تقلبت موازين خبراء وشركات أمن المعلومات في الآونة الأخيرة بعد الهجمات الخطيرة لعدد من الفيروسات المخصصة لاستهداف البنى التحتية وشبكات قطاع الأعمال، وعلى رأسها «شامون» و «جيسس» اللذان يعدان من أبرز التهديدات التي حيرت خبراء أمن المعلومات. وتوقع خبراء أمن المعلومات في وقت سابق أن تشهد منطقة الشرق الأوسط هذا العام زيادة مقلقة في أنشطة الجريمة الالكترونية المستعصية وبالغة التعقيد، مؤكدين أن تلك المخاطر تتفاقم في خضم التوجه اللافت نحو الحوسبة الافتراضية والسحابية، داعين إدارات التقنية المعلوماتية إلى تطبيق منهجية حماية شاملة لا تقتصر على حماية النظم، بل تمتد إلى حماية البيانات نفسها عبر النسخ الاحتياطي الصحيح والمنعزل. فيروس شامون عبارة عن تطبيق مصمم للدخول إلى شبكة أعمال معينة بحيث يتركز عمله على ثلاث مهام أساسية. ويشير خبراء شركة سمانتك إلى أن فيروس شامون عبارة عن تطبيق مصمم للدخول إلى شبكة أعمال معينة بحيث يتركز عمله على ثلاث مهام أساسية، أولها نشر العدوى للأجهزة الأخرى في الشبكة الداخلية بعد أن يقوم بإصابة جهاز واحد فقط ودون الحاجة إلى وجود اتصال إنترنت للأجهزة الأخرى كونها متصلة ببعضها البعض عبر الشبكة الداخلية « Intranet «. أما المهمة الثانية فهي محاولة سرقة ومسح البيانات على الأجهزة المصابة بالفيروس واستبدالها بملفات أخرى لا قيمة لها في النسخ الاحتياطي بالامتداد الخاص بالصور «jpeg». أما المهمة الثالثة فهي منع الأجهزة المصابة من عملية التشغيل أو البوت « Master Boot Record « في محاولة لجعل جهاز الكمبيوتر غير قابل للاستخدام، أي بمعنى آخر أن الفيروس يقوم بعملية السرقة ثم المسح ثم إرسال البيانات المسروقة إلى المصدر الرئيس للفيروس، إضافة إلى أن عدم تصدي برامج حماية لهذا الهجوم كان بسبب تحويل الملفات والنسخ الاحتياطية إلى ملفات صور معطوبة بامتداد «jpeg» قبل حذفها لصعوبة عودتها إلى ما كانت عليه في الأصل، إضافة إلى أن فيروس «شامون» استهدف حتى الآن كلا من: أنظمة التشغيل «Window 95» و»Windows 98» و»Windows 2000» و«Windows Vista» و« Windows ME» و«Windows 7» وأنظمة تشغيل خوادم الشبكات مثل «Windows NT»و«Windows Server 2003» و « Windows Server 2008». أما فيروس «جيسس» فقد سجل أكثر من 2500 إصابة لأنظمة معلومات معتمدة على تقنية السحابة الالكترونية المستعملة من قبل الشركات وتبين أن غالبيتها وقعت في الشرق الأوسط، ويشير خبراء شركة كاسبر سكاي إلى أنهم قاموا بتحليل الوظائف والمواصفات الأساسية له، إضافة إلى هندسته الأساسية والبنى المميزة له، وأساليب التواصل وإحصائيات حول حالات الإصابة المسجلة، غير أن تساؤلات كثيرة لاتزال تدور حوله. وتنتقل الشفرة الخبيثة في فيروس « Gauss « الخاصة بسرقة البيانات عبر وسائط التخزين « USB « التي صممت لاستهداف أنظمة معينة مع وجود برنامج خاص مثبت عليها، فعند ربط جهاز «USB « مصاب بالحاسب المستهدف، يبدأ تشغيل البرنامج الخبيث ويحاول فك الشيفرة من خلال إنشاء رمز خاص، ويتم نسخ الشفرة في الجهاز ليقوم الفيروس بالسرقة، بالإضافة إلى أن الفيروس يقوم بسرقة البيانات المفصلة حول الأجهزة المصابة بما فيها تاريخ التصفح، ملفات تعريف الارتباط، كلمات المرور وإعدادات النظام. كما أنه قادر على سرقة البيانات الخاصة بالأنظمة المصرفية الالكترونية وأساليب الدفع، وأظهر تحليله أنه قد صمم لسرقة البيانات من عدد من مختلف البنوك. وأثبتت دراسة أعدتها شركة «EMC « عن التعافي من الكوارث في منطقة الشرق الأوسط وتركيا والمغرب، قامت الدراسة على مُقابلات مع 1000 صانع قرار في مجال تقنية المعلومات من مؤسسات القطاع العام والخاص في مختلف أنحاء، وجاءت نتائج الدراسة بأن 82 بالمائة من الشركات ليست واثقة تماماً من قدرتها على استرداد النظم أو البيانات بشكل كامل في حال وقوع كارثة ما، و 64 بالمائة من الشركات فقدت بياناتها أو واجهت أعطالاً فنية خلال العام الماضي، بالإضافة إلى أن 37 بالمائة من الشركات تحتاج الى يوم أو أكثر لاستعادة نشاطها الكامل من جديد. وأكدت الدراسة أن فقدان البيانات يؤدي إلى أضرار اقتصادية، حيث أظهرت أن فقدان البيانات يؤدي إلى تراجع إنتاجية الموظفين بنسبة 43 بالمائة، وتراجع ثقة العملاء بنسبة 37 بالمائة، إضافةً خسائر في الإيرادات بنسبة 28 بالمائة. وأضافت الدراسة أن 52 بالمائة من الشركات مازالت تستخدم نظام الشريط للنسخ الاحتياطية الذي يعد مرتفع الكلفة، حيث تُنفق الشركات 400,840 دولار سنوياً باستخدامها هذا النظام، حيث ترى 55 بالمائة من الشركات أن استخدام هذا النظام يؤدي إلى تسريع عمليات النسخ الاحتياطية، و 39 بالمائة تعزيز مستوى الأمان، و 36 بالمائة سرعة في استرداد البيانات واستعادة النظام، ولا تزال 48 بالمائة من الشركات تستخدم الأقراص المدمجة لتخزين النسخ الاحتياطية و 41 بالمائة فقط تستخدم حلولاً حديثة قائمة على القرص الصلب.