فيما اتخذت شركة أرامكو (عملاق النفط) في المملكة، حزمة من الاحترازات التقنية بعد تعرض شبكتها للاختراق الأسبوع الماضي، شرعت في المقابل بالعودة إلى "التعاملات الورقية" تخوفا من تبعات فيروس "شامون" على بياناتها، والذي رجحت مصادر تحدثت ل"الوطن" أن يكون المتسبب في العمليات التدميرية التي تعرضت لها شبكة الشركة. وأبلغت مصادر في أرامكو "الوطن" أن الشركة قامت باستبدال 30 ألف جهاز حاسب آلي بأجهزة جديدة تحمل نظام التشغيل "WINDOWS 7" وضع عليها ملصق باللون الأصفر يدل على استبدال الجهاز بآخر. وشددت أرامكو من إجراءاتها عقب هذه الحادثة، وذلك بإلغاء خاصية الإنترنت عن عدد من الموظفين الذين لا يتطلب عملهم ذلك. ومنعت إرسال أو تلقي أي بريد إلكتروني من خارج الشركة، فيما تم الإبقاء على الشبكة الداخلية فقط لإنجاز الأعمال بين إدارات الشركة. فيما لا يزال الأمر حائرا بين الاختراق أو التعرض لفيروس يسمى "شامون"، ذكرت مصادر مطلعة في شركة أرامكو السعودية، أن الشركة عمدت إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة حول بياناتها، التي تعرض جزء منها الأسبوع الماضي للتدمير، حيث جرى استبدال نحو 30 ألف جهاز حاسب آلي بأجهزة جديدة تحمل نظام التشغيل "WINDOWS 7" وضع عليها ملصق باللون الأصفر تدل على استبدال الجهاز بجهاز آخر. كما ألغت خاصية الإنترنت عن عدد من الموظفين، الذين لا يتطلب عملهم ذلك. ومنعت إرسال أو تلقي أي بريد إلكتروني من خارج الشركة، فيما تم الإبقاء على الشبكة الداخلية فقط لإنجاز الأعمال بين إدارات الشركة. وأكدت المصادر أن الشركة منعت أيضاً استخدام أي وصلات اتصال بأجهزة الموظفين كوصلات "USB" لضمان حماية معلوماتها من تجدد نشاط الفيروس الذي دمر كميات كبيرة من البيانات والمعلومات. وأشارت المصادر إلى أن التحقيقات مازالت جارية مع عدد من الموظفين، فيما لم يتم توجيه الاتهام رسميا لأي من الموظفين حتى الآن. واقتربت الشركة من تحديد نوع الفيروس الذي ضرب شبكاتها داخل المملكة وخارجها. ورجحت مصادر "الوطن" أن يكون الفيروس الذي استهدف الشركة من نوع "شامون" الذي يملك قدارت تدميرية هائلة، إضافة إلى تغلغله لسحب جميع البيانات من أجهزة الحواسيب دون إمكانية لاسترجاعها. وأضافت المصادر أن تأثيرات الفيروس امتدت إلى الشبكات التابعة للشركة حول العالم. ولفتت إلى أن عدد الأجهزة المعطلة وصل حتى أمس إلى نحو 30 ألف جهاز، جميعها مخترقة ولا تحتوي على أية بيانات. وفيما كثفت الشركة من تحقيقاتها وسط تواجد جميع الموظفين العاملين في إدارات تقنية المعلومات ومسؤولي الشبكات، تسعى الشركة إلى طمأنة الموظفين حول بياناتهم العملية والوظيفية، بعد أن تمكنت من عزل بعض الشبكات لتخفيف الآثار السلبية للفيروس. إلى ذلك، أكدت مصادر أخرى ل"الوطن" أن الشركة بدأت بالتعاملات الورقية داخلها ومع عملائها في السوق المحلي لحين انتهاء تأثيرات الفيروس. ولم تستبعد المصادر إمكانية الاستعانة بشركات متخصصة لمحاولة الخروج بأقل الخسائر فيما يتعلق بملفات ومعلومات أرامكو. وحول تعاقدات الشركة مع أسواق النفط وقدراتها الإنتاجية، أكدت مصادر متعددة أن الشركة نجحت في السيطرة على عمليات مبيعاتها حيث تمضي وفق خططها السابقة. كما تملك كامل المعلومات حول المشاريع والحقول والمعامل وعمليات التشغيل والإنتاج والتسويق. وحول مجريات التحقيقات، قالت المصادر إنها مستمرة ولم تتحدد حتى الآن الجهة التي تسببت في إرسال الفيروس وأن المعلومات التي أثيرت مازالت تكهنات سواءً كانت من الداخل أو الخارج. وفي جانب إعلان مجموعة تسمى ب"الشباب العربي" مسؤوليتها عن عمليات الاختراق، قالت المصادر إن التحقيقات ماتزال جارية وإن الشركة وعدت بتقديم المعلومات بكل شفافية.