أبدى عدد من مثقفي المنطقة الشرقية نيتهم الانسحاب من التسجيل في عضوية النادي الأدبي في الدمام، على خلفية مطالبتهم بإحضار «أصل شهادة البكالوريوس»، واصفين الأمر ب «المتعمد من إدارة النادي في إقصائهم بمطالب لم ترد ضمن شروط التسجيل». ووجَّه الشاعر علي الدميني رسالة مفتوحة إلى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، عبَّر فيها عن قلقه من الإجراءات المتبعة من النادي، رامياً المسؤولية على «الوزارة» في حال لم تعالج القضية. وقال الشاعر علي الدميني ل «الحياة» إن «إدارة النادي تتعمد وضع شروط تعجيزية أو تطفيشية»، في إشارة إلى إحضار أصل الشهادة، مضيفاً: «نريد علاجاً لمشكلة الشرطين، إما كتاب أو شهادة، وذلك ما طرحته الوزارة». وأوضح أن «الإدارة تتقصد تطفيش المثقفين عن التسجيل، وذلك لعرقلة انضمام أعضاء جدد، وإتاحة الفرصة للمحسوبين على النادي فقط». وحمَّل الدميني «وزارة الثقافة والإعلام المسؤولية أمام المثقفين الآن وفي المستقبل، عما يحدث في النادي الأدبي». وأطلق على رسالته إلى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة عنوان «شكوى ضد النادي الأدبي في الدمام»، ووضعها في صفحة الوزير على «الفيسبوك» ومواقع أخرى، وبين أنها «رسالة مفتوحة وعاجلة إلى وزير الثقافة والإعلام»، وقال فيها «رغم تحفظاتي مع غيري، التي لا أشك بأنكم تتفهمونها، بخصوص شروط الانتساب إلى الجمعية العمومية، والتي آلت إلى النص على المساواة المجحفة بين أهمية عضوية المشتغلين بالشأن الأدبي، نقداً ولغة وإبداعاً، وبين سائر المتخصصين من حملة الشهادات الجامعية وما فوقها في تخصصات أخرى لا علاقة لها ولا لحملتها بالحقل الأدبي أو الفكري، إلا أنني أقرأ في ذلك رغبة في التيسير، وتشجيعاً للآخرين على الاهتمام بهذا الشأن الأدبي والثقافي العام، وليس لاحتكاره أو السيطرة على برامجه الأدبية والثقافية المحددة». وتطرَّق في رسالته إلى ما حدث له من مواقف في تسجيل عضويته في النادي الأدبي، مبيناً أن «المسجل طالب بإرفاق أحد كتبي لتثبيت عضويتي، فيما مكتبة النادي تحوي عدداً من مؤلفاتي الأدبية، فضلاً عن اشتغالي بالشأن الأدبي منذ أكثر من 40 عاماً، إلا أن المسجل أصرَّ على طلبه، فاضطررت لإحضار أحد مؤلفاتي إليه في اليوم التالي»، مضيفاً: «فوجئت بمسجل العضوية يهاتفني طالباً مني إحضار شهادتي الجامعية، وقلت له لقد وفيت لكم بأحد الشرطين وهو المهم، فما الذي يدعوكم للإخلال بشروط العضوية، التي أقرتها الوزارة وأعلنها النادي؟ فأجابني بأنه ينفذ ما طلبه منه رئيس النادي تحديداً». ورفض الدميني الاستجابة لطلب المسجل، واصفاً إياه ب «المجحف والمقصود»، وفي الوقت ذاته يخشى من رفض قبول عضويته في الجمعية العمومية للنادي. وذكر أن عدداً من الأصدقاء «أكدوا أنهم واجهوا مثل تلك العراقيل»، مشيراً إلى أن «نائب رئيس النادي القاص عبدالله الوصالي أوضح نيته تقديم استقالته من عضوية مجلس الإدارة، احتجاجاً على ممارسات رئيس النادي»، مضيفاً أن «لدى رئيس النادي أهدافاً أخرى». وطالب «الوزير شخصياً بالتدخل في الموضوع وتشكيل لجنة مستقلة لتدقق في سجلات العضوية والقبول والرفض، بعيداً عن تدخل رئيس النادي». وعلمت «الحياة» أن نائب رئيس نادي الشرقية الأدبي قدم استقالته صباح أمس. وفي الوقت نفسه سعت «الحياة» إلى الاتصال به للتأكد من خبر الاستقالة، إلا أنه لم يرد على الاتصالات المتكررة. من جهة أخرى، أوضح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية ناصر الحجيلان أن على «المثقفين المتضررين من تعامل النادي الأدبي تقديم شكوى جماعية أو فردية إلى الوزارة، وسنعمل على التجاوب معها ونلزم النادي بالعمل وفق اللائحة الخاصة بالترشُّح للعضوية»، مؤكداً «سرعة حل الموضوع فور ورود شكوى إلى الوزارة من دون أي تأخير».