نائب أمير تبوك يطلق حملة نثر البذور في مراعي المنطقة    منتدى المدينة للاستثمار.. يراهن على المشروعات الكبرى    انطلاق منافسات سباقات الخيل في ميدان الفروسية بالدمام الجمعة المقبل    عبد العزيز بن سعد يشهد الحفل السنوي لجمعية الأطفال ذوي الإعاقة بحائل 2024    المملكة تُطلق الحوافز المعيارية لتعزيز الصناعة واستقطاب الاستثمارات    مدرب البحرين مازحاً: تمنياتي للعراق التوفيق في كأس العالم وليس غداً    سفير المملكة لدى أوكرانيا يقدّم أوراق اعتماده للرئيس فولوديمير زيلينسكي    خطة تقسيم غزة تعود إلى الواجهة    225 مليون مستفيد بجمعية هدية الحاج والمعتمر    مسفر بن شيخة المحاميد في ذمة الله    فريق علمي لدراسة مشكلة البسر بالتمور    فرصة لهطول الأمطار على الرياض القصيم الحدود الشمالية والشرقية    من رواد الشعر الشعبي في جازان.. عبدالله السلامي    تشريعات وغرامات حمايةً وانتصاراً للغة العربية    "الوعلان للتجارة" تحتفل بإطلاق "لوتس إمييا" 2025 كهربائية بقدرات فائقة        "البروتون" ينقذ أدمغة الأطفال.. دقة تستهدف الورم فقط    الترفيه تعلن عن النزالات الكبرى في فعالية UFC ضمن «موسم الرياض»    الجيلي يحتفي بقدوم محمد    جسر النعمان في خميس مشيط بلا وسائل سلامة    وزير داخلية الكويت يطلع على أحدث تقنيات مركز عمليات 911 بالرياض    عمان تواجه قطر.. والإمارات تصطدم بالكويت    تيسير النجار تروي حكاية نجع في «بثينة»    الصقارة.. من الهواية إلى التجارة    زينة.. أول ممثلة مصرية تشارك في إنتاج تركي !    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان    تحت رعاية خادم الحرمين.. «سلمان للإغاثة» ينظم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع    قبل عطلات رأس السنة.. أسعار الحديد ترتفع    "الصحي السعودي" يعتمد حوكمة البيانات الصحية    مستشفى إيراني يصيب 9 أشخاص بالعمى في يوم واحد    5 طرق لحماية أجسامنا من غزو البلاستيك    وتقاعدت قائدة التعليم في أملج.. نوال سنيور    «بعثرة النفايات» تهدد طفلة بريطانية بالسجن    رشا مسعود.. طموح وصل القمة    "فُلك البحرية " تبني 5600 حاوية بحرية مزود بتقنية GPS    استدامة الحياة الفطرية    قدرات عالية وخدمات إنسانية ناصعة.. "الداخلية".. أمن وارف وأعلى مؤشر ثقة    آبل تطور جرس باب بتقنية تعرف الوجه    محمد بن سلمان... القائد الملهم    تنمية مهارات الكتابه الابداعية لدى الطلاب    منصة لاستكشاف الرؤى الإبداعية.. «فنون العلا».. إبداعات محلية وعالمية    محافظ جدة يطلع على برامج "قمم الشبابية"    البرازيلي «فونسيكا» يتوج بلقب بطولة الجيل القادم للتنس 2024    هجوم ألمانيا.. مشهد بشع وسقوط أبشع!    سيكلوجية السماح    عبد المطلب    زاروا معرض ومتحف السيرة النبوية.. ضيوف «برنامج خادم الحرمين» يشكرون القيادة    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يلتقي بابا الفاتيكان    26 مستوطنة إسرائيلية جديدة في عام 2024    "الداخلية" تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    إعداد خريجي الثانوية للمرحلة الجامعية    التشريعات المناسبة توفر للجميع خيارات أفضل في الحياة    سعود بن بندر يلتقي مجلس «خيرية عنك»    خادم الحرمين يرعى منتدى الرياض الدولي الإنساني    تجويد خدمات "المنافذ الحدودية" في الشرقية    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    لتعزيز الروابط النيابية وتوعية الجمهور.. تدشين الموقع الالكتروني لجمعية النواب العموم العرب    ولادة المها العربي ال15 في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"اليتيم".. مسؤولية المجتمع.. والدولة
مع انطلاقة المهرجان الخيري الثاني لرعاية الايتام بالمنطقة الشرقية
نشر في اليوم يوم 06 - 10 - 2004

عني التشريع الاسلامي بجميع افراده وبمختلف ظروفهم ومسمياتهم باعتباره نظام دنيا ودين ربط الارض بجنات الخلد في دعوة أخذت في حسبانها بناء مجتمع تلفه الرحمة وتكتنفه اواصر التعاون على البر والتقوى.
واليتيم وذوو الظروف الخاصة ومجهولو النسب جزء من هذا البنيان الاجتماعي الذي ارادت له المشيئة ان يدخل ضمن هذه الدائرة ابتلاء واحتسابا يصل الى المجتمع من حوله في تأدية واجباته والوفاء بمستلزماته.
ومع انطلاقة المهرجان الخيري الثاني لرعاية الايتام نضع عددا من النقاط التي تناولها المشاركون في الندوة عن وضع الايتام لتكون صرخة توقظ القلوب اللاهية باهمية جزء من مجتمعنا كفيل بادخالك الجنة لنوليهم جانب الرعاية واطر الاهتمام تكافلا مع ما تقوم به الجهات المختصة للوصول الى المجتمع المتكافل.
تعريف
بدأت الندوة بحديث الاستاذ عبدالرحمن فهد المقبل عن تعريف اليتم فقال يعرف اليتم في اللغة بالتفرد او الاغفال واليتيم في الشرع هو من فقد ابويه وقد يقال الحجي وهو من فقد امه، وقد يقال لطيم وهو من فقد والديه.
كذلك يوجد مجهولو النسب او الايتام ذوو الظروف الخاصة.
