قالت شركة «جدوى للاستثمار» إن ميزانية الربع الأول من العام 2018، التي أعلنتها وزارة المالية تشير أن جهود الحكومة لزيادة الإيرادات غير النفطية تسير وفق الخطة، حيث سجلت ضريبة الدخل ارتفاعات كبيرة، رغم ارتفاع المصروفات، إلا أن جزءا كبيرا من ذلك الارتفاع يعود إلى زيادة الصرف على «الدعم الاجتماعي»، الذي ساعد على تخفيف آثار ضريبة القيمة المضافة وارتفاع أسعار الوقود بالنسبة للأسر السعودية. وأوضحت في تقرير أصدرته أنه بالنظر إلى المستقبل، رغم التوقعات باستمرار الارتفاعات السنوية في ضريبة الدخل، بسبب الطبيعة الموسمية لتوزيعات الأرباح المتحققة من الشركات المدرجة في «تاسي»، إلا أن الدخل الاستثماري سيقل على الأرجح، على أساس ربعي، كما هو الحال في العام الماضي ومع ذلك، ستتعزز الإيرادات النفطية بسبب ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات لم تشهدها منذ سنوات، خاصة وأن الأرباح من الربع الأول يتم تحويلها من أرامكو إلى الحكومة في الربع الثاني. وأشارت إلى أن متوسط أسعار خام برنت من بداية العام وحتى تاريخه يبلغ حاليا 68 دولارا للبرميل، حيث ساهمت مجموعة عوامل، أهمها زيادة التفاؤل بشأن نمو الاقتصاد العالمي، واستمرار التزام أعضاء أوبك باتفاقية خفض الإنتاج، وزيادة التوترات الجيوسياسية، في دفع الأسعار إلى مستويات لم تشهدها منذ الربع الرابع لعام 2014. وفي حال بقاء أسعار النفط عند المتوسط الحالي خلال الفترة المتبقية من العام، يتوقع التقرير تحسنا كبيرا في الوضع المالي للحكومة. فبناء على متوسط لأسعار النفط عند 68 للبرميل خلال العام 2018، سترتفع الإيرادات النفطية الحكومية السنوية بنسبة 9 % لتصل إلى 538 مليار ريال، مقابل 492 مليار ريال، هي الإيرادات التقديرية في الموازنة المالية لعام 2018 وبناء عليه، فإن إجمالي الإيرادات سيرتفع إلى 829 مليار ريال مقارنة بإيرادات عند 783 مليار ريال، حسب تقديرات الموازنة، وسيؤدي ذلك إلى خفض العجز في موازنة العام 2018 إلى 149 مليار ريال، أو 5.1 % من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بعجز مقدر في الميزانية بنحو 195 مليار ريال، أو 6.7 % من الناتج المحلي الإجمالي. وأشار التقرير إلى أن الإيرادات الحكومية الإجمالية في الربع الأول لعام 2018 بلغت نحو 166 مليار ريال، مرتفعة بنسبة 15 % أو 22 مليار ريال، على أساس سنوي ويعود هذا الارتفاع إلى التحسن في الإيرادات غير النفطية التي شكلت 31 % من إجمالي الإيرادات التي ارتفعت بنسبة 63 %، على أساس المقارنة السنوية. ووفقا لحساباتنا، فعلى الرغم من ارتفاع إيرادات الصادرات النفطية بنسبة 17 % على أساس سنوي، في الربع الأول لعام 2018 لكن الإيرادات النفطية الحكومية ارتفعت بنسبة 2 % فقط. وحسب وزارة المالية، فإن ذلك الأمر يعود إلى التحول إلى توزيع حصص الأرباح على أساس ربعي مما يعني أن جزءا من إيرادات الربع الأول يتوقع أن يتم استلامه في الربع الثاني. وارتفع إجمالي المصروفات الحكومية بنسبة 18 %، على أساس سنوي، في الربع الأول لعام 2018، ليصل 201 مليار ريال وزادت المصروفات الجارية، وهي أقل عناصر الإنفاق الحكومي نموا بنسبة 24 %، على أساس سنوي، مدفوعة بأكبر بند في الإنفاق الجاري وهو «مكافآت موظفي الدولة» التي ارتفعت بنسبة 20 %، لتصل إلى 19 مليار ريال، خلال نفس الفترة. ويأتي الارتفاع السنوي الكبير في «مكافآت موظفي الدولة»، في الربع الأول لعام 2018 نتيجة لعاملين. الأول أنه في الربع الأول لعام 2017 انخفضت تلك المصروفات نتيجة لخفض بدلات موظفي الدولة، والتي تمت إعادتها في وقت الحق، في أبريل 2017، والسبب الثاني يرجح أن تكون «مكافآت موظفي الدولة» في الربع الأول لعام 2018 تضمنت من بين أشياء أخرى، مدفوعات بقيمة ألف ريال شهريا طيلة العام 2018 لجميع موظفي الخدمة المدنية بغرض مساعدتهم على مواجهة ارتفاع تكلفة المعيشة، بموجب مرسوم ملكي منفصل صدر في بداية العام 2018 ووفقا لوزارة التجارة والاستثمار، تبلغ التكلفة الإجمالية السنوية لتلك البدلات نحو 50 مليار ريال. Your browser does not support the video tag.