يؤمن الجميع في أنحاء العالم بمدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي؛ التي امتلأت مؤخراً بكل أنماط الحياة البشرية من يوميات وتسويق وتأليب وسيطرة على الرأي العام وغيره. إلا أن هذه المواقع باتت متنفساً للحركات الإجرامية والنفوس المضطربة لتبث سمومها وحماقاتها وتغرر بالسذج من خلالها، ويستطيع المطلع على أنواع المحتوى في هذه المواقع أن يرى بسهولة اعتماد الكثير من المجرمين عليها لتجنيد البعض في خدمة أجنداتهم ومصالحهم غير الشريفة، ولا يحتاج الأمر لبرامج رصد أو خبراء لفهم هذه الحقيقة المزعجة، بل يستطيع إدراك ذلك أي بالغ عاقل من خلال تصفح حسابات هؤلاء المرتزقة وتحليل سلوكياتهم العدوانية المتجلية في كتاباتهم ومشاركاتهم التخريبية البائسة. لكن هذه الحملات التخريبية باتت تفشل مرة تلو الأخرى وسرعان ما ينكشف زيفها أمام الأجيال الجديدة والتزامهم بمبادئهم الحقيقية وولائهم لأوطانهم، حيث أسهمت هذه المواقع على انقشاع الكثير من الشعارات الرنانة الفارغة واستبدلتها بوعي شامل عندما أدرك الكثير من روادها أن مواجهة الدعوات الهدامة من خلالها يجب أن يكون بالتخطيط الحقيقي لتحسين الأمور وحل المشكلات إن وجدت، وتحويل هذه المخاطر لمجرد نوادر يتناقلها الناس بالتعليقات المضحكة وليس بإثارة الفوضى والمشاركات غير الأخلاقية في هذه المواقع.