واذا كنا نتكلم عن اليتيم في مجتمع المملكة العربية السعودية فلنتكلم عما يقدم له، فأتمنى ان اكون انا يتيما لما يقدم لليتيم من خلال المؤسسات التي ترعاه ومن خلال ذوي الايادي البيضاء، فأتمنى ان اكون انا يتيما واقولها حقيقة وبلا خجل وليس تملقا لانه يقدم له الكثير من خلال تلك المؤسسات التي ترعى الايتام، وكذلك التواصل والارتباط بين هذه المراكز والمجتمع الخارجي، وما ننشده ونسعى حقيقة الى الوصول اليه هو ايجاد بيئة خصبة ننطلق من خلالها لتوجيه رسالة الى المجتمع للدعوة الى الاحتضان، ولعل ذلك واضح من خلال المهرجان الخيري الثاني لرعاية الايتام الذي يقام في المنطقة الشرقية والمهرجان الاول الذي سبقه في منطقة الرياض.
والهدف من الاحتضان ليس الرعاية الصحية والغذائية والثقافية والاجتماعية فقط بل السعي لتوفير الحنان الذي يفتقده الطفل اليتيم او اللقيط او مجهول النسب وهو الحنان الطبيعي الذي لن يلاقيه الا في الاسرة الطبيعية.
فمهما كان ومهما قدم ومهما بلغ الاخوان في تلك المؤسسات فستظل الحاجة ماسة الى البحث عن الحنان الاسري من خلال الدعوة الى الاحتضان داخل هذه الاسر ولعله من المناسب ان توجه الرسالة من خلال هذا المهرجان لكل اسرة بان تكرم نفسها بان تكون مرافقة للرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال:(انا وكافل اليتيم كهاتين وقرب ما بين الوسطى والسبابة).
الوضع الحالي
وفي اجابتها عن الوضع الحالي لليتيم من الناحية الاجتماعية قالت الاستاذة لطيفة التميمي: من فضل الله وبحمده ان اليتيم في المملكة له حقوق ورعاية عالية جدا جدا سواء من الجهات الرسمية او من المجتمع قد يكون الخلل عندنا ليس في الرعاية المقدمة قدر ما يكون في التوصيل الاعلامي لما هو مقدم لهذا اليتيم.
الاسلام واليتيم
وداخل الشيخ عادل العبدالقادر بالقول ان الاسلام منذ نزول الرسالة وله عناية باليتيم والعناية شملت نزول آيات خاصة باليتيم ومن هذه الآيات قوله تعالى: (ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وان تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم).
كذلك الحديث الشريف في قوله صلى الله عليه وسلم:(انا وكافل اليتيم في الجنة هكذا واشار بأصبعيه السبابة والوسطى).
ففي الحقيقة الكل يريد مجاورة الرسول في الجنة وذلك يتحقق بفعل بسيط وهو كفالة هذا اليتيم، ولما يترتب عليه في الشرع من أجر عظيم في العناية باليتيم هو المكافأة العظمى بمرافقة الرسول صلى الله عليه وسلم في أعلى درجات الجنة كما هو معلوم.
وعند استعراض معاني اليتم في كتب اللغة، نجد ان معاني اليتم في لغة العرب دلت على الانفراد.. الغفلة.. الانفلات..الابطاء.. القصور.. الحاجة.. الضعف، وهذا المعاني تنطبق جميعها على اليتيم كما يلي:
اليتيم الغفلة اي الذي يغفل عن بره الناس.
اليتيم الانفلات وهو حال اليتيم المعرض للانفلات بعد وفاة والده.
اليتيم الابطاء وهو ما يبطىء الناس عن بره.
اليتيم القصور والقطور اى اليتيم القاصر عن ادارة ماله وتيسير اموره.
اليتيم الحاجة وهو الذي يحتاج لغيره من العطف والحنان والرعاية واليتيم الضعف اي الضعيف.
وهذه النماذج السبعة ربما تكون متأصلة في احد اليتامى ونحن لا نعلم بسبب الغفلة عن الاجر المترتب على العناية باليتيم، ربما يكون هناك يتيم ما أحد يدري عنه فهذا يسمى يتيم الغفلة وهذا اليتيم ربما يكون عنده المال ومحفوظ، لكنه يفتقد الحنان.
طبيعة اليتم
وشاركت نوال عبدالهادي قائلة: ان طبيعة الطفل اليتيم لا تختلف عن الاطفال العاديين فهو يحتاج من الام البديلة الاحتضان والحب والتقبل والعطف والحنان مثل اي طفل طبيعي، لكن احيانا يكون هناك لا مبالاة فبعض الامهات البديلات يتعاملن مع الطفل على اساس انه يتيم فتتعاطف لدرجة التجاوز عن بعض الاخطاء، وهذا يعود عليه برد عكسي، فالطفل اليتيم يحتاج الى كل ما يحتاجه اى طفل طبيعي من اهتمام وحب وتقبل وعطف ورعاية كاملة.
وفي تعقيب لها قالت لطيفة، لقد تطرق الشيخ عادل الى الموقف الشرعي والاسلامي لليتيم وتعريف اليتيم واضيف نقطة بسيطة في هذه القضية، فكثير من الناس يعتقد ان الطفل المجهول النسب او الذي ليس معروف الاسرة لا تنطبق عليه احكام اليتيم المعروف الاسرة والذي توفى عنه امه وأبوه.
مما حدا بنا ان نعرض الامر على دار الافتاء وقد افتى الشيخ ابن باز رحمه الله بفتوى كان لها اثر وكان لها صدى جيد لدى المجتمع وهى ان (اليتيم ذا الظروف الخاصة) او مجهول النسب ينطبق عليه جميع احكام اليتيم بل انه اشد من اليتيم.
نظرة المجتمع
@ "اليوم": كيف يمكن تغيير نظرة المجتمع للطفل اللقيط في مرحلة طفولته واعداده للانخراط في المجتمع في مرحلة الشباب؟.
اجابت نوال العبدالهادي قائلة: العبء يقع علينا جميعا بنشر الوعي بين افراد المجتمع بان الطفل ذا الظروف الخاصة هو طفل طبيعي وبريء لا ذنب له فيما هو فيه ويجب علينا احتضانه منذ طفولته وتفهم حاجاته وتلبيتها وتقديم اوجه الرعاية الكاملة عن طريق البرامج المتنوعة التي تخدم كل جانب من جوانب اكتمال الذات منذ الصغر والاشراف عليه بدقة لاكتشاف مواهبه الكامنة وقدراته لاستغلاها وتوجيهها التوجيه الصحيح وبهذا ينشأ صلب العود وقويا لديه القدرة على التكيف ومواجهة المجتمع والانخراط في جميع المجالات المتاحة له في المجتمع والتمتع في كل فرص الحياة.
