• في عالم كرة القدم حاول الكثير من أصحاب الشأن الرياضي من كتّاب وخبراء اللعبة أن يتعمقوا في هذه اللعبة لدرجة الفلسفة، ومن الطبيعي أن يكون هناك اختلاف فنحن نتحدث عن لعبة ترفض المنطق وتنبذ القوانين وليس المقصود بالقوانين التنظيمية للعبة إنَّما القوانين التكتيكية. • فمن ضمن الفلسفات في تاريخ كرة القدم والتي خرجت علينا في بعض الفترات بمقولة (خير وسيلة للدفاع الهجوم)، وقد حققت هذه الفلسفة نجاحاتها وتحديدًا مع المنتخب البرازيلي وذلك في بداية السبعينيات بقيادة (بيليه - ريفلينو - جيرزينيو). واستمر نجاح هذه الفلسفة التكتيكية، التي أخذ بها في حينه الكثير من الرياضيين حتى خرج لنا المنتخب الإيطالي في الثمانينيات بفلسفة جديدة (خير وسيلة للفوز الدفاع والمرتدات)، التي كان فارسها باولو روسي وبدد من خلالها فلسفة البرازيل الهجومية واسقط زعامتها رغم متعة أداء البرازيليين وقوة نجومها. • وفِي منتصف الثمانينيات خرجت لنا فلسفة جديدة بل مدرسة اسمها (دييجو مارادونا) بنجومية فذة ومهارة عالية وألغى فلسفة اليد الواحدة لا تصفق، بل اليد الواحدة تكسب وتسجل الأهداف وأطاحت بإنجلترا العظمى في وقتها. • إذا يتضح لنا أن كرة القدم ليس كل ما يقال فيها صحيحًا وليس كل نجاح ممكن أن يتكرر بنفس الطريقة. فكرة القدم في بداياتها بدأت للمتعة والترويح ومن بعدها تحولت إلى واجب يتم فعله إلى أن وصلت بنا كرة القدم أن تكون في وقتنا الحالي صناعة، بل سياسة وثقافة. وبالعودة لمقولة أرسطو: الشيء الكامل هو ما له بداية ووسط ونهاية. نجد أن هذه اللعبة ليست كاملة وعظمتها وجمالها يكمنان في عدم كمالها! • كرة القدم هل أصبحت علمًا؟ البعض يرى أن كرة القدم لا تعترف إلاّ بصافرة حكم، وأن الفريق الذي يهدر فرصًا كثيرة يقبل التسجيل في مرماه. لكن ما يُؤكد أن كرة القدم علم فيجب أن يحضّر ويجهز لها من كل النواحي فعنصر واحد مفقود من منظومة صناعة كرة القدم يفقدها نجاحها وتطورها وتقدمها . • آسيويا يبرز لنا منتخب اليابان فقد بني وفق أسس علمية من خلال بناء اللاعب الياباني من عمر 6 سنوات ويمر بفترة بناء وتكوين للاعب بدنيًا وذهنيًا ونفسيًا حتى يصل لعمر الممارسة التنافسية تحت 15سنة ومن ثم يتم إرسال المتميزين منهم إلى دول متقدمة في كرة القدم ويلحقونهم بالأكاديميات برفقة أسرهم، ناهيك عن قدرتهم في تسويق لاعبيهم في أقوى الدوريات كالدوري الانجليزي. • وإذا تحدثنا عن أوروبا وصناعة الفريق تبرز ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وبلجيكا وهولندا، فقد بدأوا في صناعة اللاعب منذ عمر 4 سنوات. فأوروبا تتصدر المشهد في صناعة كرة القدم بالرغم من أن أمريكا الجنوبية تملك المواهب لكن لا تعمل في صناعة اللاعب، بل ترتكز على موهبته، لذا تفوقت أوروبا في صناعة كرة القدم وكأس العالم بالنسخ الأخيرة تؤكد لنا ذلك. • رسالتي للإخوة الأفاضل باتحاد كرة القدم، وكلي ثقة بالله ومن ثم بالكوادر التي تعمل بالاتحاد.. نريد إعادة بناء اللاعب السعودي وألا نقتصر على المهارة، بل نريد أن يكون لدينا مصنع للاعبين بوضع استراتيجية للفئات السنية تكون موضوعية وقابلة للتطبيق والاستمرارية لعشرات السنين تكون فيها أنفاس ابن الوطن من أصحاب الخبرات التراكمية بالأندية والمنتخبات إداريًا وفنيًا ولا تقتصر على الخبرات الأجنبية وتطال الأندية ووضع معايير فنية وإدارية وطبية للكوادر، التي تعمل مع تلك الفئة والاهتمام بملاعبهم ومسابقاتهم. @Almusaileek