لو أن القيادة في وقت من الأوقات كانت تعني العضلات، فهي اليوم تعني التعايش مع الناس، فهل يمكن أن تكون قائدًا بمعايير عالية مدفوعًا بالنتائج، بينما تبني في نفس الوقت فريقًا متفاعلًا، ويكون العمل معه ممتعًا؟ يبدو أنّ إجادة الأمرين معًا ليست فقط ممكنة، لكن هذا النوع من القادة قليل جدًا ويمتلكون ست مهارات تمكّنهم من تقديم أداء على مستوى أعلى بكثير من مستوى أولئك الذين يفتقرون لهذه المهارات: 1 وضوح التوجه الإستراتيجي: لأن التعامل مع الأشخاص عندما يكونون في حيرة أو ارتباك يستولي عليهم سريعًا شعور من عدم الرضا. 2 الإلهام والتحفيز: عندما تكون لدى القادة القدرة على الدفع نحو النتائج، ويكونون قادرين في نفس الوقت على إلهام الآخرين لتقديم جهد وأداء أعلى، تكون فرصهم في تحقيق النتائج أكبر بكثير، والإلهام يُطلق العنان للطاقة الكامنة في الأفراد لتقديم أفضل ما لديهم، والقادة الذين ينجحون في خلق بيئة عمل إيجابية هم الذين يتمكنون من غرس الولاء والالتزام والشغف والحماس لدى أعضاء الفريق. 3 مرونة الأهداف: مشاركة الأهداف وتقبّلها من أعضاء الفريق كفيلان بما يجعل الآخرين يعملون بجد، كما يرفع سقف الأداء، وعندما يتعاون الفريق في وضع الأهداف المرنة ستحصل أمور عجيبة؛ إذ يصبح العمل مرحًا وينخرط الجميع فيه، ويحس الأفراد بقيمتهم وكفاءتهم. 4 الثقة: فالقائد الموثوق به لا يكون موضعًا للشك، ويتمتع القادة بثقة الآخرين؛ لأنهم يترجمون الأقوال إلى أفعال، ولا يطالبون أبدًا أعضاء فريقهم بفعل شيء هم أنفسهم غير مستعدين للقيام به. 5 تطوير الآخرين: لأن الأفراد الأفضل تدريبًا هم أكثر إنتاجية بكثير، ومعظم الناس يريدون فرصة لاكتساب مهارات وكفاءات جديدة، لهذا يُنظر بإيجابية أكثر للقادة الذين يركزون على مساعدة أفراد فريقهم كي يتطوروا. كما أنّ لتطوير الآخرين تأثيرًا مضاعفًا من حيث رفع الأداء وخلق ثقافة مرحة وتفاعلية، وتجذب هذه البيئة أيضًا المزيد من الناس للعمل فيها. 6 تقبّل الآراء: فعندما يطلب القائد النصيحة فإن زملاءه لن يقفوا متفرجين إذا شاهدوه يرتكب الخطأ، ويحظى القادة الذين يطلبون آراء الآخرين، ويعملون على إدخال تحسينات باحترام كبير، كما أنّ تقبّلهم للآراء يجعلهم قدوة للجميع. ويُعتبر امتلاك القدرة على الدفع نحو النتائج وتوظيف مهارات ممتازة في التعامل مع الأشخاص مزيجًا قويًا له تأثير درامي على فعالية المدير.