فقد الهوية
واشارت فاطمة عسيري الى معاناة فقد الهوية حيث رأت ان العلاقة القائمة على المحبة والحنان واشباع الحاجات وتوفر الاب النموذج او القدوة فان الطفل سرعان ما يتقمص او يتوحد مع النموذج الوالدي فتتضح الهوية بالنسبة له اما الطفل ذو الظروف الخاصة لا يكون النموذج الابوي موجودا منذ الصغر والأم تكون غير ثابتة ومتغيرة مما يجعل الطفل يعيش صراعات داخلية نظرا لهذه التغيرات التي تمر بحياته بالاضافة الى هذا قلة احتكاكه بالبيئة الخارجية وضعف مهارات الاتصال الاجتماعي التي تساعده على ان يكتسب الخبرات والقيم والاعراف الموجودة بالمجتمع مما يجعله يحقق ذاته وهويته وهذا يكون شبه مفقود نسبيا نتيجة للاعاقات النفسية التي يمر بها الطفل.
دور المجتمع
وعن دور المجتمع قال خالد الملا: ان دور المجتمع كبير جدا تجاه اليتيم، واليتيم جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع سواء اليتيم الذي يعيش بين اقاربه وذويه او اليتيم الذي ترعاه المؤسسات الاجتماعية بشكل عام.
فدور المجتمع والمطلوب منه امور كثيرة لدعم هذا اليتيم سواء مادية او معنوية، فقد يجد اليتيم بعض المعاناة عندما يحتاج الى العمل.
فيجب ان يكون اليتيم موضع اهتمام وترحيب وتقدير ووقوف الى جانبه ولو معنويا، فالمجتمع مطلوب منه التواصل مع هؤلاء الايتام، ودعم المؤسسات التي تقوم على رعايتهم سواء كانت هذه المؤسسات خيرية او اجتماعية فالتواصل مطلوب ونلمس من خلال زيارات الاخوة سواء جماعات المساجد او رجال الاعمال او طلاب المدارس واولياء امورهم مدى الارتياح الذي يغمر هؤلاء الايتام داخل الدور وسرورهم جدا بملاقاة هذه الاخوة وهذه الشرائح.
ولاشك ان المناسبات وخاصة الاعياد توقيت مناسب جدا للتواصل معهم واشعارهم بفرحة العيد، كذلك الوقوف على ما يحتاجونه ونحن في الدور نوفر جميع الاحتياجات المطلوبة ماديا وطبعا معنويا على قدر الامكان لان الاخ عبدالرحمن تفضل بذكر ان اليتيم لا يكتفي بشعوره من قبل شريحة معينة تعمل معه بل يريد ان يشعر بدور المجتمع وبذاته بينهم وفي وسطهم لذلك نحن ندعو من هذا المنبر الى تواصل جميع الشرائح مع الايتام سواء كان هؤلاء الايتام من ذوي القربى او الموجودين داخل الدور والجمعيات.
وعقب الاستاذ عبدالرحمن المقبل فقال ان الاعلام رسالة مهمة جدا يجب ان تفعل وتستغل جيدا في حث الاسرة على عملية الاحتضان، لتعرف الاسرة فضل كفالة اليتيم من خلال وسائل الاعلام بشتى انواعها.
ورأى سالم الدوسري ان دور المجتمع مهم للغاية فاليتيم جزء من المجتمع وأنا الاحظ كفالة الايتام في الخارج كثيرة وما يوجه اليها اكثر مما يوجه الى الايتام في الداخل وهذا ربما راجع الى ان الايتام هنا قليلون لا نسمع عنهم وتقوم الدور المخصصة لهم والجهات الحكومية بكفالتهم كذلك من رجال الاعمال لهم دور كبير ونأمل منهم دورا اكبر. لاننا في المجتمع من المفروض ان نكون مترابطين متكاتفين، والذي يكفل ايتام الخارج ما اعتقد انه عرف هذا الا من خلال المنشورات او وسيلة اعلام.
وقالت الاستاذة ايمان الفرشوطي ان الطفل اليتيم في المملكة العربية السعودية مكفول من الدولة فكفالة اليتيم في الدول الاخرى نجد فيها ان اليتيم معرض للضياع والتشرد اما في المملكة هنا فنحس ان الطفل مكفول كفالة تامة سواء كانت صحية او اجتماعية او تربوية او تعليمية من الدولة والقائمين عليها.
يعني بدون اعلان معروف انه هنا في المملكة يوجد دور في جميع انحاء المملكة تعمل على رعاية الايتام والوقوف على احتياجاتهم وطلباتهم الاساسية سواء كانت مادية او معنوية.
وعددت ايمان الفرشوطي عددا من المواصفات ان للمسئولين في الشئون الاجتماعية الحق في اختيار الكادر الوظيفي المؤهل والمدرب جيدا سواء من الموظفين والموظفات وبخاصة المتعاملين مع الايتام من النساء في دور الحضانة او من الرجال في دور التربية والمؤسسات النموذجية ويحرصون كل الحرص على اختيار العاملين فيها وتوفر صفات معينة بما يتلاءم مع طبيعة الاطفال المشمولين بالرعاية فالموظفات مثلا في دور الحضانة يجب ان يغلب عليهن صفة الامومة والعطف والحنان وايضا الزملاء في دور التربية تغلب عليهم صفة الابوة في التعامل مع هؤلاء الايتام وان من اهم الصفات التي يجب توفرها في العاملين مع فئة الايتام هي صفة انكسار الذات للموظف فقبل ان يحرص على ان يكون موظفا عاديا فيجب ان يكون لديه الدافع الانساني والحس الصادق للتعامل مع هذه الفئة فالموظف او الموظفة لا يتعامل مع اوراق قابلة للتأجيل او الاستعجال وخلافه انما يتعامل مع نفس بشرية تحتاج الى الحلم والاناة والمتابعة وحسن التصرف.
مقومات
وعن العقد التي تنشأ عند الطفل اليتيم قالت فاطمة العسيري: تنشأ العقد عند الطفل ذي الظروف الخاصة منذ لحظة تكوينه بداخل رحم الأم نتيجة للصراعات التي تعانيها من هذا الطفل غير المرغوب فيه ومحاولاتها الجاهدة للتخلص منه.
