دعوني اخبركم أمرًا قد شغلني منذ فترة..؟ أنا افتقد ضحكة أمي وحكايات جدتي التي تسردها بطريقة تجعلنا ننجذب دون أن ندرك ذلك، والزيارات الخفيفة مع صديقاتي المقربات، جميع تلك الأمور اختفت أو ربما تكون موجودة لكنها لم تعد تملك تلك اللذة التي تعترينا حينما تحدث. ولست أعلم ما السبب في ذلك هل نحن أم مواقع التواصل الاجتماعي قد جعلتنا نتخلى عن كل تلك الأمور ونمشي وراءها دون وعي منا، الانستغرام وعدد الفلورز، والتويتر وعدد التغريدات، أما السناب فهو الذي جعل كل خصوصياتنا مفتوحة للجميع. لربما تلك المواقع كسرت جميع القيود وتعدت كل الحدود الجغرافية فأصبحت من الأشياء التي لايمكن الاستغناء عنها حتى وصل عند البعض درجة الإدمان. هذه التقنية سلاح ذو حدين.. إذا احسنا استخدامها في نقل الأخبار المفيدة والفيديوهات الهادفة وكتابة ما يعود علينا بالمنفعة. وقد تكون مضرة اذا فبركت الأحداث الحقيقية بالشائعات وانعدمت الخصوصية في مجتمع محافظ، بل الإفراط في استخدام هذه البرامج يؤدي الى انعزال الفرد عن عائلته. أجرت جامعة بيتسبرغ دراسة عن علاقة الاكتئاب باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وتوصلت إلى ان الذين يستخدمون مواقع التواصل لفترات طويلة هم أكثر عرضة للاصابة بالاكتئاب. وللأسف الآن أصبحت «السوشال ميديا» مصدرًا رئيسًا للقلق بسبب ما تحدثه من تأثير مماثل. احدهم كتب في حسابه على الفيس بوك «الإقلاع عن فيسبوك اصعب من الإقلاع عن التدخين». وهذا صحيح بالفعل، فقد توصل العلماء في جامعة شيكاغو إلى أن الإدمان على هذه المواقع أكثر خطرًا على الدماغ من السجائر، بل حتى من المخدرات. قبل أيام تلقيت دعوة من احدى صديقات الجامعة تخبرني انها اشتاقت إلى تلك الزيارات العفوية غير المتكلفة، وأنها في انتظار قدومي. وحينما ذهبت إلى بيتها وقبل دخولي إلى غرفة الضيوف وجدت لوحة مكتوب فيها «الرجاء وضع الهاتف في هذه السلة قبل الدخول». لا أخفيكم انه راق لي ما فعلت. يجب علينا ان ندعو إلى الوسطية في جميع أمورنا، أن نعيش اللحظة دون أن نوثقها ونجعل الجميع يشاركنا. أن نعيش الواقع بعيدًا عن التأثير الشديد والمتنامي للإعلام الرقمي. أن ننسى التويتر والانستغرام والسناب لبعض الوقت ونعود إلى عوائلنا من جديد.