فيما لا تزال العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران أمام طريق مسدود بسبب «عبث الأخيرة»، تعيش العلاقات القطريةالإيرانية أفضل أيامها على ما يبدو، فمسؤولو نظام الملالي لا ينقطعون عن زيارة الدوحة، وسط تأكيدات قطرية بعدم نسيان «الموقف الإيراني» الداعم ل«الإمارة الصغيرة». الانسجام «القطريالإيراني» الذي بات ملاحظاً أكثر من أي وقت مضى، كان محل انتقاد الدول الخليجية الثلاث على الأقل (السعودية، الإمارات، البحرين)، حتى أن الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب كان أهم أسبابها مشاركة الدوحة العبث الإيراني في المنطقة. ورغم محاولات أمير قطر تميم بن حمد عدم شكر إيران علانية في خطابه الذي اشتهر ب«أنه مخيب لآمال القطريين وسكان الخليج»، إلا أن رسائل الامتنان غير المباشرة لإيران كانت واضحة للمراقبين. ولم يتفاجأ الساسة في الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وقوف نظام الملالي مع الدوحة عقب إجراءات الخامس من يونيو الماضي التي جاءت بعد قطع علاقات الدول الأربع مع قطر، فالتقارب الإيرانيالقطري الذي تمثل في الأدوار الثنائية التخريبية في المنطقة، كانت إحدى أهم ركائز مآخذ الدول الأربع على الإمارة الصغيرة. وتنسجم ادعاءات وزير الدفاع القطري خالد العطية لقناة تركية حول أن قطر كانت مجبرة في المشاركة في التحالف العربي لمساندة الشرعية في اليمن (التي جاءت لكبح التمدد الإيراني ومليشياتها في «اليمن السعيد») مع علاقات الدوحة بطهران، ولم تخرج فضائح دعم الدوحة للحوثيين وتزويدهم بإحداثيات قوات التحالف، خارج مربع «التحالف القطريالإيراني» في عدد من الملفات ومنها اليمن. وكان رئيس الوزراء القطري عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني كشف عن زيارة وفد قطري رفيع المستوى لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني حسن روحاني الخميس القادم، مؤكدا أن قطر لا تنسى الدعم الإيراني. وقال رئيس الوزراء القطري، خلال لقائه رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي، إن بلاده تثمن دعم إيران لها في ظل الظروف الراهنة.