وعند ولادته يتعرض الطفل لصدمة الانفصال الاولى نتيجة للحرمان العاطفي الذي يحرم منه لعدم وجود الاحتضان والارضاع الذي يستقيه من صدر الام ثم يتعرض لعدة صدمات متتالية متمثلة في التغيرات البيئية المحيطة سواء اشخاصا او بيئة مكانية فيتولد لدى هذا الطفل عدم الاستقرار الانفعالي والتوتر الذي يشعر به نظرا لحساسية جهازه العصبي الناتجة عن الحرمان العاطفي والمعاناة الاولية السابقة فتظهر لديه مشاعر سلبية وصراعات داخلية تساعد في ظهورها العوامل البيئية الخارجية المتغيرة التي تؤدي بالتالي الى مشكلات نفسية وسلوكية.
معرفة الايتام
وعن الطرق الموصلة لمعرفة الايتام رد عبدالرحمن بالقول ان المجتمع لا يستطيع ان تصل اليه الا من خلال وسائل عدة، منها الاعلام وله دوره الفاعل، كذلك المدارس فلها دور هام فبعض المدارس تقوم بايجاد بعض المستلزمات لاطفال ما وصلوا الى مراكز وما طلبت الخدمة منهم.
فدور الرعاية وفروع الخدمة تقدم الخدمة لطالبيها، ولكن يظل اليتيم في داخل المجتمع يتيم الغفلة كما تفضل الشيخ وهو الذي يحتاج لابرازه من خلال المجتمع.
وداخلت لطيفة التميمي معلقة على ان الدور الاعلامي في قضية اليتيم ومن خلال دراسة بسيطة قام بها المركز على الاسر الحاضنة (الاسر البديلة) التي تحتضن الايتام من الدور كان فقط 13% من تلك الاسر قد علمت عن الاحتضان عن طريق الاعلام اي ان 87% من الذين عرفوا بوجوده عن طريق المعارف وعن طريق اللقاءات الخاصة.
فالاعلام ما كان بيننا وبينه درجة التعاون القوي الذي دعم موقف الدولة من اليتيم، فموقف الدولة من اليتيم موقف قوي جدا، وهو اقوى مما تتصور، فهناك خلل في التواصل بيننا وبين الاعلام فاليتيم ماحظيت مشكلته بتغطية اعلامية متكاملة لتعطي المجتمع صورة واقعية او حقيقية عن موقفه او وضعه، فهناك قصور في التعاون بيننا وبين الاعلام، هل انتم سببه. ام نحن سببه، هناك نقاط آتية ستبين ذلك.
وقال خالد الملا: كم نتمنى الا نجد يتيما في دور الايتام رغم تقدم الخدمات التي قد لا يحظى بها وقد لايجدها اليتيم الذي هو في خارج الدور اي في بيئته او في اهله.
الا اننا نود ان لانجد يتيما في الدور ونتمنى ان نجد اليتيم في احضان افراد هذا المجتمع المسلم وان تكون رعايته من قبل الاسر الحاضنة لان هناك جوانب لا نستطيع ان نعطيها اياه كالحنان فهذا الموضوع لايعوض وقد لا يستطيع اي احد ان يوفره له، فعيشته في اسرة طبيعية عن طريق الاحتضان ربما يوفر له ما لايستطيع ان يوفره له غيره.
اليتيم في داخل الدور
@ "اليوم" هل هناك ممارسات سلبية ترتكب في حق الايتام في الدور سلوكيا او فكريا او حتى مجرد كلمة يتيم كنوع من التنقيص او الدونية داخل المركز او خارجه؟!.
نفت لطيفة التميمي ذلك حيث قالت: بالنسبة للنظرة الدونية وما تمثله من اعتداء على اليتيم او من شعور سلبي تجاهه فلا اتصور انها موجودة في مجتمعنا وما تكون في اي مجتمع مسلم، فالمجتمع المسلم يستمد شعوره من الشريعة، والشريعة بها 23 آية بالقرآن تذكر اليتيم، فهل معقول ان نقرأ هذه الآيات ويكون عندنا اي شعور سلبي جهة اليتيم، بالعكس نحن احيانا نشكو من التعاطف الزائد مع اليتيم اكثر من القسوة، وما سجلنا عندنا اي حالة وقع فيها اي اعتداء او ظلم على اليتيم وما سبق ان سجلنا في سجلاتنا وانا لي خمس وعشرون سنة في الوزارة لم أر اي حالة ظلم وقعت على يتيم من الايتام.
واشار عبدالرحمن المقبل الى اهمية الحذر من عملية العطف على اليتيم بالشكل الذي قد يجعل هذا العطف وتلك الشفقة تدخل في الضد فلا نصبغ تعاملنا مع اليتيم بصبغة فيها نوع من الشفقة لان ذلك ربما يجعله يتخلق بسلوكيات او بنوع من العصيان او التمرد والجحود والنكران بما نقدمه.
واتمنى ان يربى اليتيم مثلما يربى بما حلل الشرع، ولان عاطفتنا تجاه هؤلاء الايتام تفوق المعقول فيجب ان نربط هذه العاطفة بما هو موجود في عواطف الاسر الطبيعية.
اليتيم خارج الدور
@ "اليوم" هل هناك ممارسات سلبية على الايتام خارج الدور؟
عقب سالم الدوسري بالقول.. حقيقة ما مر علي ولكنى ارى اطفالا غير ايتام معرضين اكثر لتلك الممارسات السلبية.
وعقب الشيخ عادل عبدالقادر فقال: بالنسبة للظلم الذي يتعرض له الايتام، فنحن كائمة مساجد نجده ونلاحظه فمثلا خلال الشهرين الماضيين كان هناك بنت وولد يتيمان وتعرضا في الحقيقة بعد وفاة ابيهما لظلم الاخ الاكبر خاصة ان والده توفي في حادث وسيأتيه من وراء ذلك اموال، فكان يريد ان ينفرد بالاموال.
وفي محيط الاسر نجد احيانا يتيما لم يضطر الى ان يذهب الى الدور ولكن يتعرض عمه او خاله او من اؤتمن عليه لماله ويطمع فيه وفي المحاكم الله يعلم كما عدد هذه القضايا.
كذلك هناك على النقيض نماذج مشرفة فنحن نعرف يتيما توفي والده وتم احتضان امواله وتم استثمارها غير ان هذه النماذج قليلة وذلك يرجع لضعف الايمان وعدم الالمام بما نزل في القرآن من حقوق اليتامى. وبالنسبة للنقطة التي تحدثتم عنها بخصوص كفالة الايتام في الخارج فقد تقدم لي اكثر من فاعل خير ويريد ان يكفل ايتاما داخل البلد فلا نجد.. فاذا ذهبت الى جمعية خيرية واردت ان تكفل يتيما سعوديا لابد ان تنتظر اربعة شهور او خمسة حتى يأتي يتيم، وفي السنة يأتي خمسون او ستون فاعل خير. فانا اعرف احد الاثرياء كافل مدى الحياة تقريبا خمسة عشر يتيما، وهناك ناس كثيرون يريدون ان يكفلوا ايتاما وهناك من يريدون ان يكفلوا داخل السعودية لكنهم لا يجدون.
