قدم القاصان شيمة الشمري وعبد الله الوصالي مجموعة من القصص اتكأت على الهم الإنساني والاجتماعي في الأمسية الثانية لملتقى السرد بالأحساء هذا العام. وتميزت قصص شيمة الشمري بحس إنساني غير معهود في الكثير من الكتابات النسائية، إذ كانت محملة بزاد إنساني واضح، يلامس الذات بفلسفة بسيطة وناضجة في الوقت ذاته. وأبدع عبد الله الوصالي، الذي بدأ بقراءة المقطع الحادي عشر من روايته «بمقدار سمك قدم»، وبرهن على أن الكاتب الحقيقي هو وحده القادر على إبداع نصوص تتناول ما يكتنف الإنسان من خير وشر في حله وترحاله في وطنه وغربته، في صمته وبوحه. وفي بقية نصوصه لم يغب أبدا الإنسان ككائن مركزي لهذا الكون. ودفعت قراءة الشمري والوصالي لنصوصها الحضور في مداخلاتهم أن يركزوا على منهجية نقدية واضحة، تتبين الخصائص الفنية في الكتابات وآلياتها، وفي حراك نوعي يتناول البنية السردية في مكوناتها الفنية والقيمية التي اتكأت عليها النصوص جميعا، مما جعل الجميع يتواصل بكل ما يحمل من ثقافة وحساسية في عوالم القص. وصبت معظم المداخلات في الأمسية، التي أدارها القاص حسن الأحمد، في نسق فلسفي أخذ الجميع في تفاصيل إنسانية متخيلة تلامس الواقع تارة وتارة أخرى في تشكيلات لبناء مفتوح نحو أطياف وانحناءات مبصرة لما هي سعة المحتوى اللغوي الذي يمكنه أن يروم غايات الكتابة القصصية في كل صنوف تجلياتها وتحت أي عنوان.