رحبت الملاعب السعودية بحضور العائلات لمؤازرة فرقها المفضلة، وانطلق تواجد العائلات بالمدرجات من ملعب الجوهرة بجدة ليصل إلى مدينة الأمير محمد بن فهد بالدمام، بعدما أقرت الهيئة العامة للرياضة برئاسة تركي آل شيخ دخول العائلات إلى الملاعب السعودية، لتترجم تلك المبادرة اهتمام المملكة بمتطلبات أبنائها. ورغم صدور القرار بشكل رسمي إلا أن آراء المواطنين في البداية كانت متفاوتة ما بين مؤيد ومعارض، والبعض استعان بالعادات والتقاليد لتأكيد معارضته على حضور العائلات للملاعب، فيما تمثل الجانب الإيجابي في آراء المشجعات وسرعة تكيفهن في بيئة الملاعب، باعتبارها التجربة الأولى لهن، التي كانت خلال مباراتي الأهلي والباطن، الهلال والاتحاد في الجولة ال17 من الدوري السعودي للمحترفين للموسم الماضي. «الميدان» استطلع آراء الجمهور والمختصين لتقييم التجربة ومدى نجاحها في الملاعب السعودية. في البداية، أكد المهندس عبدالرحمن القضيب، وكيل رئيس الهيئة العامة للرياضة للشؤون الفنية أن قرار السماح للعائلات بدخول الملاعب خضع لعدة خطوات، ففي البداية تم اختيار ثلاثة ملاعب باعتبار تواجدها في المدن الرئيسية وأكثر تهيئة من غيرها بجميع النواحي، وبعد نجاح الخطوة الأولى، أصبح لدينا 10 ملاعب مهيأة الآن. وأشار القضيب إلى تخصيص مسار 2 و6 للعائلات، و4 دورات مياه للنساء وتوفير حارسات أمن في استاد الملك عبدالله الدولي، وتخصيص مساري 7 و8 للعائلات في استاد الملك فهد الدولي، وجار العمل على فتح مسارات للعائلات في مدينة الأمير محمد بن فهد. وأضاف القضيب: إلى الآن نعمل على اللوائح الداخلية للعائلات، ولكن على النساء أخذ الحيطة والحذر من المواد القابلة للاشتعال والتي غالبًا ما تكون مساحيق تجميلية أو عطورات التي سيتم منع حملها أثناء الدخول إلى الملاعب إلا بالحد المسموح به. كما تطرق القضيب إلى دخول الصحفيات والإعلاميات إلى الملاعب قائلًا: هنالك احتمالية لدخولهن والأمر يُدرس إلى الآن. بدوره كشف المحامي يعقوب المطير، المختص في القانون الرياضي الدولي، أن القرارات والمجهودات التي تقدمها الهيئة العامة للرياضة خلال الفترة الماضية والحالية مميزة، وتعتبر بمثابة نقلة نوعية في مسيرة الرياضة السعودية ومن أهمها القرار التاريخي بالسماح للعائلات بدخول الملاعب الرياضية لمشاهدة مباريات كرة القدم بدءا من مطلع عام 2018م، وذلك تماشيًا مع توجهات القيادة الرشيدة، وما توليه من اهتمام بكافة فئات المجتمع باعتبار شريحة العائلات مهمة في مسيرة المجتمع السعودي، مشيرًا إلى أنه تمت تهيئة ثلاثة ملاعب هي ملعب الملك فهد في الرياض، مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة، وملعب الأمير محمد بن فهد في الدمام لاستقبال العائلات، ونجحت التجربة وارتفعت مداخيل الملاعب الرياضية من دخول العائلات دون مشاكل أو عقبات، كما أشرفت الهيئة العامة للرياضة على توفير فعاليات رياضية مصاحبة، وإضافة العنصر النسائي في التنظيم. وأضاف المطير: تقنين الحضور النسائي في الملاعب من خلال سن قانون أو لائحة لتنظيم دخول العائلات لضمان سلامة وارتياح العائلات وتوفير بيئة مناسبة للملاعب الرياضية في كل مدن المملكة، ومنع التجاوزات من حيث تحديد المخالفات والعقوبات لمن يخالف النظام أو الإخلال به، ويتم نشر هذا القانون أو النظام في الموقع الإلكتروني للهيئة العامة للرياضة حتى يكون الاطلاع عليه سهلا من قبل الجميع ومن ضمنهم العائلات وردع وزجر المخالفين له. وقالت إحدى المشجعات مريم الذوادي عن تجربتها في الحضور للملاعب: كان شعوري مزدوجا ما بين الفرحة والدهشة، فالتجربة كانت ممتعة كونها بعيدة عما هو معتاد، حيث كنا نكتفي بمشاهدة المباريات من خلف الشاشات ثم تحول الأمر إلى أكثر حسيه أمام عينك. بينما أشادت المشجعة مريم الأجود بتفاعل العنصر النسائي المتواجد بشباك التذاكر، ومتعة الأهازيج والأجواء بصورة عامة.