يطل علينا يوم الأحد القادم بمشيئة الله 23 من شهر سبتمبر، وهو ذكرى اليوم الوطني 88 للمملكة العربية السعودية، اليوم الذي يخلد ذكرى عميقة خالدة في وجدان وعقل كل مواطن سعودي، وذلك حينما توحّدت -ولله الحمد- أراضي شبه الجزيرة العربية بمناطقها وأقاليمها المتفرقة ومترامية الأطراف تحت دستور واحد على يد الملك -المغفور له بإذن الله- جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله- وذلك في عام 1932م، لتتأسس المملكة العربية السعودية الحديثة كما نراها ونعرفها اليوم، وتحوّلها إلى وحدة متكاملة في ظل تمسُّكها بعقيدة راسخة مجيدة، أساسُها كِتابُ اللهِ وسُنةَ نبيهِ صلى اللهُ عليهِ وسلم. في مثل هذا اليوم الخالد لابد أن نستشعر معنى انتمائنا للوطن خاصة في ظل قيادة آمنة تفهم شعبها، وشعب وفيّ مع قيادته، لابد أن نقف وقفة تاريخية عظيمة نتذكر فيها مراحل تطور هذا الكيان العظيم على يد أبناء آل سعود البررة -رحم الله من مات وحفظ وأطال الله في عمر الأحياء- ومَن كان معهم من أبطال أوفياء لتوحيد هذا الكيان العظيم. لابد أن نتذكر القصص البطولية التي ساهمت في رفعة وتحقيق كل هذا النجاح لوطننا من تطور ونمو وبناء للأجيال السابقة والحالية ولأجيال المستقبل الذين هم ثروة البلاد، فهي ذكرى لهم بتجديد وتعزيز الولاء والبيعة لقيادة هذا الوطن والتأكيدِ على وحدةِ الصفِ واللُحمةِ الوطنيةِ والترابطِ الاجتماعي ونبذِ كُلِ أنواع التطرف والغلو والتفرقة والخذلان والوقوف خلف قيادتنا ضد كُلِ مُحاولاتِ التشكيكِ ودعمِ كُلِ خطط التنمية وبرامجِ التطويرِ ومبادراتِ التقدمِ والازدهارِ، وتحقيق رؤية المملكة 2030 التي تمثل مرحلة جديدة من استشراف المستقبل، فهو يومُ فرحٍ بتحقيق الإنجازات واحتفالٍ بهِ وتعريف الأجيالِ الجديدةِ بأهميتهِ، وهو يومُ بهجةٍ وسرورٍ بتحقيق الوحدةِ الوطنيةِ تحت رايةٍ خالدة هي رايةُ الإسلام، وهو يوم التأكيد على المُضي لتحقيقِ المزيد من الإنجازاتِ في كافة المجالات في إطار التمسّك بثوابت ديننا الحنيف. ومع اعتبار هذا اليوم عطلة رسمية للبلاد، أتاحت حكومتنا للمواطنين والمقيمين على أرضنا الاحتفال بعدد كبير من الفعاليات الحماسية التي تقام بالمناطق والمحافظات المختلفة، وأريد التأكيد على ضرورة الالتزام بالقوانين وعدم مخالفتها أو التعدي على ممتلكات الآخرين لتزعزع استقرار البلاد، بل على النقيض من ذلك يوم 23 من سبتمبر هو يوم العمل والبناء ويوم العمل التطوعي الذي يجب أن تتذكر فيه ما مرّ بالبلاد وصولًا إلى وضعها ومكانتها الحالية. أسألُ الله أن يحفظَ خادِم الحرمينِ الشريفين ووليَ عهدهِ الأمين والشعبَ السعودي النبيل، وأن يُعيدَ علينا هذه المُناسبة التاريخيةِ وبِلادنا الغالية تنعمُ بالأمن والأمان والنصرِ والازدهار، وأن ينصر جنودنا الأبطال والمرابطين على الحد الجنوبي ورجال أمننِا الذين يذودونَ بأرواحهم لحِماية دينهم ووطنهم ويحافظون على أمن هذا الوطن.