يجد روبرتو مانشيني نفسه أمام مهمة دقيقة في لقاء اليوم الجمعة ضد ضيفه المنتخب البولندي ضمن دوري الأمم الأوروبية في كرة القدم، ويدخل مدرب المنتخب الإيطالي «رسميا» حقبة ترميم علاقة الشغف التي تجمع مواطنيه باللعبة، والتي تضررت بفعل الغياب التاريخي للمنتخب عن المونديال. في مايو الماضي، ألقيت كرة النار في حضن المدرب السابق لإنتر ميلان ومانشستر سيتي الإنجليزي. عين مديرا فنيا للأتزوري خلفا لجانبييرو فنتورا المقال بعد الفشل في بلوغ مونديال روسيا 2018، وغياب أبطال العالم أربع مرات عن النهائيات للمرة الأولى منذ عام 1958. مهمة مانشيني معقدة لأنها سهلة وصعبة في الوقت ذاته، سهلة لأن بلاده لم تبخل يوما بالمواهب الكروية التي صنعت أمجاد المنتخب أو الأندية التي دافعت عن ألوانها، وصعبة لأن الغياب عن المونديال أدخل إيطاليا في أزمة عميقة، فيها من انعدام الثقة والمخاوف، كما فيها من العثرات والمصاعب، على درب العودة الذي من المفترض أن يعبد كاملا قبل كأس أوروبا 2020. سيكون دوري الأمم المحطة الأولى أمام منتخب بولندي آت من تجربة مخيبة في المونديال الروسي شهدت خروجه من الدور الأول، وفي مجموعة تضم أيضا البرتغال التي يغيب عنها قائدها كريستيانو رونالدو. ويسعى مانشيني (53 عاما) لضخ دماء جديدة في المنتخب الأزرق، لاسيما بعد الاعتزال الدولي لمخضرمين أبرزهم حارس المرمى جانلويجي بوفون. ومهد اعتزال بوفون الطريق أمام حارس ميلان الشاب جانلويجي دوناروما (19 عاما) للحلول بدلا منه بين الخشبات الثلاث للمرمى الإيطالي. وقال دوناروما قبيل مباراة بولندا التي تقام في مدينة بولونيا: «نحن مجموعة رائعة، شابة جدا ونحن مصممون على إعادة كرة القدم الإيطالية إلى المكان الذي تستحق أن تكون فيه. هذا واجبنا». وتراجعت إيطاليا إلى المركز الحادي والعشرين في تصنيف الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، وهو أسوأ ترتيب في تاريخها.