توقع اقتصاديون ارتفاع الايرادات الحكومية خلال العام الجاري بنسبة تتجاوز 14%، وذلك لزيادة أسعار النفط وزيادة اسعار سلة الصادرات السعودية مع زيادة إنتاج النفط الخام، مقرونة بتنفيذ الإصلاحات التي تعمل على دعم تحول الاقتصاد بطريقة ناجحة. وأكد الخبير الاقتصادي والخبير النفطي فهد التركي عن ارتفاع سعر سلة الصادر السعودي من الخام والمنتجات المكررة بنسبة 43% خلال عام، ليصل إلى 73 دولارا للبرميل خلال الربع الثاني من العام الحالي، فيما بلغ متوسط الصادرات من النفط الخام والمنتجات المكررة 8.8 مليون برميل في اليوم خلال الربع الثاني متوقعا أن تكون إيرادات الصادرات النفطية قد بلغت 214 مليار ريال مقارنة بالربع الثاني للعام الماضي 2017 والتي بلغ حجم إيراداتها 144 مليار ريال، موضحا عن بلوغ إيرادات النفط الحكومية في النصف الأول من 2018 بنحو 298 مليار ريال وهي النسبة التي تشكل 60% من إجمالي الإيرادات المقدرة في ميزانية المملكة للعام الحالي والتي قُدرت بنحو 492 مليارا، مما يضع تفاؤل بزيادة نحو 14% في إيرادات الحكومية من النفط ليصل إلى 576 مليار ريال كنتيجة لتضافر ارتفاع اسعار سلة الصادرات السعودي مع زيادة إنتاج النفط الخام. فيما أوضح الاستاذ المشارك في جامعة الملك عبدالعزيز والخبير في اقتصاديات النفط الدكتور وحيد أبو شنب أن المملكة أخذت على عاتقها تطوير كفاءة الحقول النفطية وتزويد العالم بمصادر الطاقة وبفضل السياسة الحكيمة للقيادة في المملكة العربية السعودية، وعلى الرغم من معاناة الكثير من الدول المنتجة للنفط من اضطرابات سياسية وأمنية، لم يتأثر السوق بالشكل الكبير فالمملكة الأقدر على سد احتياجات السوق، مبينا أن البيانات الرسمية المعتمدة أظهرت أن الاحتياطات الدولية السعودية ارتفعت خلال الاربع السنوات الماضية الى اكثر من خمسمائة مليار دولار حيث زاد صافي الاصول الأجنبية لدى مؤسسة النقد السعودي لتسجل أعلى مستوى بواقع 498.9 مليار دولار شهريا، وهذا مؤشر قوي يثبت ان المملكة العربية السعودية لم تعد تعاني من ضغوط ماليه خصوصا بعد ارتفاع خام القياس العالمي (برنت) الى نحو 75 دولارا للبرميل الواحد عما كان عليه سابقا بنحو 50 دولارا للبرميل الواحد، مشيرا إلى الجهد المبذول من مكتب ترشيد الانفاق الرأسمالي والتشغيلي والوحدة الاستراتيجية للمشتريات الحكومية التي ساعدت على تحقيق مدخرات تراكمية تقدر بحوالي 58 مليار دولار أمريكي. وكانت قد أظهرت الوكالات الدولية التأثر الايجابي لأسواق النفط بعد المباحثات الصينية الامريكية لمحاولة حل النزاع التجاري بين الولاياتالمتحدة والصين والذي يثير قلق الأسواق العالمية، بعد أن أثرت المخاوف من الحرب التجارية المتصاعدة بين الولاياتالمتحدة والصين والاتحاد الأوروبي سلبا على أسواق النفط. فيما توقعت شركة أبحاث استمرار السياسة المالية التوسعية للسعودية خلال النصف الثاني من 2018، مدعومة بمعدل الإيرادات غير النفطية المرتفع وتوقع تجاوز الإيرادات النفطية لعام 2018 الإيرادات المستهدفة بشكل مريح مما يدعم النمو الاقتصادي. وقالت شركة «الراجحي المالية»: إن الإيرادات النفطية من المرجح أن تتجاوز التوقعات، مقرونة بتنفيذ الإصلاحات التي تعمل على دعم تحول الاقتصاد بطريقة ناجحة. وتوقعت «الراجحي المالية» في تقرير حديث لها أن تتمكن الحكومة من مقابلة أو حتى تجاوز مستويات الإنفاق المستهدفة في موازنة 2018، بدون التأثير على عجز الموازنة المستهدف، مؤكدة أن عجز ميزانية السعودية البالغ 7.4 مليار ريال في الربع الثاني من العام الجاري، يشير إلى أن الحكومة تسير في الاتجاه الصحيح لتحقيق هذا الهدف. وأوضحت أن الإيرادات النفطية البالغة 184 مليار ريال جاءت أعلى من تقديراتها البالغة 143 مليار ريال، مرجعة ذلك إلى توزيعات أرباح الأسهم لشركة «أرامكو».