واحد ائمة المساجد اتيت اليه وقال عندي مشروع كفالة ايتام والسنة كفلنا اثنين وانا بلغت جماعتي وكفلنا اثنين ارادوا ان يكفلوا آخرين داخل السعودية فما وجدنا فقلت هذا الزمن المبارك وكفلنا في فلسطين مع الاستمرار في البحث عن سعوديين.
هؤلاء ائمة المساجد فانا مع جماعة المصلين نفقد اناسا عندنا في المسجد.. حوادث.. امراض.. فاسال عن اولاده عن بناته هل في راعي فالمسجد من اهم عوامل اصلاح المجتمع والمحافظة عليه من الانحراف فاهمال دور المسجد او اهمال ائمة المساجد يحط من المجتمع ولذلك تكثر الفتن لقلة التنبيه ولقلة الاحاطة بالمشاكل الصغيرة.
الحد الزمني
واوضح عبدالرحمن المقبل المدى الزمني لليتم حيث قال: نحن لابد ان نحدد الى متى يبقى اليتيم يتيما، فنحن نربط اليتيم بالبلوغ فبعد البلوغ ما عاد يطلق عليه يتيم، فلذلك في هذه المرحلة نحن كنا نتكلم كيف نفعل دور المجتمع حيال اليتيم كوسائل الاعلام ودور المدرسة ودور المسجد. كذلك دور العمدة هام جدا ويجب ان يفعل دوره فاذا اخذ جميع ما يحتاجه من الخدمات المساندة التي تعينه للقيام بدوره في الحي لانه العين الناظرة وباستطاعته ان يعرف من هم الايتام بذلك الحي.
البحث عن اليتيم
@ "اليوم" ماهي وسائل البحث عن اليتيم.. وما دور المسجد ودور المدرسة؟
اكد عبدالرحمن المقبل ان هناك معاناة في البحث عن يتيم سعودي فهذا يتوافق وينسجم مع ما ذكرته الاخت لطيفة فيظل دورنا كجهات مؤسسية ان ندخل الى المجتمع ونقول اين اليتيم، لان ما كل اسرة ترغب ان تقول عن اليتيم الذي عندها.. وبعدين نحن نتكلم عن اليتيم وعندنا ذوو الظروف الخاصة ومجهول الابوين. ثم فعلا انه يؤكد كما افتت اللجنة الدائمة هذا احق من غيره لان اليتيم قد يكون له عم او خال او جد ومعروفون.
لكن هذا هو الذي يعتبر في امس الحاجة لمن يرعاه وهذا هو ما يمثل حقيقة من خلال الفعاليات التي تقدم في المهرجانات، ومن خلال الرسالة انا متأكد انه لو تتم زيارة هذه المراكز والمؤسسات لوجدوا فيها خيرا كثيرا.
فانت كوسيلة اعلامية تستطيع ان تنقل رسالة الى المجتمع.
فانا احاول منذ فترة طويلة ان اقنع زوجتي بكفالة يتيم ولكنها غير مقتنعة وتقول انا يادوب الاحق على من عندي، ولكن عندما منحتها كتابا والكتاب يعد رسالة كذلك وقرأت فيه عن فضل كفالة اليتيم تغير رأيها حيث ذكر في القرآن اليتيم في 23 آية وهذا الذي يرغب.
الظلم والقهر
ورأت فاطمة عسيري ان اهم مظاهر الظلم والقهر التي يعاني منها احيانا الطفل ذو الظروف الخاصة في الدور الاجتماعية تأتي من المجتمع المتدخل شريحة منها بالمدرسة للبند والرفض لانه ابن الدار ويوضع دائما تحت المجهر ويوصم بعارانه غير شرعي بمجرد معرفتهم لاسمه الخالي من النسب، ويبدأ التعامل معه بشكل مختلف سواء كان من اقرانه بنفس بيئة المدرسة او احيانا من المعلمات خاصة عند صدور اي مشكلة من هذا الطفل اليتيم.. وذلك اول ظلم نحن نلاحظه في المجتمع المدرسي، واحب ان اتطرق لاهم الاضطرابات والمظاهر التي تحتل حيزا كبيرا في نفوس معظم الايتام احددها في نقاط بسيطة وهي:
@ احساسه بعدم الانتماء للمكان.
@ احساسه بعدم الامان.. الامن النفسي
@ يعاني اضطرابات عاطفية وعدم استقرار عاطفي وانفعالي
عنده صراعات داخلية وتظهر على شكل قلق وتوتر تظهر في السلوكيات داخل المدرسة او المجتمع الخارجي ككل مثل تشتت في الانتباه وعدم القدرة على التركيز.
سلوك عدواني على اقرانه داخل المدرسة او في محيط الفصل بالاضافة الى ذلك نجد عنده صعوبات في التكيف مع الآخرين سواء في البيت او في المدرسة، وذلك طبعا لافتقاده الجو الاسري الطبيعي، وهنا يظهر حقده وغضبه على اسرته واخوانه الحاليين الموجودين بنطاق والاسرة أو زملائه واقرانه في المدرسة كأن يقول انكم انتم حرمتموني من والدي الحقيقيين فهذا تنفيس يظهر على المجتمع الخارجي فتظهر هذه التصرفات وهذه السلوكيات وهذا بدون قصد منه طبعا، ونتيجة لقلقه وتوتره فهو يتصرف هذه التصرفات.. ايضا هناك شىء اخر هو انه يبدأ حالات رفض وعدم استجابة للسلطة وتعليماته سواء كانت في المدرسة او داخل الدار، وهناك ايضا ما نلاحظه على هذا اليتيم وهو شعوره بالنقص وعنده عدم ثقة بالنفس نتيجة مشاعر خوف وقلق من المجهول نتيجة لشعورهم الاساسي بعدم الامن وهذا طبعا عائد للاشياء التي حصلت اثناء فترة الحمل بالاضافة الى فترة الميلاد بالاضافة الى هذا كله ينفصل من بيئة لاخرى من بيئة لمستشفى او من بيئة كان في حضن امه مثلا التي تكون حملت في الطفل بطريقة غير شرعية، والتنقل من بيئة المستشفى لبيئة الدار والدار بها تغيرات مختلفة بالبيئة المحيطة طبعا.
