يعتبر الطفل من أهم عناصر المجتمع التي أولت لها الشريعة الإسلامية اهتماما بالغا وعناية فائقة على الضعفاء منهم، حيث إنها شرعت أحكاما خاصة لحماية الأطفال اليتامى الذين يضعف مركزهم في العائلة عند فقدهم لأحد أبويهم بالوفاة قبل بلوغ سن الثامنة عشرة، ويعد في حُكم اليتيم مجهول الأب ومن ثبتت غيبة أبيه. وقد أكد النظام في المملكة على ذلك، حيث تقوم الدولة بتوفير السكن والكساء والطعام والعناية الصحية والنفسية والتعليمية، فقد أسندت رعايتهم إلى وزارة الشؤون الاجتماعية والتي أنشأت بدورها الإدارة العامة لرعاية الأيتام، حيث تقدم خدماتها من خلال: إدارة شؤون الاحتضان، التي تتمثل في قيام أسرة برعاية طفل يتيم بحيث يتم توفير جو الأسرة الطبيعية لرعايته أو إلحاقهم بأحد فروع الإيواء. فهناك دور الحضانة الاجتماعية للأطفال اليتامى أو مجهولي الأب، الذين يكون عمرهم أقل من سبع سنوات، حيث تقدم لهم الرعاية الشاملة من الناحيتن البدنية والنفسية، أما بالنسبة لدُور التربية الاجتماعية فهي تستقبل الأيتام الذين تجاوزوا سن السادسة وحتى بلوغ الثامنة عشرة من العمر بالنسبة للبنين، أما الفتاة فتبقى حتى تتزوج. بالإضافة إلى ذلك، فالدولة تصرف لهم مكافآت شهرية في دور الرعاية، لكل طالب وطالبة في المرحلة الابتدائية (300) ريال، أما المرحلة المتوسطة (450) ريالا، أما طلاب الثانوية فيصرف لهم (600) ريال، فضلا عن (30) ألف ريال عند تخرجهم. بخلاف رعاية الدولة، فهناك الكثير من رواد الأعمال التطوعية والمؤسسات الخيرية التي تكفل الأيتام وترعاهم، حيث يتم تكريمهم سنويا؛ تقديرا لأعمالهم الخيرية، فالنظام قد أجاز كفالة اليتيم دون التبني. فالكفالة تكون برعاية الرجل لليتيم في بيته أو في غير بيته دون أن ينسبه إليه، ودون تحريم ما أحله الله أو تحليل ما حرمه الله كما هو في التبني، وقد وضع النظام شروطا يجب توافرها في الأسرة التي تتقدم بطلب الكفالة، وهي: أن تكون الأسرة سعودية، ومكونة من زوجين على ألا يتجاوز سن الزوجة خمسين عاما ويجوز عند الضرورة رعايته من قِبل امرأة، وخلو أفراد الأسرة من الأمراض المعدية، وألا يزيد عدد أطفال الأسرة ممن هم دون سن السادسة من العمر عن ثلاثة أطفال، وعدم وجود فرق واضح في لون البشرة، والتحقق من حسن سيرة وسلوك الأسرة وقدرتها على الرعاية. فقد حث الإسلام على كفالة اليتيم لما فيها من فضل وأجر كبير واقتداء ومحبة للرسول -عليه الصلاة والسلام- لقوله: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى)، فهي من أعظم الأعمال الإنسانية التي يندر فعلها إلا من عند من وهبه الله حب الخير والعطاء والعطف على الضعفاء.