء، ونحن بين الخوف والرجاء لا نعلم مصير المستقبل المظلم الذي ينتظر المنطقة في ظل سيطرة تلك العصابات على مهد العروبة، وما يتبع ذلك من محاولة تغيير التركيبة السكانية وتحويل الأفكار والمعتقدات، وهو الأسلوب الإيراني المتبع في سوريا ولبنان والعراق، إذ بنا نتفاجأ صباحا بانطلاق عاصفة الحزم التي تعتبر من أهم القرارات التاريخية في العصر الحديث، والتي أغلقت وحجمت التوسع الإيراني في المنطقة وما يتبعه من تدمير للشعوب ونهب للخيرات ونشر للأفكار الضالة، ولا أبالغ إذا قلت إن عاصفة الحزم علامة تاريخية ونقطة فارقة لا يمكن أن يتجاهلها التاريخ في العصر الحديث، بل سيتذكر أنها مبادرة من قائد عربي مسلم شجاع هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي استطاع ولله الحمد إعادة الفرس إلى حجمهم الطبيعي وقوض مخططاتهم التوسعية التي تسعى لتدمير المنطقة بأكملها، فعاصفة الحزم لا تختص باليمن وحدها إنما بالمنطقة وشعوبها كاملة. بعد أربع سنوات من تكوين التحالف العربي بقيادة السعودية وانطلاق هذه العاصفة التي استطاعت تقليم أظافر الحوثي، نتذكر أن من أهم إنجازات هذا التحالف هو تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة، فالانتصار في اليمن انحسار لبقية تدخلات إيران في المنطقة ولا أبالغ إذا قلت إن المشروع الإيراني في اليمن من أهم مشاريعهم، وكانوا يراهنون عليه كثيرا ولكن جاءت بفضل الله عاصفة الحزم لتقتلعهم وتهوي بهم إلى مزبلة التاريخ، أيضا من إنجازاتها تشكيل جيش يمني قوي لا يدين بالولاء لأحزاب أو قبائل معينة إنما ولاؤه المطلق للدين والوطن لا غير. ونحن نحتفل هذه الأيام بمرور أربع سنوات على عاصفة الحزم، نتذكر أن قوات التحالف والشرعية اليوم تسيطر على 85% من التراب اليمني وتضيق الخناق على الحوثي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة بحول الله قريبا مع توالي الانتصارات في كافة المناطق اليمنية. ينطلق مع مسار التحرير مسار آخر لا يقل أهمية عنه وهو مسار البناء والتطوير، من خلال مركز الملك سلمان الإغاثي الذي يقوم بجهود جبارة في مجال إيصال المساعدات الإغاثية لكافة فئات هذا الشعب المغلوب على أمره بعد أن نهبت تلك الميليشيات خيرات هذا البلد، ولذلك يقوم المركز بتوزيع المساعدات سواء الغذائية أو الطبية التي تصل لكافة المحتاجين، سواء في المناطق المحررة أو التي تحت سيطرة الحوثي، فالمملكة لا تفرق في هذا المجال بين كافة أطياف الشعب اليمني، بل تصل لهم المساعدات في أي موقع على أرض اليمن، أيضا المساعدات الطبية تصل للمستشفيات والمراكز كما يقوم الكثير من الأطباء السعوديين بعمل العمليات الجراحية للمحتاجين في مستشفيات اليمن، كذلك يقوم مركز الملك سلمان بدور مهم في القضاء على الكثير من الأمراض الفتاكة وآخرها وباء الكوليرا الذي تمت محاصرته والقضاء عليه بفضل الله ثم جهود المركز. عندما احتفلنا قبل أربع سنوات بانطلاق عاصفة الحزم سنحتفل قريبا بإذن الله بدحر عصابة الحوثي وتطهير التراب اليمني من دنس هذه العصابات.