ما إن بدأ العام الدراسي الجديد حتى توالت حوادث المعلمات، فقلما يمر أسبوع دون أن نسمع أو نقرأ عن وقوع حوادث للمعلمات اللاتي يسلكن طرق الموت فيقطعن مئات الكيلومترات ذهاباً وإياباً لمدارسهن في القرى النائية ويودعن أبناءهن يومياً خشية عدم العودة. فإلى متى تستمر هذه المناظر المأساوية التي تعتصر القلب ألماً وحزناً وتبكي العين؟ وإلى متى هذه الدماء الزكية تروي الطرق البرية في مناطق المملكة المترامية الأطراف؟ والتي اختلطت بتراب الوطن فتناثرت أشلاؤهن مع دفاتر التحضير والكتب الدراسية هنا وهناك. وفي الجانب الآخر للمأساة نرى الأطفال اليتامى الذين ينتظرون عودة أمهاتهم من طرق الموت ولكن هيهات أن يعدن. قال الشاعر: كل ذي غيبة يؤوب وغائب الموت لا يؤوب وكذلك الزوج والأهل الذين يتجرعون ألم الفقد. إذا أردنا أن نعرف نسبة الحوادث في مناطق المملكة فهناك أسباب رئيسة لحوادث نقل المعلمات: 1. السرعة 2. إهمال فحص الإطارات 3. عدم انتباه السائق أحيانا للطريق. وأنا من هذا المنبر أطلق صرخة استغاثة مدوية للجهات المختصة (وزير التعليم، وزير النقل، الدفاع المدني) للحد من نزيف الدماء وهدر الأرواح. وبما أن عدم انتباه السائق يعتبر أعلى نسبة مسببة للحوادث فلماذا لا يخصص لهؤلاء المعلمات نقل خاص بهن بواسطة شركات عالمية تستثمر بهذا المجال فتوفر حافلات حديثة وآمنة وبها جميع وسائل الراحة واشتراطات السلامة بالإضافة إلى قائدي المركبات الحاصلين على أعلى مستوى تدريب على القيادة. من خلال برنامج إلكتروني تسجل فيه المعلمات بياناتهن. كما أن هذه الحافلات متصلة اتصالاً مباشراً بالدفاع المدني للإسراع إلى موقع الحادث لإنقاذ المصابات وفك الاحتجازات خلف أكوام الحديد. فغالباً تأخر الدفاع المدني عن موقع الحادث يضاعف الإصابات ويطبق هذا البرنامج في كل مدينة بوضع خطة سير آمنة لهؤلاء المعلمات ذهاباً وإياباً لمدارسهن مقابل أجور رمزية، وهذا أفضل بكثير من لجوء المعلمات إلى السائقين الذين يستغلون المعلمات أسوأ استغلال بأجور عالية تتجاوز ربع راتب المعلمة في سيارات متهالكة لا تستطيع تحمل المسافات الطويلة وليس لديها أدنى وسائل السلامة، أو تلجأ بعض المعلمات إلى استخدام سياراتهن الخاصة غير المهيأة لقطع المسافات الطويلة وكذلك السائق الذي غالباً ما تكون إغفاءة السائق أكبر أسباب الحوادث بالإضافة إلى الطرق البرية الوعرة وغير المهيأة في بعض المناطق التي تحتاج لصيانة دورية، ويعد انحراف المركبات على الطرق الرملية أحد أسباب الحوادث. لذا أهيب بالجهات المعنية استخدام جميع الوسائل والسبل لإيقاف نزيف الدماء وهدر الأرواح لبنات الوطن أثناء تأديتهن رسالتهن وخدمة وطنهن.