الاستعراض والمهايط لا حدود له عند البعض وربما يصل إلى أن يفقد الإنسان لا قدر الله حياته أو يتعرض لإصابة تؤثر عليه بقية عمره، ولدينا الكثير من الشواهد على ذلك مثل الاستعراض بالسيارات والتفحيط الذي أودى بحياة الكثيرين سواء من الممارسين لهذه الجريمة أو من المتفرجين -وقانا الله وإياكم شرورها- بسبب حب الاستعراض أمام الناس والظهور بمظهر البطل، أيضا أوقات هطول الأمطار والسيول نجد فئة من الناس ترغب في إظهار بطولاتهم الغبية من خلال العبور داخل الأودية التي ترعد بالسيول المميتة أو مجاراة الماء والتسابق معه أو السباحة داخل السدود فيما يقوم أقرانهم بالتصوير والتوثيق لبث هذه الحماقات على وسائل التواصل الاجتماعي، وتكمن المشكلة في أن هناك آخرين يتعرضون لمخاطر بسبب هؤلاء في محاولة لإنقاذ حياتهم مثل رجال الدفاع المدني أو أحد المتجمهرين الذين تدفعهم النخوة والشهامة لإنقاذهم. المهايط كما جاء في كتاب لسان العرب لابن منظور هو: الصياح والجلبة بمعنى رفع الصوت والصياح من قبل بعض الأشخاص لكي يلفتوا نظر الآخرين والقيام بتصرفات تجذب الانتباه وهو ما يتفق مع تصرفات أغلب المهايطية، وفي كل زمن يظهر شكل جديد من هؤلاء الذين يعانون من النقص ولا يجدون الرادع لهم، بدءا من الوالدين الذين ربما ساهموا في ذلك بتدليلهم الزائد ومن ثم المجتمع الذي تجد فئة غير قليلة من أفراده تساهم في دعمهم وتشجيعهم. الاستعراض الزائد والفشخرة التي لا تضر إلا صاحبها ربما نقول عنها كما يقول المثل (من بغا الدح لا يقول أح) مثل المبالغة في تكاليف الزواج وجلب أغلى الفنانين والصرف ببذخ أو الاستدانة من أجل السفر وغيرها، فهذه جميعا لا تضر إلا صاحبها وهو يتحمل ما يحصل له، أما الاستعراض المتعلق بالآخرين ويؤثر عليهم فهذا يجب أن تشدد عليه أقسى العقوبات. انتشر مؤخرا نوع من المهايط وهو تربية الحيوانات المفترسة واقتناؤها في المنازل والاستراحات مثل النمور والفهود والضباع، وقس على ذلك بقية الأنواع في تطور خطير يؤكد ضرورة التعامل مع هذه المشكلة بحزم وقوة حتى لا تتحول إلى ظاهرة تنتشر في المجتمع، حيث يلجأ هؤلاء إلى الخروج في شوارع الحارات بحيواناتهم وإخافة المارة أو إطلاقها على زملائهم كنوع من المداعبة وهو يضحك بملء شدقيه على صديقه الذي يتملكه الرعب، والخطير في الأمر أنه ربما ينطلق هذا الحيوان من مخبئه ويفترس -لا قدر الله- أحد المارة أو الحضور في الموقع، وقد نبهني أحد الزملاء إلى نقطة خطيرة أنه ربما تتحول هذه الحيوانات إلى أداة قتل متعمدة من خلال إطلاقها على الضحية والتظاهر بعد ذلك أنه قضاء وقدر، ولذلك يجب أن تكون هناك عقوبات مغلظة لمن يجلب هذه الأنواع من الحيوانات داخل الأحياء أو من يرغب في تربيتها دون تصريح، في دولة الإمارات يعاقب من يقتني حيوانا خطرا ويسبب الرعب للمارة بالحبس مدة تصل إلى سبع سنوات وغرامة لا تقل عن 100 ألف درهم.. أتمنى تفعيلها.