وتطرقت ايمان الفرشوطي الى ضرورة التأهيل النفسي بداية نحن نحب دائما ان نغرس القيم والمبادىء وتقدير الذات عند هؤلاء الاطفال، هذا اول ما نغرسه فيهم حتى يتصفوا بالكفاءة والفاعلية ونحس انه عضو فعال..
وبالنسبة لمركز الامير سلطان فهو امتداد لدار الحضانة الاجتماعية بالدمام.. فالطفل من سن شهر الى سن ست سنوات او سبع سنوات يبقى في دار حضانة، ثم ينتقل بعد ذلك الى مركز الامير سلطان تربية اجتماعية قسم الاطفال، وبعد سن الثالثة عشرة ينتقل الى قسم الشباب ونحن نتكلم عن الايتام بصفة عامة فتقريبا مشاكلهم موحدة في كل الدور فعندما نغرس قيم تقدير الذات عند الاطفال فان ذلك يشعرهم بالكفاءة والفاعلية وتقدير نفسه واحترامه لذاته، لان الدراسات اثبتت ان الطفل الذي يكون عنده تقييم ذاتي وايجابي يكون عادة متفائلا ويتطلع الى التطور والتحسن، ويحسن من نفسه كثيرا او يسعى لتقييم نفسه من مختلف الجوانب.
وهذا التأهيل لابد ان يبدأ اولا في الدور اما التأهيل الاجتماعي، فهو زرع حب المحيطين فيه سواء داخل المؤسسة او خارجها وكيفية التعامل معهم.
داخل المؤسسة هو حبه لاخوانه وكيف يتعامل معهم، حب الموظفات له واحترامهن وتقديرهن، يعرف هذه المسئولة ويعرف في تدرج الهرم الوظيفي هذه امه.. هذه ابلته.. وداخل المدرسة لابد ان يحب اخواته ويجب ابعاده عن الاحساس بانه شاذ او ا نطوائي فيجب ان يحب من حوله ويحترم مدرسيه ويحترم مدير المدرسة مما يجعل المشاكل قليلة الحدوث وذلك لاننا ننمي فيهم حب الآخرين.
رجال الاعمال
@ "اليوم" ماهو الدور المنتظر من رجال الاعمال بالمنطقة للايتام؟
قال خالد الملا: العطاء متواصل لكن نرجو المزيد منها ان شاء الله.. فالمطلوب منهم امور كثيرة.
ونحن نرى ان العديد من المؤسسات تقدم العديد من الخدمات للأيتام، فليست فقط المؤسسات التابعة للادارة او تحت الاشراف المباشر للوكالة فكثير من الجهات تقدم خدمات للايتام سواء ايوائية او كذلك المساعدات المادية فهناك امثلة للجمعيات مثل جمعية الشيخة فهي تقدم خدمات كثيرة للايتام من حيث التجهيز مثل كسوة العيد.. الحقيبة المدرسية، وكذلك من حيث المتابعة داخل اسرهم او اقاربهم.
فمطلوب من رجال الاعمال الدعم المادي لمثل هذه الجمعيات، وكذلك التواصل مع دور الرعاية او دور التربية وزيارات معنوية يشعر بها الايتام داخل هذه الدور ونحن لا نريد ان يقتصر التواصل مع الايتام على شرائح معينة وما نتمناه ان يكون التواصل من جميع الشرائح بمن فيهم رجال الاعمال.
ورجال الاعمال خلال زيارتهم لهذه الدور سوف يقفون كذلك على مدى الاحتياجات الفعلية للدور مما يفتح لهم المجال للاسهام فيه فتتضافر الجهود بين الخدمات التي تقدمها الدولة الى جانب ما يقدمه رجال الاعمال، ولعل في تواصلهم ما يفتح المجال امامهم لما يمكن ان يساهموا فيه.
فزيارتهم هذه وتقديمهم هدية يكون له اثر معنوي كبير داخل الدار وخارجها فالمجال مفتوح امامهم والوزارة حقيقة تفتح الباب لهم وتشجع مساهماتهم.
الأسر البديلة
@ "اليوم" هل هناك برامج لاعداد الاسر البديلة وما مدى اتاحة المجال للاسر المنضمة اليه؟
قالت لطيفة التميمي: يتم اعداد الاسر البديلة للاحتضان ابتداء من تقديم الطلب حيث ندون جميع المعلومات والتوجيهات التي تحتاجها لتوجيه الطفل كما نعطي الاسرة فترة بين اسبوعين الى شهر قبل احتضان الطفل لاستضافته والتعرف عليه وليتعرف بها ولاعداد الطرفين نفسيا للعيش معا مع الزيارات المتكررة والاتصالات الدائمة للاطمئنان على وضع الطفل والاسرة فاذا سارت الامور كما ينبغي لها فتحنا المعاملة رسميا لتصبح الاسرة هي المسؤولة مسؤولية تامة عن هذا الطفل لا يفرق بينهما الا الموت.
تكامل
واشار الشيخ عادل انهم لم يجدوا ايتاما ليتم كفالتهم وبذلك يتم كفالة الايتام بالخارج.. فلماذا لا يتم التنسيق بين الائمة في المساجد ودور الحضانة ومركز الامير سلطان بهذا الخصوص فبدلا من التكفل بواحد من خارج المملكة، فاولاد البلد اولى بهذا الشيء؟
في رده قال خالد الملا.. والله هذا الشيء هو ما يجب ان يكون ونحن نرجو ان اي افراد في حاجة للمساعدة وغير مسجلين بالدور او في الجمعيات ان نتمكن من الوصول اليهم وايصالهم بالناس الذين يرغبون في المساعدة.
وتمنى عبدالرحمن المقبل التركيز على دور رجال الاعمال من خلال مراكز الاحياء فهي مهمة جدا في استقطاب كافة شرائح المجتمع بمن فيهم ذوو الظروف الخاصة ومجهولو النسب، فالتركيز يجب ان يكون على هذه المراكز لانها قنوات تواصل بين كافة شرائح المجتمع، وهذا هو حقيقة ما يفتقده اللقيط ويفتقد الحنان الاسري وايضا هناك ما يعانيه تجاه الاسم.
