قبل انطلاق مونديال 2018 في روسيا لم يتوقف كثير من الخبراء أمام المنتخب الكرواتي إذ كان يعد من المنتخبات التي تكتفي بالحضور المشرف وتحقيق نتائج جيدة ، لكن أن يكون ضمن المرشحين للظفر باللقب كان حلما بعيدا حتى على الجماهير الكرواتية . المنتخب الأوروبي العنيد حطم كل التوقعات ونسف الاستفتاءات وخيب ظن كل منتقدي أسلوبه في اللعب وبلغ نصف النهائي بعد إقصاء منتخب البلد المنظم روسيا من ربع النهائي بركلات الترجيح التي انحازت له أيضا في ثمن النهائي وأطاح بالدنمارك ، علما أنه قدم مستويات لافتة في الدور الأول وحقق العلامة الكاملة وتصدر المجموعة الرابعة بثلاث انتصارات على نيجيريا والأرجنتين وأيسلندا. ويعول المدير الفني لمنتخب كرواتيا زلاتكو داليتش على جيل ذهبي يضم دانييل سوباسيتش لحراسة المرمى وسيمي فرساليكو وإيفان سترينيتش وديجان لوفرين ودوماجوي فيدا للدفاع ، وإيفان راكيتيتش وأندريي كراماريتش ولوكا مودريتش وإيفان بيريسيتش للوسط ، وماريو ماندزوكيتش وأنتي ريبيتش للهجوم . ويعد مونديال روسيا بمثابة الفرصة الأخيرة لهذا الجيل الرائع من اللاعبين في المنتخب الكرواتي، الذي يبلغ مودريتش 32 عاما وماريو ماندزوكيتش 32 عاما وإيفان راكيتيتش ني 30 عاما . ويؤكد زلاتكو داليتش ثقته في لاعبيه بعد أن أوقفوا نجوم من العيار الثقيل منهم الأرجنتيني ميسي ، بجانب التجانس الكبير بينهم وقدرتهم على الصلابة الدفاعية ونقل الكرة من الدفاع إلى الهجوم بأسلوب منظم ووعي بدون عشوائية وهو ما طبقه في التدريبات . مخاوف مدرب كرواتيا من الإصرار الإنجليزي والحيوية التي ظهر به لاعبوه قد تكون متوقعة إذ أكد منتخب " الأسود الثلاثة" للمرة الأولى بعد أعوام عدة أن الكرة الإنجليزية قادرة على الهجوم والتسجيل بسهولة بدون تعقيدات الأسلوب الدفاعي . مودريتش نجم ريال مدريد الإسباني لفت الأنظار على وجه الخصوص لما يتميز به من مهارات عالية وهدوء وثقة بالنفس جعلته ضمن المرشحين بقوة لجائزة أفضل لاعب في البطولة ، ويؤكد اللاعب أن منتخب بلاده مستعد جيدا للمنافس الإنجليزي وقادر على الوصول إلى المباراة النهائية . وكان المنتخب الكرواتي قريبا للغاية من الصعود لنهائي مونديال 1998 بعدما تقدم بهدف على فرنسا في الدور نصف النهائي، قبل أن ينتفض المنتخب المضيف سريعا ويقلب الخسارة إلى فوز ( 2-1) ويشق طريقه نحو التتويج باللقب عقب الفوز على البرازيل في المباراة النهائية. وعجز المنتخب الكرواتي عن اجتياز مرحلة المجموعات في مشاركاته الثلاث التالية في المونديال لكنه عاد للمربع الذهبي بعد غياب 20 عاما.