في كل يوم تنطلق بعد صلاة الفجر أعداد كبيرة من السيارات والحافلات التي تقل معلمات إلى خارج حدود المدن التي يسكنّ فيها ليذهبن للتدريس في قرى وهجر معزولة تاركين خلفهم عائلاتهن وأطفالهن، وقبل ركوب الحافلات وبداية الرحلة اليومية يودعن عائلاتهن وبداخلهن سؤال يتردد، هل ستكون هذه الرحلة الأخيرة؟، فرحلة الذهاب والعودة اليومية مليئة بالمخاطر وحوادث الطرق التي حصدت أرواح المئات من المعلمات في مختلف مناطق المملكة، وتشير إحدى الدراسات إلى أن %56 من مركبات نقل المعلمات والطالبات غير صالحة للاستخدام، و%22 منها تجاوز عمر إطاراتها الأربع الافتراضي بسنوات، فيما بلغت نسبة المركبات التي لم يجرِ لها فحص دوري %14. مسلسل نزيف الدماء وإزهاق أرواح المعلمات من خلال حوادث الطرق لايزال مستمرا، وبالأمس نزفت الدماء من جديد، وفقدنا إحدى بنات الوطن ولكن هذه المرة خارج الحدود، فقد شهد منفذ النويصيب الكويتي حادثة مأساوية لعدد من المعلمات أثناء عودتهن للمملكة بعد انتهاء فترة عملهن في المدارس التي يعملن بها داخل الكويت، فقد أدى انفجار إحدى إطارات السيارة التي تقلهن إلى حادثة مروعة أسفرت عن فصل رأس إحدى المعلمات عن جسدها وأصيبت أربع معلمات أخريات بإصابات مختلفة، هذه الحادثة وغيرها من الحوادث التي راح ضحيتها المئات من بنات الوطن جعلت الكثير من المعلمات في حالة قلق وخوف مستمر من هذه الرحلة اليومية المحفوفة بالمخاطر، وهذا الأمر سينعكس سلبا على الأداء والإنتاجية لدى الكثير من المعلمات. على المسؤولين في وزارة التربية والتعليم إيجاد حلول لهذا المسلسل الدموي رحمة بالمعلمات اللاتي يواجهن مخاطر الطرق كل يوم في سبيل تأدية رسالتهن التربوية والتعليمية، وتأمين وسائل نقل حكومية تتوفر فيها معايير السلامة المطلوبة، أو توفير سكن جماعي للمعلمات في المناطق النائية، وبدون تحرك الوزارة سيبقى نزيف الدماء مستمرا وبلا نهاية.