وهناك اجتهادات من الوزارة في كيفية معالجة هذا الامر حتى لا يصبح الاسم مشكلة لذوي الظروف الخاصة حتى عندما يندمج بالمجتمع الخارجي فهو الامر الذي يبدأ به المعاناة، عندها يعرف انه قد يؤذي من بعض اقرانه في المدرسة او في المجتمع المحيط، واليوم هناك جهود تبذل لتخفيف هذه المعاناة، فالاسم وافتقاد الحنان الاسري هي من اهم معاناتهم.
مشروع كفالة اليتيم
@ مشروع اليتيم وكيفية موافاته للمأمول منه؟
قال الشيخ عادل.. انا ارى ان كفالة اليتيم تواجه مشكلة كبيرة تتمثل في ان لكل جمعية خيرية في المملكة نظاما خاصا مما ينتج عنه تباين في مخرجات هذه الكفالة، والايواء المادي والرعاية المادية هذه الكل يتعامل معها وينفق في سبيلها، ولكن ينقص الايواء المعنوي.
فالرسول صلى الله عليه وسلم كان عمه (حمزة) بجانبه يدافع عنه جنبا الى جنب حتى استشهد في احد، ولهذا فنحن نريد كفالة الايتام في هذا الزمن في اطار موحد، وفي اطار منسق مدروس ليس ارتجاليا فالآن المؤسسة الخيرية تطبع الاستمارة اجتهاد.. جلسة.. لجنة.. انتهى العمل، فالنقود تغدق على هذه المؤسسات من اجل اعاشة هؤلاء الايتام.
واكد العبدالقادر ان ما يقدم يغيب عنه الجانب الحسي والتفكير داخل مجتمعنا.. فالمخرجات عندنا صراحة في معظمها وليس تشاؤما نراها رجلا يلبس احسن الثياب، تراه في المدرسة عنده افضل الادوات المكتبية المراكز كذلك عندهم رعاية كاملة وحفلات المتفوقين يعمل لهم حفل مع الطلاب العاديين كذلك الرحلات الداخلية في المدن، وهذه لمسات، ولكن نتمنى لمسات اكثر. نريد اطارا موحدا في تأهيل اليتيم اجتماعيا ونفسيا وتدريبه على الانخراط في المجتمع من خلال الدورات، الامر الذي نجده للاسوياء للاسف اكثر بكثير.. دورة كيف تتعامل مع ابنائك.. دورة للآباء.. دورة للامهات كيف تتعامل مع زوجها وحديثي الزواج، ونحن تحتاج دورات للايتام وهذا الكلام موجه لمراكز التدريب فصقل قدرات هذه هام فهم يحتاجون لحياة تدريبية من خلال مراكز الاحياء.
وفيما يتعلق باحتياج ذوي الظروف الخاصة من رجال الاعمال فيجب ان تكون النظرة فيها شيء من الشمولية بالنسبة للاحتياج، فهناك ما يعنى بتوظيفهم اى اتاحة فرص التوظيف بالنسبة لهم، فربما يحل الكثير من المشاكل وسوف يساعد على اعتمادهم على انفسهم وشق طريقهم للحياة هناك.
طبعا مابعد الثمانية عشرة والعشرين فان هذه الشريحة يجب ان تتاح لهم فرصة العمل لمن لا يستطيع مواصلة الدراسة وهذا الجانب له الاولوية في ذلك، واشار العبدالقادر الى المشكلة التي تواجه بعض حالات الاحتضان فعندما نطلب الاحتضان في سن الرضاعة ما نطلبها في سن تجاوز السنتين.. نبغي لهذا اليتيم محارم فعندما تجد كل امرأة كانت تحتضنه وبعد فترة يجدها تتحجب عنه. فهنا يصطدم مع موقف اجتماعي، كذلك عند خروجه للمجتمع يجد اسمه.. عبدالعزيز.. عبدالكريم وتصير هذه مشكلة له.. ويصبح من يقول له في المدرسة انت ابن كذا.. لانه كيف انت اسمك كده كده.. لأن ما عندهم شىء هنا المشكلة.
واوضح المقبل ان الحاضنة غير المرضعة تسبب مشكلة فعندما يبلغ هذا الطفل يذهب للسلام عليها يجدها تحجبت عنه فيعاني وما يستطيع ان تتفاعل معه، فطبعا يكون لها زوج والمجتمع ما يتيح لها ان تتكشف عليه، وبالتالي نوجد مشكلة وليس هناك حل الا عن طريق الاحتضان بالرضاعة فمهما اوجدنا من حلول اذا لم احتضن هذا بشكل كامل ووجد من يرعاه ومن يكون له محرم، انا بعيني لما بتتطلع لايتام في مركز نجد ان الصبي عمره 14 عاما يحمل طفلا صغيرا عمره عامان يضعه على الالعاب لانه يشبع رغبة هذا الطفل المسكين وهذا لن يتحقق الا من خلال الاحتضان في الاسر.
ونحن ما كان عندنا احتضان من الاسر وكان قليلا جدا، ولما اقيم المهرجان الاول في الرياض، ومن خلال هذه الفعالية كان خلال يومين قد تقدم 65 شخصا مطالبين بالاحتضان، واصبحت هناك قوائم انتظار ونحن نحرص ان تكون الاسرة المحتضنة مناسبة وملائمة ومقاربة لشكل الطفل حتى لا يكون هناك فوارق كبيرة بحيث ينسجم معهم ويتواجد في حياتهم بشكل طبيعي جدا.
زواج الايتام
@ "اليوم".. سجل الاستاذ عبدالرحمن فكرة زواج الايتام من بعضهم بحيث يستطيع الاثنان ان يكونا اسرة فكيف تعلق على هذا المشروع؟
قال الشيخ عادل.. هذا المشروع ناجح فهو لا يجعل ايا من الطرفين يغلو في نفسه بسبب الفارق. انا اخذتك يتيمة..او انت تربيت بدار ايتام فيحصل التوافق بين الزوجين في كل شيء.. في التفكير .. في الناحية النفسية في الظروف.. فهذا يخلق اسرة تعتمد على نفسها وتتحمل ظرفها وتتحمل اسباب وجودها في المجتمع سواء اكانوا لقطاء.. او كانوا ايتاما، طبعا لا نقصد بالايتام هنا الذين لهم اسر.
كذلك فان اسم لقطاء يجب ان نغيره ويطلق عليهم ذوو الظروف الخاصة بالفعل لان لهم ظروفهم الخاصة.
