ضمن اهتماماته الثقافية المتعددة والمتنوعة قام نادي الأحساء الأدبي مؤخرا بتدشين ركن «الأديب الصغير» بالنادي لتنمية ثقافة الصغار والأخذ بيدهم نحو قراءات جادة ومتنوعة وصقل موهبة من تكتشف فيه موهبة، وهذه بادرة جيدة يتخذها النادي حيال فلذات الأكباد، فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر كما يقول المثل السائر، وهذا الركن يمثل منطلقا تعليميا يضاف الى المنطلقات التعليمية والتربوية كالمدارس والبيوت والأندية الرياضية ونحوها، فتلك خطوة تذكر ويشكر عليها المسؤولون بالنادي وعلى رأسهم رئيس النادي د. ظافر الشهري الذي قام من قبل بمبادرات عديدة هي محط اعجاب وتقدير واكبار أهالي محافظة الأحساء لا سيما شريحة الأدباء والمثقفين منهم. ورغم الاعلان عن انشاء هذا الركن الا أن اهتمامات النادي بهذه الفئة الغالية من فئات المجتمع ظهرت أول ما ظهرت عام 1432 حينما خصص مجلس ادارة النادي جزءا من مطبوعاته لأدب الأطفال، تشمل مجالات القصص والأناشيد المدعومة بالصور والمعبرة بالرسومات الشكلية التي تتيح للطفل المشاركة الفعلية في تنفيذها، ولا شك أن الطفل في سنوات عمره المبكرة يكون لبنة مطواعة يمكن تشكيلها بما يخدم موهبته ومجتمعه فهو سريع الالتقاط لكل ما يوجه اليه من ارشادات ويختزن في ذاكرته من معلومات يمكنه الاستفادة منها مستقبلا في حياته العلمية والعملية. وتحت شعار «من برعمنا الصغير الى أديبنا الكبير» يعمل هذا الركن على غرس رسالة ثقافية حيوية يمكن معها تخريج دفعات من البراعم الصغيرة على مدى السنوات القليلة القادمة تكون نموذجا لقراء محترفين وأدباء وفنانين محترفين يمارسون أساليب فنية متعددة كالخطوط العربية والرسوم التشكيلية ونحوها، ويهتم الركن بأطفال تتراوح أعمارهم بين الخامسة والثانية عشرة، وهي الفترة «الذهبية» ان جاز التشبيه التي بالامكان تدريب الطفل من خلالها على القراءة المبكرة والكتابة المبكرة أيضا بأشكال وطرائق محببة الى نفوسهم باستخدام أحدث الأساليب التعليمية المتنوعة التي تحثهم على الابتكار والابداع. تلك الرسالة الثقافية الحيوية سوف تنشئ بيئة صالحة لمساعدة الطفل على الابداع واستحضار اللغة من خلال الاستعانة بكل الأدوات التدريبية المتاحة، وهي رسالة ذات أبعاد هامة للغاية ولها مردوداتها الايجابية على حياة الطفل المستقبلية، فهي تمهد له الطريق نحو ممارسة القراءة الجادة وتمهد له الطريق أيضا ان كان يمتلك الموهبة نحو ممارسة الكتابة، فهذا الركن كما أرى يمثل جانبا مهما في حياة فلذات أكبادنا ويساعدهم على توظيف أوقاتهم لما فيه نفعهم وصلاحهم باذن الله، فالرسالة مهمة ولها مردوداتها الثقافية والأدبية الايجابية على الأمدين القصير والطويل.