سؤال.. اصحاب الظروف الخاصة هل يمكن عمليا ادخالهم ضمن تربية او استغلال مالدينا من مشكلة العوانس اذ لدينا نسبة عنوسة عالية فذلك فيه تفعيل دور العوانس ويكون فيه الاحتضان ايضا؟
تحدث الشيخ عادل وقال.. جاءت مداخلة الاخ عبدالرحمن عن الاحتضان وهو برنامج نشجع عليه، فالاحتضان يحقق انعكاسات طيبة نفسية فكون الطفل يعيش في وسط جو اسري ينعم بوجود اخوة كما ان وجود حاضنة مرضعة اثناء الاحتضان حتى ترضع هذا اليتيم ويصبح ابنها ويحلل وجوده بينهم حتى في الكبر وهذه نقطة مهمة جدا لانه في الحقيقة يعني الاحتضان الكامل.. وذلك حتى يتم احتضانه وعندما يكبر في السن يجد انه غير حلال على اخوته وترجع هذه الاسرة على ايداعه بالدار.
وتصبح المشكلة له اكبر بكثير مما لو نشأ في الدار وقد تمت مراعاة ذلك من خلال برنامج الاحتضان، وكذلك فان موضوع الاسم يشعرهم بالحرج خاصة ان الاسم المفتوح فيه نوع من التعرف عليهم من خلاله، وبالتالي ومن الاسف ان هناك البعض يلمزون بالبصر، وهذا الامر الخاص بالاسم ربما ينظر فيه مستقبلا من قبل الجهات. وهناك امور شرعية ما يجب تخطيها، وفيما يتعلق بالزواج فهناك برنامج وهناك دعم حتى الآن وفيه تشجيع لزواجهم عندما يكبرون ويحظون بمساعدة من الوزارة، وموضوع الزواج يفضل ان يكون من مثيلة بحيث ان يكون هناك توافق، وبالنسبة للعمل عندما يكبر ويتخطى العشرين وقد يتعثر بدراسته فيخرج يبحث عن العمل فانه قد لا يجده والحقيقة ان هذا قد يفاقم من المشكلة فيجب اتاحة فرص العمل لهم واعطاؤهم الاولوية، لان مثل هذا يعتبر مساندة لهم ووقوفا الى جانبهم في هذه المرحلة العمرية الحرجة وهذه تعتبر بداية حياتهم العملية فهم ربما داخل الدور لا يشعرون بها حيث حاجتهم ملباة لكن الى متى.. يجب ان يكون هناك سن محددة.. بعدها يعتمد على نفسه.
البيئة السليمة
@ "اليوم" هل عملية وجود الايتام في المركز البيئة السليمة لتنشئة اليتيم ام يجب علينا ان نفتح المجال بحيث يدخل مدارس التعليم العام يمارس حياته بشكل طبيعي ينخرط في الحياة منذ الصغر ام ان الافضل هو الوضع الحالي؟
قال الدوسري.. وجود الايتام واللقطاء على حد سواء عندنا يحتاج الى اعادة نظر فهم يعانون نظرة المجتمع لانهم ينبذون، فمثلا المدرس لا يعرف ان داخل فصله اثنان او ثلاثة الا ويشعر ان الفوضى ستعم لان هؤلاء ليس لهم مرجع.. فمن الممكن ان يشكو للوالد اذا ما شاغب ابنه اما هؤلاء فلمن يشكو.. فالمشرف او القائم على الدار او المؤسسة ليس لهم اليد الطولى او يضربون بيد من حديد.. هؤلاء الايتام لهم ظروفهم.
طموح المهرجان
@ "اليوم" نحن على اعتاب المهرجان ماذا تتمنون ان يحقق هذا المهرجان القادم وماذا ينقص دور الايتام والمكاتب الاشرافية لتطوير العمل لخدمة الايتام؟
قال عبدالرحمن المقبل.. الحقيقة المهرجان اعتبره بمثابة رسالة الى كل اسرة لحثها على الاحتضان لما في الاحتضان من خير كثير.. فالاحتضان سيعالج الكثير من الامور من ضمنها معاناة الايتام في المدارس.. معاناتهم في المجتمع معاناتهم مع انفسهم، من ناحية الثقة بالنفس من ناحية الانتماء للآخرين، من ناحية حصولهم على ما يحتاجون في اللحاق بالوظائف والتدرج في التعليم كذلك تعرف ان الانسان اجتماعي بطبعه وهذا اليتيم اذا ما وجد له اختا واخا وعما وخالا لا يمكن ان يشعر بالامن النفسي والارتياح طالما انه يظل على ماهو عليه من مجرد يتيم يستقبل الخدمة ويحظى بالرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية، ولكن مهما كان هناك من الرعاية والاحتضان داخل هذه المؤسسات سواء مؤسساتنا او خارجها، فاذا فعل دور الاحتضان بالشكل الذي يجعل لليتيم محارم، فيظل مبتورا وهذا ما تسعى الوزارة لتفعيله لانه البحث عن الامن النفسي لهؤلاء الايتام وينقصنا حقيقة كيف نوصل رسالة اليتيم وكيف نوصل رسالة المسئول الى المجتمع بالوسائل التي من اهمها الاعلام.. لانه كلما استطعت ان تصل الى كثير من الاسر فمثلا زوجتي اصبح لها قناعة 90% انها تريد ان تحتضن طفلا من خلال اطلاعها على كتيب كفالة اليتيم.
فهذا ان شاء الله سيكون من خلال فعاليات المهرجان، وهناك دور آخر للمهرجان، وهو تطوير واثراء خبرات المتعاملين مع الايتام، لكن الهدف الاساسي هو ايصال الرسالة للاسر لتقوم بالاحتضان.
وتمنى الشيخ عادل.. على المهرجان ان يصل في نتائجه الى قناعات عند الناس بأهمية الرعاية للايتام من حيث الثواب المترتب عليه واتمنى كذلك ان يظهر من خلال المهرجان الايجابية من خلال الالفاظ والتأدب خاصة مع اليتيم واتمنى ان يعرف الجميع ان اليتيم له حقوق المسلم كاملة فلا يعامل اليتيم غير معاملة اخيه العادي، وقد يرى البعض ان اليتيم له ظروفه الخاصة وتكون الشفقة عليه زائدة ويغدق عليه المال، لكن نحن نريد ان نشعر بان هذا اخوك وتساعده فعلا عندما تعطيه الصبغة الاخوية كما حث على ذلك ديننا الحنيف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.